ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية بموقع « يوتيوب» تقول صاحبته: « والدي يشوه سمعتي وقد كرهته فماذا أفعل معه؟».
وأجاب الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء، متسائلًا: " كيف يمكن للأب أن يشوه سمعة ابنته!؛ فمن الطبيعي أنه عندما يرى الإنسان عورة ما في أهل بيته يستر عليها ولا يفعل العكس".
وتابع « عثمان » أن هذا تصرفا غير طبيعي ولا يأتي من نفس واعية حكيمة، نسأل الله له الهداية، ولك الصبر، محذرًا: لا تسيئي لوالدك بكلمة؛ فمن عصى الله فيكِ أطيعي الله فيه، وإلا تحسابي على ذلك.
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية: إن الإسلام أمر ببر الوالدين وحُسن صُحبتهما وإن كانا مُشركين، متجاوزًا في ذلك مسألة الإيمان.
واستشهد «الأزهر» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بما قال تعالى: «وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ» الآية 15 من سورة لقمان.
واستند إلى ما روي أنه قد سألت أسماء بنت أبي بكر –رضي الله تعالى عنهما-، النبي -صلى الله عليه وسلم- عن صلة أمها المشتركة، وكانت قدِمتْ عليها، فقال لها رسول -صلى الله عليه وسلم-: «نَعَمْ صِلِي أُمَّكِ».
وأوضح أنه من العقوق أن يُحزن الإنسان أمه بقول أو بفعل، فقد جاء في الجامع لأخلاق الراوي للخطيب البغدادي، أنه قال سيدنا علي بن أبي طالب -رضي الله تعالى عنه-: «مَن أحزنَ والدَيهِ فقد عَقَّهُمَا».
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء، إن الأب لو كان مشرك على الابن أن يحسن إليه، وإن جاءك لتشرك بالله لا تطعه وأحسن إليه كما أحسن الله إليك.
وأضاف جمعة خلال لقائه على فضائية " سي بي سي "، أن الله جعل بر الوالدين المكافيء العملي للتوحيد، حيث أن آيات الحث على بر الوالدين في القرآن ئاما ما تأتي عقب الأمر بعبادة الله وعدمم الشرك به، موضحا أن الفرصة العظيمة التي ساقها الله إليه قال تعالى "مَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ".
وتابع: بر والدك ولو لم تجد قلبك في هذا البر لكن عليك أن تضغط على نفسك، وتبر أباك، لأنك تفعل هذا من أجل الله سبحانه وتعالى".
قال الشيخ إسلام النواوى، الداعية الإسلامي، إن إطلاق الناس عيد الأم على يوم معين للاحتفال بها، ليس فيه حرج وليس حراما، فهم يطلقونه ليس اعتقادا بأنه عيد تعبدى، وإنما على سبيل المجاز فقط.
وأضاف النواوى، فى لقائه على فضائية "دريم"، أن هناك الكثير من طرق دخول الجنة يستصعبها الناس، وأبرزها الجهاد والزكاة والصوم وما إلى ذلك، لافتا إلى أن أسهل طرق دخول الجنة هو بر الوالدين، حيث إن هذا البر لا يكلف الإنسان كثيرا سوى حسن المعاملة للوالدين.