جزاء التفرقة بين الأبناء.. قال الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه يجب على الوالدين أن يتقيا الله في أبنائهما ويعدلا بينهم في كل شيء من التعامل وغيره.
وأضاف «وسام» في إجابته عن سؤال: «ما جزاء التفرقة بين الأبناء؟»، عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء على فيسبوك، أنه يجب على الأبناء أن يصبروا وأن يحسنوا إلى والديهم ويختلقوا لهم العذر.
وتابع: "إن التفرقة بين الأبناء على الرغم من أنها مكروهة شرعًا؛ إلا أنه على الأبناء أن
يصبروا ويتجاوزا و يداوموا على البر"، منوهًا إلى أن الابن ليس موكلًا في محاسبة والديه؛
فجزاؤهم وحسابهم على الله.
وواصل: "اعتبر نفسك في بلاء وامتحان من الخالق؛ إن صبرت عليه يكون لك الأجر والثواب وإن
لم تفعل ذلك ضيعت على نفسك ثوابًا كبيرًا وكنت عاقا لهم، وهذا يحاسب الله
عليه أيضًا".
حكم الشرع في التفرقة في المعاملة بين الأبناء
في سياق متصل،قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه يجوز التفرقة بين الأبناء الصغار للتأديب، وقد يثاب الأب على ذلك.
وأوضح أنه يجوز توزيع الأموال على الأولاد حال الحياة، والقاعدة تقول إن
الإنسان حال حياته يجوز له التصرف فى ماله كيفما يشاء، ما دام أنه كامل الأهلية
بأن يكون بالغًا، عاقلًا، مختارًا، غير محجور عليه، وفى غير مرض الموت، وكل ذلك
شريطة ألا يقصد بتصرفه حرمان وارث من إرثه؛ فإن الأمور بمقاصدها، أى أن الإنسان لو
قصد بتصرفه حرمان وارث من إرثه، أصبح آثمًا بنيته هذه.
وأضاف: "اتفق العلماء على مشروعية
العدل بين الأولاد فى العطية فلا يخص أحدهم أو بعضهم بشىء دون الآخر".
من جانبه، قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية
السابق عضو هيئة كبار العلماء، إنه لا يلزمالعدل بين الأبناءفى التعليم إذا كانت الظروف المادية هي السبب وراء
هذا الأمر.
وأوضح الدكتور على جمعة، فى إجابته عن سؤال: «هل
يلزمالعدل بين الابن الذكر والبناتإذا أدخله مدرسة خاصة؟»، عبر صفحته الرسمية على «يوتيوب»، أن الأمر الأهم فى هذه المسألة هو حرص الآباء والأمهاء على إلحاق
أبنائهم بالعملية التعليمية، وعدم إلحاقهم أو إخراجهم منها تحت أي ظروف.
وأفاد بأنه قد تضطر الظروف المادية الآباء إلى إدخال الأبن الأول
تعليما خاصا بتكلفة مادية عالية، ثم الذى يليه تلحقه بمدارس أقل تكلفة مالية من
سابقتها وهكذا.
وأكد أنه لا ينبغي وجود أي نوع منالتميز الآثمي والعرقيبين الذكر والأنثى فى التعليم؛ فالتعليم حق لكل
مسلم ومسلمة.
حكم التفضيل بين الأبناء في الهبة
في السياق ذاته، بين الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء
المصرية، أن التسوية بين الأبناء فى الهبة والعطية الأصل فيها أنها مستحبة ومطلوبة
شرعًا، ولكنها ليست واجبة، ومن يخالف ذلك يكون ارتكب مكروهًا وليس مُحرمًا.
وقال "ممدوح"، أثناء إجابته عن سؤال ورد إليه تقول فيه: "ما حدود الهبة بين
الأبناء؟"، إنه عندما يفاضل الآباء بين الأبناء بأن يعطوا أحدًا من أبنائهم
أكثر من الآخر، فهو بذلك لم يرتكب مكروهًا ولكن هناك سببًا فى هذا التفاضل كأن يكون
هناك ولد مريض والآخر صحيح البدن أو أن يكون أحدهم بارا والآخر عاقا، فقد نص
العلماء على أن التفاضل بين الأبناء فى الهبة تجوز بلا كراهية.