الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بالقرب من أطماع أردوغان في ليبيا.. قصص تُحكى



في أشهر معدودة، وبعدما كان رجب طيب أردوغان، يتباكى أحيانا ويهتف أحيانا ضد الدواعش في سوريا مرة وضد الأكراد مرة أخرى، وينادي مرة على أوروبا وعلى ضرورة دعمها له، حتى يستطع أن يواجه اللاجئين السوريين ولا يفتح حدود بلده نحو أوروبا لهم.

 فجأة تغيرت بوصلة أردوغان نحو ليبيا، وكأن تركيا، انتقلت ذات صباح لتصبح على حدود البحر المتوسط، وتكون ليبيا هى قضية أردوغان الأولى ومحور اهتمامات نظامه.

 والواقع أن تواجد أردوغان في ليبيا، يهدد مصر ويهدد دول عربية وأوروبية عدة، ولذا فمن المصلحة المصرية العليا، والمصلحة العربية أن تلحق هزيمة سريعة وساحقة بقوات أردوغان في ليبيا، إن أصر على استمرار حشد المرتزقة والجنوة لليبيا أو يتواصل الضغط الدولي وخصوصا بعد قمة برلين لطرده وقواته في ليبيا في أسرع وقت ايضا.

 أما لماذا يعتبر وجود أردوغان مهددا لمصر، فذلك لأن ليبيا أمن قومي مصري من الدرجة الاولى ولا يصح انتهاك سيادتها أو استقلالها هكذا من مستعمر عثماني، خرج يقول بأعلى صوته إن ليبيا إرث عثماني قديم يسعى لاستعادته.

 ثانا أن أجندة أردوغان، أجندة اخوانية إرهابية بامتياز، وتحالفاته في ليبيا مع حكومة الوفاق، التي يقودها السراج تقوم على مرتكزات دينية ويبايعها إرهابيون عتاة، ويكفي أن نعرف ان عبد الحكيم بلحاج القيادي في تنظيم القاعدة الإرهابي المتطرف هو المتكفل عبر شركة الأجنحة الليبية بنقل المرتزقة السوريين إلى ليبيا، وأن نعرف أن القيادي الإرهابي بجماعة ليبيا مهدي الحاراتي، هو المتكفل من جانب أردوغان في التواصل مع الميليشيات وشحن المرتزقة، وهناك صورا خاصة تجمع بين أردوغان والحاراتي!

 فالوجود التركي في ليبيا خطر داهم على الأمن القومي المصري، فأردوغان الذي يواجه فشلا ذريعا على الصعيد الخارجي والداخلي في تركيا، ووقوعه في مشاكل لا حصر لها مع الولايات المتحدة الأمريكية ومع أوروبا وجد في ليبيا وانطلاقا من أوهام خاصة به ضالته لكي يتواجد بمئات المرتزقة والجنود هناك.

فهناك رغبة نارية بداخله، تحثه على التحرش بمصر وأمنها القومي وهو يرى في ليبيا موقع متقدم، وهناك رغبة في التواجد على الحدود الجنوبية للمتوسط  والتحرش بقبرص واليونان ومصر في حقل الغاز والطاقة شرق المتوسط.

 وعليه وخلال بضعة أسابيع، قام أردوغان بشحن ما يقارب الـ 4 ألاف مرتزق من سوريا الى ليبيا ولا تزال الطائرات تقوم بالعمل واستغلال فترة اطلاق النار.

في نفس الوقت، فإن هناك حكايات من داخل ليبيا مثيرة عن سر هذه السرعة التي يتعامل بها أردوغان مع الملف الليبي وسر هذه النزعة المسعورة في التعامل مع الملف.

 ووفق مصادر ليبية وتقارير شتى، فإن هناك اتفاقات ليبية تركية مع حكومة الوفاق التي يقودها فائز السراج لدعم البنك المركزي التركي بوديعة تقدر بـ4 مليارات دولار ذات عائد صفري لمدة 4 سنوات!

وبالفعل فإن مصرف ليبيا المركزي، ورغم العجز الفاضح بالموازنة يقوم بتحويل هذه الوديعة.

 كما أن هناك مصالح شخصية في اهتمام أردوغان الغير مسبوق بليبيا، وعلاوة على أنه أحيا نحو 29 مليار دولار في شكل مشاريع تركية كانت متوقفة في ليبيا منذ عام ،2011 وفرض على حكومة الوفاق الموالية له أن تدفع فواتير التأخير هذه، فإن هناك تسريبات عن أن عائلة اردوغان ذاتها وصهره سيستفيدون من موضوع النفط في ليبيا وهناك أرقام تذكر في هذا الصدد.

فالأطماع التركية في ليبيا والرغبة المتأججة في تغيير موازين القتال لصالح حكومة الوفاق، وراءها مصالح شخصية ووراء أهواء إخوانية لأردوغان وحاشيته.

 وأيا ما ستكون فترة تواجد أردوغان في ليبيا، فإن المعلوم تماما انها ستكون فترة قصيرة للغاية لأنه مستعمر إخواني يهيأ له أنه سيعيد حكم الخلافة وأجداده العثمانيين.


المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط