الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أشعار محمد بن راشد والهوية الإعلامية للإمارات في رابع حلقات مسابقة شاعر المليون

 رابع حلقات مسابقة
رابع حلقات مسابقة شاعر المليون

انطلقت الحلقة الرابعة من برنامج ومسابقة "شاعر المليون" في موسمه التاسع، مساء أمس الثلاثاء وذلك بحضور اللواء فارس خلف المزروعي، القائد العام لشرطة أبوظبي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، وجمعة العبادي، سفير الأردني لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، وعيسى المزروعي، نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي.

لا شيء مستحيل
استهلت الحلقة مع إطلالة مقدمي البرنامج الإعلاميين أسمهان النقبي وحسين العامري، وأبيات شعرية في مديح الوطن وحبه والأهداف التي وضعتها القيادة الرشيدة لنهضته ورفاه شعبه وسعادة أبنائه، وهي من قصيدة "بداية الخمسين" للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وقد تمثلت في الأبيات التالية:
"لأجل الإمارات لي نالت مكانة وجاه والعالم أهدى لأجلها أرفع وسامه
شبابها هم أملها ودومهم في انتباه هم للوطن عدته ورجواه وحزامه"

تلاها تقديم الهوية الإعلامية الجديدة للإمارات التي تزين بها مسرح شاطئ الراحة ومنبره الشعري، وانعكست ألوانها في خلفياته ومشهديات خشبته، كما تزينت بها صدور الحضور من جمهور المسرح وأعضاء لجنة التحكيم، والعبارة المرافقة لها "لا شيء مستحيل"، وذلك تجسيدًا لثقافة التميز والريادة الإماراتية في كل المجالات. 

جاء بعدها عرض مقتطفات من الأمسية الثالثة السابقة، بالتوازي مع الإعلان عن نتائج تصويت الجمهور من خلال موقع وتطبيق شاعر المليون للشعراء الأربعة المتبقين من الأمسية نفسها، والتي أسفرت عن تأهل راكان بن وليد الراشد من السعودية بنتيجة 92%، بينما جاءت نتائج بقية المتسابقين كالتالي: أنور عوض الصخري من الأردن بنتيجة 46%، سلطان الحويقل العتيبي من السعودية بنتيجة 46%، ومسعود بيت سعيد من الأهواز في إيران بنتيجة 45%.

طغيان الرمزية
ومع انطلاق الحلقة الرابعة ضمن برنامج شاعر المليون في موسمه التاسع، بمشاركة تركي الحبسي من سلطنة عمان، وسالم محمد الملا من الإمارات، وعادل وصل الله الحارثي وعبد المجيد الغيداني من السعودية، وغازي العون السردي من الأردن ومحمد حسين الشمري من العراق، ألقى المتسابقون أبياتًا تمهيدية لمشاركاتهم حين دخولهم مسرح شاطئ الراحة للوقوف أمام لجنة تحكيم البرنامج المكونة من سلطان العميمي، مدير أكاديمية الشعر في أبوظبي، والدكتور غسان الحسن، وحمد السعيد، تمحورت حول الاستعداد للخمسين مقرونًا بقيمة التسامح ودور ومكانة الإمارات كمنارة حاضنة للانفتاح والتنوير ومنصة لتلاقي الثقافات والشعوب بقيم الأخوة الإنسانية. 

أطلّ المتسابق الأول تركي الحبسي موجهًا تحية رثاء لفقيد الأمتين العربية والإسلامية جلالة السلطان قابوس بن سعيد، ومعبرًا عن معاناة الشعراء ومصائب الدهر التي تلحق بهم في قصيدته التي أعجب أعضاء لجنة التحكيم بسردها وإنسانية موضوعها وإن أشاروا إلى أنها في تصويرها لمصيبة ألمت بالشاعر، لم تتناسق مع موضوعها من خلال التوصيف والتنظير للشعر فيها، وإن نجحت في السرد بأسلوب الجملة الفعلية وتوالي أحداثها، والتي اعتبر الأستاذ سلطان العميمي أنها وإن حملت المشاعر الصادقة إلا أنها لم تتمكن من صنع نص جيد عبر تصوير الحالات الإنسانية شعرًا، وجاءت مباشرةً مع إقحام مفردات تخدم القافية ولا تخدم التصوير الشعري.

