الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سوق الخميس بالعريش.. منارة تراثية ومكان التقاء تجار الشام ووادي النيل قديما

صدى البلد

"سوق الخميس" بالعريش هو مكان التقاء تجار الشام ومصر قديما باعتباره منطقة وسطى بين المسافة التي يقطعها تاجر وادي النيل وتاجر بلاد الشام وفلسطين، وبعد إتمام صفقات البيع والشراء يعود كل تاجر سالكا الطريق الذي جاء منه.
 
ويرجع تاريخ السوق إلى أيام السلطان حسين وورد في كتاب نعوم بك شقير أن هناك سوقا لـ بلدة العريش القديمة أقيم بجوار قلعة العريش التي بناها سليمان القانوني عام 1560م وكان يضم السوق 70 محلا تباع فيها الأقمشة والحبوب والغلال والزيت والسمسم واللحم والسكر والصابون والبن وأصناف الفاكهة والخضر.

واتخذ سوق الخميس النمط الأسبوعي حيث يجتمع المستهلك والمنتج معا في موقع واحد ويتنافس البائعون على خفض الأسعار مما يوجد متنفسا للمواطنين لشراء حاجاتهم بأرخص الأسعار حيث تباع فيه كافة السلع والمنتجات البيئية والمشغولات اليدوية.

حيث يتميز السوق أيضا بوجود معروضات متعددة من المنتجات البدوية التقليدية وتصنف إلي سلع محلية متمثلة في الإنتاج المحلي لسيناء وأخرى منقولة من خارج المحافظة.

ويقول سليمان العياط  "باحث في التراث السيناوي" حدث تغيير في مكان سوق الخميس منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي لسيناء منذ عام 1967 وحتى عودة الأرض إلي السيادة المصرية عام 1979م، وقد طرأ عليها تغيرات وأصبح جاذبا يجمع التجار من مختلف محافظات مصر لتسويق سلعهم.

ويؤكد كمال الحلو أن السوق في بداياته كان طوال الأسبوع لوجود المحلات والحوانيت بجوار قلعة العريش وقت إنشائها ومع زيادة أعداد السكان وانتشار أعداد المحلات وأكشاك البيع التي انتشرت وسط الأحياء السكنية الأسواق الفرعية الأخرى ولذلك فقد استقر في ذهن المواطنين والتجار أن يكون أخر أيام الأسبوع وهو يوم الخميس لتتمكن الأسر من شراء احتياجات الأسبوع بالكامل بأسعار تنافسية.

ويقول عبد الكريم بدوي قاضي عرفي، أن سوق الخميس يتمتع بقوة القانون العرفي وهذا يجعل المتعاملين بعدم وجود حالات الغش والتدليس الذي قد يظهر في أسواق أخري حيث يصر من يتعرض للغش إلي اللجوء إلي جلسات القضاء العرفي للحصول علي حقه باعتبار أن ذلك أهانه له.

كما أن سوق الخميس يمثل مركز إخباري واجتماعي فالأعداد الهائلة التي تتوافد على أسبوعيا سواء كانوا باعة ومشترين يتبادلون الأخبار و يتناقلونها الأمر الذي يجعل من السوق مركزا لبلورة الرأي العام حول اي قضية او موضوع محلي .