الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حسام الفحام يكتب: خط غاز إيست ميد ضربة موجعة لتركيا

صدى البلد

خط أنابيب إيست ميد الذي تم توقيع انشاؤه بين كل من إسرائيل و قبرص و اليونان ، هل يؤثر على مركز مصر الاقتصادي والاستراتيجي كمركز لتجميع وتصدير الطاقة في منطقة شرق المتوسط كما يروج الخرفان وأعداء مصر على الفيس بوك وقنوات إعلام الفتنة .

يمكن ان يسبب هذا الخبر انزعاج للمصريين، وخصوصًا ان البعض من المغرضين قد استغلوه لإثارة الشكوك في القيادة ولافتعال احباط لدي المصريين، متماشين تمامًا مع اچندات أعدائنا في تنفيذ حرب الجيل الرابع.

ولكن عند معرفة التفاصيل الصحيحة تتكشف الامور ان هذا الموضوع في حقيقته موجه ضد تركيا وليس ضد مصر ؛ وأنه مناورة تقوم بها إسرائيل ومن وراءها أمريكا لمحاربة نفوذ تركيا في البحر المتوسط، وهذا الى حد ما يصب في صالح كل دول شرق المتوسط ولكن بالأخص قبرص واليونان.


بدأ التفكير في إنشاء خط «إيست ميد» منذ عام 2012 ، ولكن تم تأجيله وإعادة النظر في جدواه الاقتصادية نظرا للصعوبات الفنية التي تواجه تنفيذه من حيث مد خطوط الأنابيب لمسافات طويلة جدا في المياه العميقة للبحر المتوسط والتي تصل إلى 4000 متر في بعض الأماكن ، ونظرا أيضا لتكلفته العالية ولتواضع احتياطيات الغاز المكتشفة في كل من حقل ليفاثيان الاسرائيلي ، و أفروديت القبرصي بالنسبة لتكلفة إنشاء هذا الخط

يبلغ طول الخط حوالي 2000 كيلومتر وتكلفة إنشاء الخط من 7 إلى عشرة مليار دولار
و تقدر المدة الزمنية لتنفيذ هذا الخط منذ لحظة بدء العمل فعليا بالمشروع وحتى بداية الضخ حوالي سبعة سنوات على أحسن تقدير

القدرة الاجمالية للضخ عندما يعمل هذا الخط بكامل طاقته هو 10 مليار متر مكعب من الغاز سنويا.. واحتياجات أوروبا من الغاز الطبيعي تبلغ 500 إلى 600 مليار متر مكعب سنويا أى أن نسبة مساهمة هذا الخط في توفير امدادات أوروبا من الطاقة لا تتجاوز 1% (واحد بالمائة) من احتياجاتها الكلية.

الخط المزمع انشاؤه يهدف لمد جنوب أوروبا فقط بجزء من احتياجاتها من الغاز ، ولكنه غير ذي جدوى بالنسبة لدول شمال وغرب أوروبا ( ألمانيا - فرنسا - سويسرا - بلجيكا - ومجموعة الدول الاسكندنافية ) المستهلك الأكبر للغاز الطبيعي وذلك لبعد المسافة جغرافيا.

خطوط الغاز تعمل على توصيل الغاز الخام إلى مناطق الاستهلاك بدون معاجلة ، وهو ما يستلزم وجود محطات معالجة في مناطق الاستهلاك حيث يتم معاجلة الغاز الخام وتنقيته من الشوائب وذرات المياه والكبريت.

الغاز المسال المعالج في محطات الإسالة هو غاز طبيعي يتم تبريده إلى 160 درجة مئوية تحت الصفر لقليص حجمه 600 مرّة عن الحجم الطبيعي ، لتسهيل عملية تخزينه وشحنه بالبواخر في أقل مساحة ، كذلك يتم تنقيته من المياه والشوائب قبل تسييله ، وهذه المعالجات ترفع سعر الغاز الطبيعي المُسال بنسبة 20% أعلى من سعر الغاز الطبيعي الخام المتدفق عبر خطوط الأنابيب .

ولكن بالنظر لتكلفة انشاء خط أنابيب «إيست ميد» والتي كما قلنا سابقا تتخطى الـ 7 مليار دولار والتي سيتم تحميلها على سعر الغاز ، سترتفع أسعار الغاز الخام المتدفق من خط «إيست ميد» بشكل كبير لدرجة تجعله غير ذي جدوى اقتصادية.

المتضرر الرئيسي من انشاء خط «إيست ميد» هو «تركيا» التي حاولت في وقت سابق منذ عدة أسابيع استغلال الجغرافيا بعقد اتفاق بينها وبين «إسرائيل» لتصدير الغاز الاسرائيلي إلى أوروبا عن طريق خط أنابيب بديل يمر بالأراضي التركية .

ولكنها قوبلت برفض اسرائيل التي فضلت اللجوء لإحياء مشروع «إيست ميد» القديم مع كل من «قبرص» و «اليونان» برعاية أمريكية تعمل على إعادة توزيع الأدوار في منطقة «شرق المتوسط» لصالح الثنائي «قبرص» و «اليونان»

وهذا ما يفسر سر الغضب والعواء القادم من أعالي الأناضول فور علمهم بمشروع خط «إيست ميد» الذي ضمن إخراج «تركيا» بشكل نهائي من أي معادلة لقوى الطاقة الناشئة في منطقة «شرق المتوسط» .

وذلك على عكس الدعاية الإخوانية التي تحاول التدليس على العامة باظهار أن مصر هي من تضررت من هذا الخط

و هذا يعني انه مشروع فاشل..تقدر تقول بالبلدى "احنا الاصل والباقي تقليد".


تركيا منذ ٣ سنوات عملت معارك ومؤامرات من اجل ان تنقب عن الغاز وفشلت.. بينما مصر نقبت وتعاقدت وانجزت واوقفت الاستيراد وبدأت التصدير وحققت الاكتفاء الذاتى.

وبعد كل ذلك يقول الخرفان ان مصر باعت بالترسيم حقوقنا لتركيا واليونان.. أردوغان بعد ما امتثل بين يدى سيده بوتين، طالب باتفاق وقف اطلاق نار فى ليبيا.

وتلك كانت نهاية شو رجب شر الاجرب فى ليبيا.