الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اتفاق أضنة .. تعرف على حكاية الاتفاق التاريخي بين أنقرة ودمشق ودور مصر في إنجازه

اتفاق أضنة
اتفاق أضنة

تزايدت التوترات والحرب الكلامية بين سوريا وتركيا بعد التقدم الكبير الذي أحرزه الجيش السوري، بريف إدلب الجنوبي الشرقي وفي محيط مدينة سراقب، من خلال بسط سيطرته على نحو 19 من القرى والتلال والبلدات، وسط تراجع وانهيار الميليشيات المسلحة المدعومة من تركيا.

وأمام التراجع التركي والتقدم السوري، زعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حديثه أمام الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية الحاكم، أن التقدم السوري "والهجوم الأخير على الجنود الأتراك في إدلب هو هجوم متعمد ويشكل بداية لمرحلة جديدة بالنسبة لتركيا في سوريا"، وفق قوله.

وعاد أروغان إلى اتفاق أضنة الذي أبرم بين سوريا وتركيا عام 1998 ليقول إن هذا الاتفاق"يعطي تركيا الحق في تنفيذ عمليات عسكرية ضد الإرهاب عبر الحدود داخل الأراضي السورية".

لكن حديث أردوغان وجد معارضة شديدة من السلطات السورية التي قالت في بيان رسمي نشرته وكالة سانا السورية للأنباء التي أعربت عن استهجانها عن "إصرار رئيس النظام التركي على الاستمرار بالكذب والتضليل ازاء سلوكياته في سوريا" مشددة على أن تصريحاته بشأن اتفاق أضنة تؤكد مجددًا عدم احترامه لأي التزام أو اتفاق سواء في إطار أستانا أو تفاهمات سوتشي.

وقال بيان الخارجية السورية المنشور على وكالة سانا " إن اتفاق أضنة يفرض التنسيق مع الحكومة السورية باعتباره اتفاقا بين دولتين وبالتالي لا يستطيع أردوغان وفق موجبات هذا الاتفاق التصرف بشكل منفرد".

وفند البيان مزاعم الرئيس التركي بأن " اتفاق أضنة لضمان أمن الحدود بين البلدين يهدف بالفعل إلى مكافحة الإرهاب إلا أن ما يقوم به أردوغان هو حماية أدواته من المجموعات الإرهابية التي قدم لها ولا يزال مختلف أشكال الدعم والتي تتهاوى وتندحر أمام تقدم الجيش العربي السوري وينهار معها المشروع الأردوغاني في سوريا".

فما هي بنود اتفاق أضنة نقطة الخلاف بين تركيا وروسيا؟

في أواخر تسعينيات القرن الماضي زاد التوتر بين سوريا وتركيا، على خليفة الاتهامات التركية لدمشق بدعم التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها حزب العمال الكردستاني، والسماح لهم بإقامة معسكرات على الأراضي السورية.

وجاء الاتفاق بوساطة مصرية إيرانية ليمنع صداما مباشرا بين الدولتين كان قد أوشك على الوقوع، ليأتي الاتفاق الذي جاء في 4 ملاحق ونشرته صحيفة الصباح التركية ليصيغ العلاقة بين سوريا وتركيا من جديد على النحو التالي:

دور مصر والرئيس الأسبق حسني مبارك

"في ضوء الرسائل المنقولة باسم سوريا من خلال رئيس جمهورية مصر العربية ، صاحب الفخامة الرئيس حسني مبارك، ومن خلال وزير خارجية إيران سعادة وزير الخارجية كمال خرازي ، ممثل الرئيس الإيراني ، صاحب الفخامة محمد سيد خاتمي، وعبر السيد عمرو موسى ، التقى المبعوثان التركي والسوري ، المذكور اسماهما في القائمة المرفقة ( الملحق رقم 1) ، في أضنة بتاريخ 19 و 20 تشرين الأول / أكتوبر من عام 1998 لمناقشة مسألة التعاون في مكافحة الإرهاب.

