الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كورونا يضرب أسعار النفط .. كيف تصرفت السعودية وسلطنة عمان

كورونا يهدد اسعار
كورونا يهدد اسعار النفط واجراءات حاسمة من السعودية وعمان

قادت المخاوف من تأثير فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي إلى انخفاض أسعار النفط، اليوم الاثنين، بنسبة تتجاوز 2 %، بينما ارتفعت أسعار الذهب واللذي يعد ملاذ آمن للمستثمرين.

وبلغ سعر برميل النفط الخفيف (لايت كرود سويت) عند الساعة 02:30 بتوقيت جرينتش، 52,93 دولار في المبادلات الإلكترونية في آسيا بعد تراجع نسبته 2,3 بالمئة
أما سعر برنت؛ النفط المرجعي لبحر الشمال، فقد انخفض 2,1 بالمئة إلى 59,41 دولار للبرميل الواحد

ومع ارتفاع حصيلة ضحايا كورونا إلى ثمانين شخصًا واقتراب عدد المصابين به من ثلاثة آلاف في العالم، يتحدث محللون عن مخاوف متزايدة من أن تصبح الأزمة مثل تلك التي حدثت في أسواق المال الآسيوية عندما تفشى فيروس سارس في 2003

ووفق ما نقلته «رويترز»، أدّى انتشار فيروس كورونا إلى إغلاق مدينة ووهان التي تضم 11 مليون نسمة وتشكل بؤرة المرض، وفرض قيود على السفر في عدد من المدن الصينية الأخرى بما فيها العاصمة بكين.

وعن تأثير فيروس كورونا على اسعار النفط في الخليج العربي، وتحديدا في المملكة العربية السعودية، قال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، إن المملكة تُتابع من كثب، التطورات في السوق البترولية الدولية الناتجة عن التوقعات السلبية من التأثير المحتمل لوباء فيروس كورونا على الاقتصاد الصيني والعالمي، بما في ذلك توازنات اسواق البترول، مؤكدا ثقته في تمكّن الحكومة الصينية والمجتمع الدولي من القضاء على هذا الفيروس تماما والحد من انتشاره.

وأشار وزير الطاقة السعودي إلى أن جزءا كبيرا من التأثير الواقع على الأسواق العالمية، بما في ذلك الأسواق البترولية، وأسواق السلع بشكل عام، مدفوع بالعوامل النفسية والنظرة التشاؤمية التي يتبناها بعض المتداولين في السوق، على الرغم من أن أثره على الطلب العالمي على البترول محدود للغاية، وأن مثل هذا التشاؤم حدث في عام 2003م أثناء الأزمة التي أحدثها انتشار فيروس سارس، ولم يترتب عليه انخفاض يُذكر في الطلب على البترول.

وأكّد الأمير عبدالعزيز بن سلمان أن المملكة، ودول الأوبك+، تمتلك الإمكانات والمرونة اللازمة للتجاوب مع أي متغيرات، من خلال اتخاذ الإجراءات الضرورية لدعم استقرار أسواق البترول، إذا استدعى الأمر ذلك.

ومن جانبه، قال وزير الطاقة العماني محمد بن حمد الرمحي لـ «رويترز» اليوم الاثنين، إنه يساند بالكامل استعدادات السعودية للاستجابة لأي تأثير لانتشار فيروس كورونا الجديد على أسواق النفط.

وقال الرمحي إن بلاده تدعم بالكامل التصريحات الصادرة عن المملكة وموقفها بشأن الاستعداد لأي ظروف في السوق ربما تنجم عن الانتشار الحالي للفيروس في الصين.

وجاءت الأزمة في عيد رأس السنة الصينية التي تشهد تنقلات مئات الملايين من الأشخاص داخل البلاد وتشكّل مناسبة لإنفاق مليارات الدولارات

وأدت الأزمة إلى إلغاء الاحتفالات برأس السنة الصينية، وإغلاق مراكز ترفيهية مثل "ديزني لاند" في شنغهاي، والمدينة المحرمة في بكين، وجزء كبير من السور العظيم.

وقررت الحكومة الصينية، في وقت متأخر من الأحد، تمديد العطلة وإغلاق المدارس إلى ما بعد 30 يناير "لخفض تحرك السكان"، حسبما ورد في وسائل إعلام حكومية

وقال ستيفن إينيس؛ المحلل في مجموعة "أكسيكورب"، إن الصدمة الاقتصادية للصين والعالم -بينما يبدو النمو في تحسن- قد تكون كبيرة

كتب في مذكرة أن «أكبر تهديد للاقتصاد العالمي ليس ناجمًا عن انتشار المرض بسرعة في الدول عبر شبكة السفر العالمية فحسب».. وأضاف أن «السبب أيضا هو أن أيّ صدمة اقتصادية للصناعة الصينية الهائلة ولمحركات الاستهلاك ستمتد بسرعة إلى دول أخرى؛ نظرًا للروابط التجارية والمالية المرتبطة بالعولمة»

وتابع «خلافا لما حدث في 2003 عندما كان (انتشار فيروس) سارس أقل تأثيرًا في أسواق العالم المتطور، قد يتأثر بقية العالم الآن»

وقال إينيس؛ إنه إذا كان تأثير الفيروس الغامض بالدرجة التي أثر فيها فيروس سارس في الصين، فقد يكون التراجع أسوأ مما هو متوقع؛ لأن الاستهلاك يشكل جزءًا أكبر من اقتصاد البلاد ونموه الشامل الأضعف حاليًا.

وأغلقت معظم أسواق المال في المنطقة بمناسبة رأس السنة الصينية، لكن بورصة طوكيو تراجعت في جلسة الافتتاح 1,9 بالمئة، ثم أغلق مؤشر نيكاي على انخفاض نسبته 2 بالمئة، كما تراجع المؤشر الآخر توبيكس بنسبة 1,6 بالمئة

وشهدت أسعار أسهم شركات الطيران ووكالات السفر ومنتجات مستحضرات التجميل التي تلقى رواجًا كبيرًا في الصين، انخفاضًا حادًا.

وسجلت أسواق المال في ويلينجتون ومانيلا وجاكرتا تراجعًا.

وتراجعت أسعار النفط أكثر من 2 بالمئة بعد انخفاض تجاوزت نسبته 6 في المئة، الأسبوع الماضي، بسبب مخاوف بشأن الطلب في ثاني اقتصاد في العالم

أما الذهب، الذي يعد ملاذًا آمنًا في زمن الاضطرابات والشكوك، فيقترب سعره من 1600 دولار.