تعد منطقة البهنسا ببنى مزار شمال المنيا، البقيع الثانى الشهيرة بكثرة المزارات الأثرية، والتى يفوح عطر ترابها بدماء صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكرمت أرضها بأجسادهم باعتبارها البقيع الثانى.
فتحتوي البهنسا على مسجد ومقام
الحسن بن صالح بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب حفيد رسول الله صلى الله
عليه وسلم، وهو يعتبر من أقدم المساجد في القرية بل في مصر بأكملها، وكذلك مقابر
شهداء الصحابة وشجرة مريم وضريح جعفر بن عقيل بن أبي طالب ابن عم الرسول صلى الله
عليه.
إضافة إلى عدد من
صحابة رسول الله اللذين شاركوا في غزوة بدر، ولعل أشهر المناطق بالبهنسا منطقة
السبع بنات أو ما تسمى بالدحرجة، وهن 7 فتيات قيل إنهن شاركن في حروب المسلمين ضد
الرومان، ودارت حولهن عدة أساطير فيتبارك الناس بمقابرهن والبئر التي تحمل
أسمائهن، ويعتقد الأهالي أن المكان له بركة فيذهب كل من له حاجة ليتدحرج عليه
داعيا الله وخاصة الراغبات في الإنجاب.
كما يوجد بها شجرة مريم وهى
الشجرة التي استظل تحتها السيد المسيح وأمه البتول مريم ويوسف النجار وقبة
التكرورى وهو عبدالله التكرورى أحد الأمراء المغاربة الذين زاروا البهنسا والسيدة
خولة بنت الازور من العصر الفاطمي وهى أخت الأمير ضرار بن الازور وقبة أبو سمرة
وهو عبد الله بن ابى سمرة البهنسى ومقام سيدي الأمير زياد بن الحرث بن ابى سفيان
بن عبد المطلب وقبة محمد بن أبى زر الغفارى وقبة محمد بن ابى عبد الرحمن بن ابى
بكر الصديق وسيدى على الجمام وهو قاضى ولاية البهنسا وأحد أئمة المالكية في عصره .
اقرأ أيضا:
درء الخطورة والترميم.. تفاصيل خطة الآثار لتطوير البهنسا
ومن جانبه قرر الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار البدء الفورى فى أعمال الترميم فى منطقة مقابر آل البيت المتواجدة بمنطقة البهنسا ببنى مزار بتكلفة تقديرية 40 مليون جنيه، منتقدا حالة التردى التى وصلت لها المنطقة والإهمال الذى تشهده على الرغم من أهميتها التاريخية والدينية.
وأكد العنانى على أهمية هذه المنطقة والتى تستقبل زوار بالمئات من داخل مصر وكذلك سائحين من بعض دول شرق آسيا، مشددا على أن المنطقة تحتاج مشروع كبير حتى تكون صالحة للزيارة، وسيتم على شقين أحدهما داخل المنطقة الاثرية والثانى فى محيط المنطقة الاثرية.
وعن الداخل اشار الوزير إلى أن القباب تحتاج إلى درء خطورة بشكل سريع ثم عمليات ترميم، حيث لم تشهد الـ 18 قبة أى عملية ترميم منذ تسجيلها فى 2001، وستبدأ عملية الترميم فى غضون اسبوعين وستتم على مراحل، لافتا إلى أنها قباب أثرية لا تٌقدر بثمن.
وواضاف انه سيتم إعادة تأهيل القرية كمزار سياحي من خلال إنشاء وتطوير مداخل ومخارج للقرية اصباغها بالطابع التاريخي والأثريالذي تتميز به القرية،وجاري إنشاء مدخل على الطراز الإسلاميونقش عليهأسماءالصحابة الذين استشهدوا أثناء فتح البهنسا.
يلي ذلك رصف الطرق الداخلية للقرية وتطويرها من حيث الإنارة والتشجير تيسيرا علي الرحلات السياحية وعلىالمواطنين المترددين علىالقرية.
وتشمل الخطة أيضا وضع لوحات ارشادية حديثة للتعريف بالأماكنالسياحية وإنشاء مناطق خدمية بالمناطق الاثرية لتطوير القرية وتعظيم مواردها مثل مواقف سيارات ونظام تأمين متكامل وماكينة صراف آليومنطقةترفيهية ومركز إسعاف ودورات مياه ومطاعم.