بينما رأى حمد السعيد أنها أضعف من مستوى الشاعر نفسه وأقرب إلى أسلوب الحكواتي والسوالف في سرد أحداث بعيدًا عن الشعر. 

تلاه المتسابق الثاني سالم محمد الملا من الإمارات مع قصيدته الرمزية التي اومأت إلى مديح الصقر والسيفين كناية عن تمجيد شارتي الإمارات والسعودية، ومديح كل من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأخيه الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، مصورًا حال وواقع الأمة العربية والجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في إصلاح حال الدول العربية وإنقاذها من أخطار التيارات الفكرية المتطرفة والأفكار الإرهابية.

وقد أخذت لجنة التحكيم على الشاعر طغيان الرمزية على القصيدة وكثرة المفردات الدلالية المتخصصة ذات الصلة بالفلك والنجوم بعيدًا عن وضوح المعاني الشعرية للمتلقي، حيث قال الدكتور غسان الحسن إن الرمزية غير ملزمة للشاعر وليست أسلوبًا شعريًا كاملًا مع تحبيذ الرمز الكلي والمعادل الموضوعي في الوصف لا الرمز الجزئي غير المقبول، مع إشارته لوجود أكثر من 15 رمزًا جزئيًا في القصيدة غابت كليًا عن ذهن المتلقي وثقافته ومعرفته.

ملامح المدينة المنورة
أما المتسابق الثالث عادل وصل الله الحارثي من السعودية فقد أطل بقصيدته الحالمة في ذات الشاعر والفخر والتي رأى فيها حمد السعيد قافيتها الانسيابية وترابطها الجميل وخاصةً في موضوعها المتمثل في اعتزاز الشاعر وفرحته بالوصول إلى مسرح شاطئ الراحة في رحلته عبر مسابقة شاعر المليون.

بينما اعتبر الدكتور غسان الحسن أن موضوع القصيدة وإن كان مستهلكًا فيه اجترار إلا أن الشاعر اتخذ في تناول الموضوع منحى مختلفًا مع وصفه بداية لحظة الإبداع وولادة القصيدة وصفًا جميلًا تجلى بالخلاصة في البيت الأخير، تلاه محطة مشهد فلكلوري وأداء فني من الموروث الشعبي الخليجي من فن السامري تأدية فرقة الفنطاس الشعبية الكويتية، ثم كانت إطلالة المتسابق عبد المجيد سعود الغیداني من السعودیة مع قصيدته التي تمحورت حول مديح المدينة المنورة ووصف بيئتها وتفاصيلها المكانية وملامحها الدقيقة، حتى رأى فيها أعضاء لجنة التحكيم أنها مشاعر شاعر تجاه المكان بأسلوب مدرسي مباشر ينتمي إلى الشعر من بعيد وغياب للصورة الشعرية.

بينما قال سلطان العميمي إنها قصيدة تنتمي إلى المكان والحياة والواقع وتستحضر التاريخ والرموز العريقة فيه، مع أن الشعور تجاه المدينة لم يكن كافيًا وحده برأيه لصناعة نص قوي متماسك حيث ظلت القصيدة تعاني من المباشرة والنمطية في بنائها وإن اصطبغت بالإحساس الجميل.

