الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أم لـ 9 أطفال وأول محامية في مصر.. مفيدة عبدالرحمن رائدة في مجالها رغم صعوبة الظروف

أول محامية مصرية
أول محامية مصرية مفيدة عبدالرحمن

أول امرأة تمارس مهنة المحاماة في مصر، أول من ترفع دعوى أمام محكمة عسكرية في مصر، أول من ترفع دعوى أمام المحاكم في جنوب مصر، وأول امرأة تشارك في عمل لجنة تعديل قوانين الوضع للمسلمين التي بدأت في الستينيات، كانت الراحلة مفيدة عبدالرحمن الأولى في مجالها كسيدة رائدة في مجال المحاماة.


ولدت الراحلة مفيدة عبدالرحمن في 20 يناير عام 1914، بحي الدرب الأحمر، واحتفل محرك البحث العالمي جوجل اليوم بذكرى ميلادها، وانتمت لأسرة إيمانها الأول بضرورة التعليم وعدم التمييز، فكانت هي وشقيقاتها الأربعة العوض المثالي للأب عن إنجاب صبي، كما كان شائعا حينها، وقرر أن يتلقين الفتيات الخمس تعليما مناسبا حتى وإن كان في الخارج، وبالفعل انطلقت الفتيات الخمس يحققن طموحهن ومنهن واحدة استطاعت الحصول على منحة لدراسة الطب في الخارج.



ازداد شغف مفيدة عبدالرحمن بالدراسة والنجاح بعد معايشتها لنجاح شقيقتها الأخرى في الدراسة، فتمنت أن تدرس الطب أيضا، أنهت مفيدة دراستها بالثانوية العامة عام 1934، وتزوجت بعد إنهائها "البكالوريا" مباشرة، والتحقت للدراسة في جامعة الملك فؤاد الأول "جامعة القاهرة حاليا"، وهي متزوجة بل وأنجبت أيضا خلال الدراسة لتصبح بعد ذلك أول أم تتخرج من الجامعة.


آثرت مفيدة دراسة الحقوق عن الطب، وطلب حينها العميد مقابلة زوجها للحصول على موافقة منه بدراستها، فمن غير المعتاد أن تدرس امرأة متزوجة في الثلاثينات، وتفاجأ العميد حينها بإصرار زوجها على استكمال مفيدة لدراستها، ليصبح هو الجندي الخفي في نجاحها وتخليد اسمها حتى الآن.


بين الدراسة الجامعية، ومهام الزواج، ومسئولية تربية خمسة أبناء، استطاعت مفيدة عبدالرحمن أن تتحدى كل هذه الظروف وتتخرج من الكلية في عام 1939، بل وازداد إصرارها بالعمل في نفس المجال فقدمت التماس للحصول على وظيفة حكومية، وتعد أول قضية عملت فيها هي السبب في استمرارها بالمجال، فقد ترافعت في قضية قتل خطأ وكسبت القضية وذاع صيتها في مصر بأكملها كأول محامية بارعة.


تشجعت مفيدة بعد ذلك على إنشاء مكتب محاماة خاص بها، وحققت شهرة واسعة في المجال حتى نافست كبار المحامين الرجال في المجال، كلما مر وقت عليها وهي تعمل ازدادا حماسها وشغفها لتجارب جديدة متعلقة بعملها رغم كانت أم لـ 9 اطفال، وانضمت إلى عضوية الاتحاد النسائي المصري، ثم شغلت منصب عضو بمجلس إدارة بنك الجمهورية كأول سيدة في هذا المنصب.


قررت مفيدة في عام 1959 أن تصبح محامية ذات سلطة أكبر، فانضمت إلى مجلس النواب كعضو نشط فيه عن دائرة الأزبكية، واستمرت في مجلس الأمة لمدة 17 عاما، فضلا عن منصبها كعضو في نقابة المحامين، ومجلس الاتحادات الجامعية، ومجلس هيئة البريد، واستمرت باجتهاد في عملها حتى قررت تخصيص وقت لأسرتها، وتوفيت في 3 سبتمبر عام 2002 عن عمر يناهز 88 عاما.