الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد اليمنى يكتب: نجح الجند الغربى .. بينما أخفق آخرون

صدى البلد


كيان فيه من كل قرية زهرة، وكل زهرة لها لهجتها وطباعها، ولكن جمعهم رايه تسمى (جيش مصر) لو سألت واحدا منهم : ما بلدك؟ يجيب أنا من الجيش المصرى ووحدتى كذا، وينسى أصله الذى ولد فيه، لان الكيان الذى انتمى اليه انساه بقعة ميلادة.. فكر تربى عليه كل من شرف بالإنتساب إلى ذلك الكيان العظيم.. بينما فى خارج هذا الكيان يتفاخر آخرون ببلدهم وعائلتهم ويتعصبون ويقتتلون .. نحج الجيش بينما أخفق آخرون.

الخطاب فى ذلك الكيان له سماته: قصير ويخلو من التعقيد والتكرار وممنوع فيه التشبية أو البلاغة أو الكناية، يفهمة الكبير بنفس فهم الصغير، وعند انتهاء الخطاب يخرج الجميع ولا يسأل أحد زميله: ماذا كان يقصد؟ ولكن يخرج الجميع لتنفيذ ما سمعوا دون جدال.. بينما فى خارج هذا الكيان انقسم آخرون بين متشدق ومتحذلق ومتنطع .. نحج الجيش بينما أخفق آخرون. 

خلع المنتسبون لهذا الكيان العظيم ملابسهم وارتدوا نفس الرداء المقدس الذى يرتديه قادتهم كما يرتديه أفرادهم.. بينما كان آخرون يتنافسون فى اقنتاء الملابس ذات الماركات العالمية ويتباهى كل واحد بما يرتديه حتى أن التقييم أصبح على القشور لا على العقول .. نحج الجيش بينما أخفق آخرون.

عندما يصاب أحدهم يُسرع زملائه بإعطائه من دمهم، ويجرى دم المسلم فى جسد المسيحى، كما يجرى دم المسيحى فى جسد المسلم، ذلك أن أول درس تعلمه المنتمون لهذا الكيان العظيم هو (حمل المصاب فى أرض المعركة).. بينما يتناحر آخرون ويسفكون دماء بعضهم البعض، والعجيب أن من يتناحرون ليسوا أصحاب ديانات مختلفة بل هم من نفس الدين والملة .. نحج الجيش بينما أخفق آخرون.

فى هذا الكيان العظيم عندما يتكلم المسئول عن الشيئ أو صاحب التخصص ينصت له الجميع كبيرهم وصغيرهم، ويؤخذ الرأى منه لا من غيره ذلك لأنه الوحيد الذى يمتلك كل خيوط تخصصه أما الآخرون فيملكون خيطا أو أكثر .. وخارج هذا الكيان يتكلم آخرون فى كل شيئ وأى شيئ وكأن الجميع أصبح خبراء وتركوا أصحاب الشأن لا يأخذون منهم أى رأى، فكثرت الأراء وكثر الجدل الأجوف وفشل العمل .. نحج الجيش بينما أخفق آخرون.

فى هذا الكيان العظيم  لا يقول المنتمى اليه (أنا أعمل فى المكان كذا)، بل يقول (أنا أخدم فى المكان كذا)، ومن ثّم فلا ينتظر أحد مقابل لخدمته، فترى من يحفر خندقا يشقى فيه يوما بأكمله وعندما يُكمل حفر الخندق ويذهب فرحا بما أنجر، يقال له: اردم ما حفرت، فيذهب ويردمه ويعود وهو فى غاية السعادة أنه أنجز ما طُلب منه فى الحالتين، ولذا تجد الجميع سعيد والجميع راض بكل شيئ وأى شيى .. بينما فى خارج هذا الكيان يترك آخرون عملهم بحجة أنه لا وفاق بينهم وبين رؤسائهم .. نحج الجيش بينما أخفق آخرون.

اذا ما تركت قلمى لسرد الفروق بين هذا الكيان العظيم وبين آخرين فلن تكفى السطور للكلمات، ومن ثّم فلا يسعنى إلا أن أقول: حفظ الله جيش مصر، وحفظ الله كل المنتمين اليه، وجازاهم من فضله العظيم، وجمعم أجمعين فى الفردوس الأعلى كما كانوا مجتمعين فى سبيله.