أحزان العراق
ومع إطلالة المتسابق الخامس ضمن الأمسية الرابعة من أمسيات الموسم التاسع لبرنامج مسابقة شاعر المليون، كان التألق الأردني مع المتسابق غازي العون السردي الذي أبهر أعضاء لجنة التحكيم وجمهور البرنامج في المسرح وخلف الشاشات بقصيدة متميزة بتصويرها الاستعاري وكناياتها، أنسنت الضيق وصورته في أجمل صورة وجعلته صديقًا ورفيقًا يتقبل الشكوى ويستلذ الاستماع إلى آهات الشاعر ومعاناته وتنهيدته الخارجة من ضلوعه حتى لنستطيع سماع هديرها.

رأى سلطان العميمي أن القصيدة جميلة في بنائها وصورها الشعرية المكتوبة بوعي رغم الحزن الطاغي، مع إشراقة تتمثل في وصول الشاعر إلى خشبة مسرح شاطئ الراحة، مشيدًا بتماسك أفكار القصيدة والقدرة الشعرية في جعل كل بيت من أبياتها يخدم فكرتها مع توظيف الأنسنة للضيق بخلق شخص منه يغادر عندما ينتهي دوره ليحضر الفرح بعده. 

أما المتسابق السادس محمد حسين الشمري من العراق فقد استطاع تنويع مصادر استقطاب الجمهور وأسرهم بقدراته المتعددة بين الإلقاء والغناء والأداء، متنقلًا بين الأخت حينًا والأم حينًا آخر، مستقرًا على مناجاة الوطن من خلالهما، في شكوى من الزمان البخيل وبكائية عراقية مضمخة بالحزن تعانق نخل الرافدين وتلوي معصم البعد والجفاء، وقد أعجب أعضاء لجنة التحكيم بالحضور المسرحي للمتسابق، وتفاعله مع أبيات القصيدة بالحركة والصوت والأداء.

كما أطربهم الشاعر بقصيدة جميلة نابعة من مشاعر حقة صادقة لشاعر صاحب أسلوب تصوير جميل وتناص قرآني بقوة سبك وتصوير شعري مركّب أنتجه خيال خصب مبدع، حيث أشار سلطان العميم إلى أنه لم يشهد مثل هذه المناجاة في الأخت في تاريخ الشعر العربي وتاريخ المسابقة، فقد تميزت القصيدة في نظره ببنائها وعاطفتها الواضحة الطاغية الجياشة مع المحافظة على الأسلوب الشعري ومصطلحات عالم الشعر وبحور الخليل. 

تأهل المتسابق الأردني
وفي ختام الأمسية كان الإعلان عن نتائج تصويت جمهور مسرح شاطئ الراحة وقرار لجنة التحكيم، حيث توزعت نتائج تصويت جمهور المسرح كالتالي: تركي الحبسي من سلطنة عمان بنسبة 2%، وسالم محمد الملا من الإمارات بنسبة 7%، وعادل وصل الله الحارثي من السعودية بنسبة 2%، وعبد المجيد الغيداني من السعودية بنسبة 4%، وغازي العون السردي من الأردن بنسبة 19%، ومحمد حسين الشمري من العراق بنتيجة 66%.

بينما تأهل بنتيجة قرار لجنة التحكيم غازي العون السردي بنتيجة 45/50، وجاءت نتائج بقية الشعراء الذين يخضعون لتصويت الجمهور من خلال موقع وتطبيق شاعر المليون طوال أسبوع كامل كالتالي: تركي الحبسي من سلطنة عمان بنتيجة 39/50، وسالم محمد الملا من الإمارات بنتيجة 39/50، وعادل وصل الله الحارثي من السعودية بنتيجة 42/50، وعبد المجيد سعود الغيداني من السعودية بنتيجة 40/50، ومحمد حسين الشمري من العراق بنتيجة 44/50.

كما تم الإعلان عن شعراء الأمسية الخامسة يوم الثلاثاء 21 يناير وهم: أحمد بن جدعان العازمي من الكويت، أحمد بن عايد البلوي من السعودية، محمد الشريقي من سوريا، محمد بشير العنزي من البحرين، محمد بن نجر الذيابي من السعودية، ومطلق الجبعاء الدويش من السعودية.