خلال اللقاء ، كرر الجانب التركي المطالب التركية التي كانت عرضت على الرئيس المصري (الملحق رقم 2) ، لإنهاء التوتر الحالي في العلاقة بين الطرفين. وعلاوة على ذلك، نبه الجانب التركي الجانب السوري إلى الرد الذي ورد من سوريا عبر جمهورية مصر العربية، والذي ينطوي على الالتزامات التالية:

1-ـاعتبارا من الآن، أوجلان لن يكون في سوريا وبالتأكيد لن يسمح له بدخول سوريا.

2ـ لن يسمح لعناصر حزب العمال الكردستاني (تنظيم بي كا كا الإرهابي) في الخارج بدخول سوريا.

3ـ اعتبارا من الآن، معسكرات حزب العمال الكردستاني لن تعمل [على الأراضي السورية] وبالتأكيد لن يسمح لها بأن تصبح ناشطة.

4ـ العديد من أعضاء حزب العمال الكردستاني جرى اعتقالهم وإحالتهم إلى المحكمة. وقد تم إعداد اللوائح المتعلقة بأسمائهم. وقدمت سوريا هذه اللوائح إلى الجانب التركي.

أكد الجانب السوري النقاط المذكورة أعلاه. وعلاوة على ذلك، اتفق الطرفان على النقاط التالية:

1ـ إن ،سوريا، وعلى أساس مبدأ المعاملة بالمثل، لن تسمح بأي نشاط ينطلق من أراضيها بهدف الإضرار بأمن واستقرار تركيا. كما لن تسمح سوريا بتوريد الأسلحة والمواد اللوجستية والدعم المالي والترويجي لأنشطة حزب العمال الكردستاني على أراضيها.

2ـ لقد صنفت سوريا حزب العمال الكردستاني على أنه منظمة إرهابية. كما حظرت أنشطة الحزب والمنظمات التابعة له على أراضيها، إلى جانب منظمات إرهابية أخرى.

3ـ لن تسمح سوريا لحزب العمال الكردستاني بإنشاء مخيمات أو مرافق أخرى لغايات التدريب والمأوى أو ممارسة أنشطة تجارية على أراضيها.

4ـ لن تسمح سوريا لأعضاء حزب العمال الكردستاني باستخدام أراضيها للعبور إلى دول ثالثة.

5 ـ ستتخذ سوريا الإجراءات اللازمة كافة لمنع قادة حزب العمال الكردستاني الإرهابي من دخول الأراضي السورية ، وستوجه سلطاتها على النقاط الحدودية بتنفيذ هذه الإجراءات.

اتفق الجانبان على وضع آليات معينة لتنفيذ الإجراءات المشار إليها أعلاه بفاعلية وشفافية.

وفي هذا السياق:

أ) ـ سيتم إقامة وتشغيل خط اتصال هاتفي مباشر فورًا بين السلطات الأمنية العليا لدى البلدين.

ب) ـ سيقوم الطرفان بتعيين ممثلين خاصين [أمنيين] في بعثتيهما الدبلوماسيتين[ في أنقرة ودمشق]، وسيتم تقديم هذين الممثلين إلى سلطات البلد المضيف من قبل رؤوساء البعثة.

ج) ـ في سياق مكافحة الإرهاب، اقترح الجانب التركي على الجانب السوري إنشاء نظام من شأنه تمكين المراقبة الامنية من تحسين إجراءاتها وفاعليتها. وذكر الجانب السوري بأنه سيقدم الاقتراح إلى سلطاته للحصول على موافقة ، وسيقوم بالرد في اقرب وقت ممكن.

د) ـ اتفق الجانبان ،التركي والسوري، ويتوقف ذلك على الحصول على موافقة لبنان، على تولي قضية مكافحة حزب العمال الكردستاني الإرهابي في إطار ثلاثي "أخذا بعين الاعتبار أن الجيش السوري كان لم يزل في لبنان ، وكان حزب العمال يقيم معسكرات له في منطقة البقاع اللبناني الخاضعة لنفوذ الجيش السوري".