الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كل ما تريد معرفته عن صوم يونان وكيف ابتلعه حوت عظيم في مياه البحر دون أن يضره والتوبة التاريخية لأهل نينوي.. الكنيسة تصوم 3 أيام قبل بداية الصوم الكبير بأسبوعين

صدى البلد

  • صوم يونان دخل الكنيسة في عهد البابا إبرام بن زرعة البطريرك الـ62
  • الصوم يبدأ من منتصف من الليل ويستمر حتى انتهاء القداس في اليوم التالي
  • "يونان" حسب "العهد القديم" نبي أرسله الله لأهل نينوى الخاطئين ليطلب منهم التوبة
  • عبادة آلهة عددية سبب غضب الله من شعب نينوي في العراق

يبدأ الأقباط في مصر وبلاد المهجر اعتبارا من غد، الاثنين، صوم "يونان" وهو الصوم الذى ارتبط في أذهان الجميع بقصة توبة أهل نينوي، وكذلك ابتلاع الحوت العظيم ليونان أثناء محاولته الهروب في سفينة لعدم تنفيذه وصية الله بالذهاب إلى المدينة وإبلاغ أهلها بأن خطايهم عظيمة جدا أمام الله وأنه سيتم إهلكها إذا لم يتوبوا.

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اتخذت من صوم يونان الذى يستمر لمدة 3 أيام فرصة كبيرة وعظيمة للاستعداد لبدء الصوم الكبير بعد 15 يوما، وهو فرصة أيضا لتنبيه المؤمنين بضرورة تقديم التوبة والبعد عن أى خطايا مثلما فعل أهل نينوي.

وفي صوم يونان، يصوم الأقباط يوميا من منتصف الليل وحتى موعد خروج القداس الإلهي الذى يقام بعد الظهر، كما هو متبع في جميع الأصوام التى يجب أن تتضمن عدد ساعات ينقطع فيها الإنسان عن جميع الأطعمة والمشروبات وبعدها يكون الإفطار على أطعمة ومشروبات لا يدخل فيها أى مشتقات حيوانية.

وصيام "يونان" هو تذكار لتوبة أهل "نينوي" حسبما ذكر في الكتاب المقدس، ودخل هذا الصوم إلى الكنيسة القبطية في أيام البابا إبرام بن زرعة السرياني (976- 979) البطريرك الـ62 في القرن العاشر الميلادي.

وذكرت بعض الكتب المسيحية أن البابا ابرآم بن زرعة أراد بذلك اتفاق كنيسة الأقباط مع الكنيسة السريانية في هذا الصوم من أجل المحبة، كما يوجد بينهما الائتلاف في العقيدة الأرثوذكسية، ويرجع البعض توقيت الصوم الواقع في فترة ما بعد عيد الغطاس وقبل الصوم الكبير، إلى أنها تعد تنبيها للنفس بالتوبة وضبط الشهوات تمهيدًا لاستقبال الصوم الكبير.

وحسب بحث للقس باسيليوس صبحي، فالكنيسة القبطية لم تستخدم مصطلح "صوم يونان" إلا حديثا، وذلك في كتاب "الخريدة النفسية في تاريخ الكنيسة" للأنبا إيسيذوروس.

و"يونان" حسب "العهد القديم" هو نبي أرسله الله لأهل نينوى الخاطئين ليطلب منهم التوبة، إلا أن يونان خاف من أهل نينوى وهرب على متن مركب فأرسل ريحا عظيما وكادت أن تهلك المركب بمن فيها، وأجرى البحارة قرعة ليعلموا من هو سبب هذا الغضب العظيم بعد أن شكوا في الأمر فاستقرت القرعة على يونان 3 مرات.

وصوم يونان، هو الصوم الذي صامه النبي يونان وأهل نينوي، وسفر يونان هو خامس أسفار الأنبياء الصغار فى العهد القديم وعدد إصحاحاته ٤ فقط، ويتحدث السفر عن غضب الله علي أهل نينوي وأنه أراد أن يرسل يونان النبي لهم حتى يرجعهم إلى الطريق الصحيح، ولكن يونان النبي هرب إلى البحر ظنا منه أنه سيهرب من أمام وجه الرب، وركب سفينة في البحر فأحدث الله ريحا شديدة أحدثت نوءا عظيما وهاج البحر على من في السفينة، وقالوا يوجد أحدنا صاحب مصيبة وضربوا قرعة لمن صاحب هذه البلية فجاءت القرعة على يونان النبي، وألقوه في البحر وكان الله قد أعد حوتا في انتظار يونان ليبتلعه، وفي بطن الحوت أدرك يونان خطيئته وصلى إلى الرب في بطن الحوت أن ينجيه ويستجيب لدعائه، وأمر الله الحوت أن يخرج يونان ويقذفه إلى البر بعد أن مكث في جوفه 3 أيام.

ونينوي هى بلدة في العراق كانوا يعبدون آلهة كثيرة ومنها عشتروث، وهو الأمر الذى أغضب الله وجعله يرسل لهم يونان لهم ليخبرهم عن شرورهم، وبعد أن استقبلوا يونان النبي صاموا وتابوا حتي رفع الله غضبه عنهم.

ويقول الراحل قداسة البابا شنودة الثالث – في أحد كتبه - إن قصة يونان النبي هي قصة صراع بين الذات الإنسانية والله، ويونان النبي كان إنسانا تحت الآلام مثلنا، وكانت ذاته تتعبه، فالذي يريد أن يسير في طريق الله، ينبغي أن ينكر ذاته، ويجحدها وينساها ولا يضع أمامه سوى الله وحده.

وأضاف أن الله كلف يونان بالذهاب إلي نينوى والمناداة بهلاكها، وكانت نينوى عاصمة كبيرة فيها أكثر من 120000 نسمة، ولكنها كانت جاهلة وخاطئة جدا، وهكذا وجد سفينة ذاهبة إلى ترشيش، فنزل فيها وهرب. إن قصة يونان النبي وتوبة أهل نينوى تقدم تأملات كثيرة، لقد دخل شعب نينوى في التاريخ ولم تكن لهم مظاهر عظمة تدعو إلى ذلك على الإطلاق، وكانوا في حالة من الجهل لا يعرفون يمينهم من شمالهم وكانوا أيضًا خطاة تلزمهم التوبة، ولكن الذي سجل اسمهم وخلد قصتهم في الكتاب المقدس هو أنهم تابوا.

وقال عنهم السيد المسيح إنهم سيقومون في يوم الدين ويدينون هذا الجيل لأنهم تابوا بمناداة يونان، ومما أعطى لتوبة أهل نينوى أهمية في التاريخ، إنها كانت توبة جادة وسريعة وقوية. كما أنها شملت الشعب كله من الملك إلى عامة الناس. واستطاعت هذه التوبة أن تكسب رضا الله.