الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اتفاق سد النهضة.. هدية الرئيس للمصريين في عيد الحب




أكتب هذا المقال فى عيد الحب ، ورغم الخطر الذى يحيط بالعالم بسبب فيروس كورونا والذى يعكر على البعض الاحتفال بالعيد بسبب المبالغات على صفحات التواصل الاجتماعى التى توجب الحذر ولا توجب الرعب المبالغ فيه ، إلا أن بيان وزارة الخارجية الذي صدر أمس رسم حالة من التفاؤل عن مسار المفاوضات ومن الواجب أن أتوجه بالتهنئة إلى هيئة المفاوضين المصريين فى مفاوضات سد النهضة من الخارجية والرى والجهات السيادية التى تصل الليل بالنهار من أجل حل يحفظ للمصريين حقهم الطبيعى فى شربة ماء آمنة!

ولا زلت أذكر وعد الرئيس السيسى منذ 5 سنوات تحديدا أثناء افتتاح مشروع المليون فدان فى ديسمبر 2015 حين طمأننا بالحرف الواحد قائلا فى قضية مفاوضات سد النهضة أنا شايف أن الموضوع ده سبب قلق للمصريين، والمياه حياة أو موت طبعا واحنا بنتعامل مع المواضيع دى على أساس الاتفاق معهم منذ البداية أن كلانا يريد الحياة وعلينا نحن الاثين المساهمة فى ذلك، وهم أكدوا لنا والتأكيد لا يجب ان يتكرر كل مرة وهناك تفاوض لتحقيق المصلحة المشتركة ، واضاف الرئيس وقتها: اطمئنوا الأمور ماشية بشكل جيد وبشكل مطمئن وأنا مضيعتكمش قبل كدة عشان أضيعكم تانى خلى بالكم مضيعنكمش قبل كدة ومش حنضيعكم أبدًا»

فعلا يا سيادة الرئيس لم تخلف أى وعد قطعته على نفسك أو تتأخر فى أى التزام التزمت به خصوصا ما يتعلق بحياة آمنة للمصريين والآن أدركت معنى وعد الرئيس عن الطرفين المصرى والأثيوبى حين قال كلانا يريد الحياة ، ومعنا الطرف السودانى الشقيق بالقطع ، ولولا إرادة الحياة التى سيطرت على المسار الذى أرادته مصر بديلا لحالة الحرب والعصبية والهياج الذي عالجت به الإدارة الإخوانية المراهقة والمتشنجة ما وصلنا إلي هذه النقطة فكلنا يعرف ويتذكر الاجتماع الصبيانى الكارثى الذى عقد على الهواء فى يونيو 2013.

والذى تبادل فيه المجتمعون مع الرئيس الذى كان يبحث عن مخرج ووجد السد فرصة للانتقام من المصريين على رفضهم لنظامه وجماعته والتلويح بالويل والثبور وعظائم الأمور لإخواننا فى النهر والزج بالمصريين فى حالة حرب تطيل أمد بقائه فى السلطة على حساب روح المودة والتفاهم والأخوة بين شعوب حوض النيل الذى تربطهم صلة الرحم وشريان الحياة الواحد!

 واليوم وأنا أطالع بيان وزراة الخارجية المصرية لا يسعنى ألا أن ارسل أول باقة ورد إلى الرئيس السيسى الإنسان المفاوض الشريف الذي لم يعد بالطريق المفروش بالورود لكنه وعد بالعمل والأمل لتكون مصر حاجة تانية.

 

يؤكد البيان الأمل، إنه تم استكمال التفاوض على عناصر ومكونات اتفاق مـلء وتشغيل سد النهضة، والـتـى تتضمن مــلء الـسـد على مــراحــل وإجــــــراءات مــحــددة للتعامل مع حالات الجفاف والجفاف الممتد والسنوات الشحيحة التى قد تتزامن مع عملية ملء السد. وأن المفاوضات تضمنت أيضا بحث قواعد التشغيل طويل الأمــد والتى تشمل التشغيل فى الظروف الهيدرولوجية الطبيعية.

ورغم المثل المصرى بأن المية تكشف الغطاس، وأن البيان الذى جاء بعد مــرور ٩ سـنـوات مـن التعثر وتجميد المفاوضات ثم التلويح بحشود من تلك التى لم يثبت نجاحها فى حل قضية حياة من قبل فإن مصر توصلت مع إثـيـوبـيـا والــســودان الى اتفاق حول سد النهضة.. برعاية وزير الخزانة الأمريكى وحضور خبراء البنك الدولى!

رغم ما فى بيان خارجيتنا من ثقة ووضوح وأمل فى أن يتم توقيع الاتفاق بحلول نهاية الشهر الجارى فبراير 2020، فالأكيد أن الاتفاق لم يوقع بعد، والأكيد أيضا أن إيمانى بعد توقيع الرؤساء له بكل ما يحمله من حسن نوايا وثقة لا يتزعزع الأمل بحاضر أفضل لشعوب الحوض كما أنه لا يهتز بأن العبرة دائما بالتنفيذ والالتزام بالتعهدات!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط