الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أقدم كتابة في العالم.. خبير آثار يكشف أسرار النقوش الصخرية في سرابيط الخادم بسيناء.. صور

صدى البلد

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء، إطلاق أرض الفيروز على شبه جزيرة سيناء لم يأت من فراغ، بل من واقع أثرى تجسده العمارة المصرية القديمة والفنون والنقوش الصخرية والطبيعة السيناوية، والتى تؤكد أن سيناء كانت مصدر الفيروز فى مصر القديمة، وقد تجسّدت العمارة فى معبد سرابيط الخادم بجنوب سيناء، وقد سجلت أخبار حملات تعدين الفيروز على صخور معبد سرابيط الخادم بسيناء الذى يبعد 268 كم عن القاهرة.

وقال ريحان إن سبب التسمية بسرابيط الخادم هو أن السربوط مفرد سرابيط وتعنى عند أهل سيناء الصخرة الكبيرة القائمة بذاتها، وهو ما يعرف بالأنصاب ومفردها نصب، وكانت كل حملة تتجه إلى سيناء لتعدين الفيروز منذ الأسرة الثالثة وحتى الأسرة العشرون، تنقش أخبارها على هذه الصخرة الكبيرة القائمة بذاتها الموجودة بالمعبد، أما كلمة الخادم فلأن هناك أعمدة بالمعبد تشبه الخدم السود البشرة.

وأشار ريحان إلى أن منطقة سرابيط الخادم لا تمثل منجم الفيروز لمصر القديمة فقط، بل تضم أقدم كتابة فى العالم وهى ما تعرف بالأبجدية السينائية المبكرة Proto- Sinatic Alphabet، وهي الأبجدية الأم فى سيناء التى تعود لما بين القرنين 20- 18 ق.م فى منطقة سرابيت الخادم، ثم انتقلت إلى فلسطين، فيما عرفت بالأبجدية الكنعانية ما بين القرنين 17 – 15 قبل الميلاد، حتى انتقلت هذه الكتابة للأرض الفينيقية.

ونوه إلى أن التلفزيون الإنجليزى قام فى فبراير 2019 بتصوير فيلم بمعبد سرابيط الخادم "بداية الكتابة"، وأخرجه مخرج إنجليزي ومصور فرنسى ومهندسة صوت ألمانية وأذيع بالتيلفزيون الفرنسى والإنجليزى، وهو يمثل أكبر دعاية للمعبد خاصة ولمصر عامة وشارك فى الفيلم المؤرخ والآثارى الشهير بيير تاليه الأستاذ بجامعة السربون.

ولفت ريحان إلى دراسة علمية للدكتور مصطفى محمد نور الدين مدير مركز تدريب جنوب سيناء والبحر الأحمر، تشير إلى أن الفيلم يعتمد فى مادته العلمية على آثارى صاحب اكتشافات مهمة بالمنطقة، وهو الآثارى الشهير بيير تاليه مكتشف روض العير عام 2012 على بعد 18 كم من جبل حمام فرعون، وكشف به عن أقدم نقوش مصرية قديمة شملت أسماء الملوك "ارى حور، نعر مر، جر" كما عثر على اسم الملكة "نيت حتب" من ملكات الأسرة الأولى وأكد من خلال اكتشافاته مصرية سيناء.

وتابع: الدراسة أكدت أن النقوش البروتو سيناتك بسرابيط الخادم ووادى النصب ووادى المغارة بجنوب سيناء تعتبر بداية لكل أبجديات العالم، حيث قام العمال الآسيويين الذين استعان بهم ملوك الدولة الوسطى فى عمليات التعدين بسيناء بكتابة ومحاولة تقليد الكتابة المصرية القديمة.

وتطورت اللغة المصرية القديمة فى مناطق مختلفة من العالم لتصبح اللغات السامية المعروفة التى تشمل اللاتينية والثمودية والعبرية وهى أصل الكتابة النبطية ومن الخط النبطى جاء الخط العربى.