الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيفية تعامل القرآن مع غير المسلم.. خالد الجندي يكشف 5 أمور اتبعها كتاب الله

كيفية تعامل القرآن
كيفية تعامل القرآن مع غير المسلم

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن القرآن الكريم كان يتعامل بالأدب والاحترام والتوقير والعدالة والموضوعية، مع المُختلفين فى الملة والعقيدة، لافتًا إلى أن القرآن الكريم حدد طرق التعامل مع غير المسلمين.

وأضاف «الجندى»، خلال حلقة برنامجه «لعلهم يفقهون»، المُذاع على فضائية «dmc»، اليوم الأربعاء، أن الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم، قال للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: «وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ».

نظرة الإسلام للآخر
أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أنه لا يقوم النظر الإسلامي على العزلة والانفراد، بل على التعاون والاجتماع، فالإسلام يقدِّر أن هناك أممًا أخرى وأفكارًا مختلفة تنتشر بين البشر، وهو إزاءها لا يقف موقف الخصومة والعداء بشكل مبدئي.

ولفت «علام»، فتوى له، إلى أن الإسلام يسعى لقطع مادة النزاع والتمكين لترسيخ أرضية مشتركة بينه وبين غيره من الأفكار والديانات تسمح بالتعامل السلمي والإفادة المتبادلة، وهو في ظل هذه النظرة الرحيمة لا يغفل عن إمكانية رفض غيره لها وقيام صراع بينه وبينها، فشرع الجهاد صدًّا للعدوان وحماية للدين، كما شرع الدعوة لنشر الإسلام وإقناع العالمين به بالحكمة والموعظة الحسنة.

وأوضح أن وهذا النظر الموضوعي لا يقتصر على العلاقة الخارجية مع الأمم والشعوب الأخرى أصحاب العقائد والديانات المختلفة، بل إنه يتحقق بشكل أشد تأكيدًا مع غير المسلمين في المجتمع الإسلامي الذي يحتكم إلى قواعد الإسلام في تنظيم شؤونه وترتيب أموره، ذلك أن وجود غير المسلمين داخل المجتمع الإسلامي يخلق مساحات أكبر من التفاهم والتعاون وحمل الهموم المشتركة بين الناس جميعًا داخل المجتمع الواحد بصرف النظر عن اعتقاداتهم وانتماءاتهم.

وأشار إلى أن هناك حقيقة أصيبت بالخيبة في الفِهم من قبل مجموعات كبيرة هنا وهناك حول التعامل مع غير المسلمين، انطلقت من فهمها العقيم السقيم لنصوص الشرع الشريف، وجعلتنا أمام مشهد مرتبك، وجعلت الآخر ينظر إلينا نظر الخائف المتوجس.

تعامل الرسول مع الآخر
وألمح إلى أن الرسول –صلى الله عليه وسلم- تعامل مع غير المسلمين في المدينة المنورة تعامل الإنسان الذي يتصل بالإنسان، فالإسلام لا يعني الإقصاء والعزلة، وإنما يعني الاحتواء والتعاون والتعارف.

ودعا مفتي الجمهورية، الشباب لقراءة كتب العلماء وتحركاتهم للتعرف على كيفية تعايشهم وتعاملهم مع المجتمعات التي عاشوا بها، والتأكد من أن الإسلام معنى بالتواصل والتعارف.

ونوه بأن الإسلام قرَّر قواعد راقية في التعامل مع غير المسلمين، إذ رفض الإكراه على اعتناق الإسلام، ذلك أن الإكراه لا يؤدي إلى إيمان حقيقي، والإسلام لا يسعى إلا إلى الإيمان الحقيقي القائم على أساس من الاقتناع والتصديق والرضا النفسي، لقد أعلنها القرآن جلية صريحة «لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ» [البقرة: 256]، فالإيمان لا يحصل بالإكراه، بل بالإقناع العقلي والمنطقي، أما الإكراه فيؤدي إلى النفاق، الذي يُظهر صاحبه الإيمان ويُبطن الكفر.

المنافق أشد أذى من الخصم
وواصل: أن المنافق أشد أذى من الخصم الذي يُعلن عن رأيه بوضوح، والإسلام يريد الوضوح لا الخفاء، والعلانية لا الإسرار، ولذلك لم يكن هناك من سبيل في الإسلام لإجبار غير المسلمين على اعتناقه، وهذا توجُّه مُنْبَنٍ على إيمان الإسلام بالتنوع والتعدد والاختلاف، يقول الله تعالى: «وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ» [هود: 118]، ويقول أيضًا: «لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ» [المائدة: 48]، إن مهمة المسلمين هي الدعوة، وليس الهداية، الدعوة هي محل الجهد والاجتهاد، أما الهداية فإنما هي نعمة من نعم الله يمنحها من يشاء من البشر «لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ» [البقرة: 272]، «فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ ۞ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ» [الغاشية: 21-22].