الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فضيحة الكابتن رمضان!


شاهدناه يصعد بسرعة الصاروخ من بوابة دراما العنف وتصدير سينما "البطل البلطجى" فى أفلامه، فربح الملايين واستقرت صورته فى أذهان الشباب ليمثل القدوة والنموذج .. وانتقدنا أداءه النمطى وعدم تنوع أدواره على الشاشة على نحو لا يكشف حجم موهبته ومدى جدارته بكل هذه الأضواء والشهرة .. وصدمنا أحيانا بمظاهر البذخ والاستعراض المادى على سياراته الفارهة دون اعتبار لمشاعر الفقراء وبصورة تستفز الرأى العام وتغذى الأحقاد والسخط الشعبى .. وشكل تطفله على ألبومات الغناء عبئا على هذا اللون الفنى الرفيع وتسببت "كليباته" الجارحة - مظهرا وسلوكا - فى النفور منه ورفض كل ما يتصل بسقطاته وسُمعته!.

بلغة "التريندات"، أصبح اسم "محمد رمضان" ماركة مسجلة وعلامة تجارية فى "سوق الفن السوداء"، وعند هذا الحد يمكنك أن تختلف معه وتتحفظ على ظاهرته .. وقد تتقبل فكرة أن يمنحه الله كل هذا الرزق وسط مناخ فنى واجتماعى ملوث .. ولكن الحكمة الإلهية بكل عظمتها تريد أن تكشف معدن البشر عندما تتحكم "شراهة المال فى سلوكهم وأفعالهم، ويحرك "جنون" الجهل وفقر الثقافة شهواتهم!.

وما ارتكبه "رمضان" بحق الكابتن طيار أشرف أبو اليسر، وهو واحد من أبرز قادتنا فى الطيران المدنى يستوجب التدخل العاجل .. وعلى أعلى مستوى إن اقتضى الأمر .. بعد أن استغل نجم الشباب "القدوة" وجوده على متن طائرة تابعة لشركة مصر للطيران ومخصصة لـ "الشخصيات المهمة"، وطلب التقاط صورة تذكارية داخل كابينة القيادة، وعلى الرغم من مخالفة الطلب لقانون الطيران الدولى إلا أن الكابتن أبو اليسر سمح للنجم الذى توسم فيه المسئولية والأمانة بعدم نشر الصورة احتراما للقواعد المتبعة وأسوة بنجوم وزعماء التزموا بالسرية وأصول المهنة .. وحصل "رمضان" على الصورة .. ووقعت الكارثة الأخلاقية .. فقد نشر النجم "الشريف" صورته على مقعد القيادة على مواقع التواصل الاجتماعى، ولم يكتفِ بذلك، بل صارت محور "كليب جديد" عن الكابتن رمضان .. فماذا كانت النتيجة؟! .. انهيار كاسح لتاريخ ومستقبل الطيار الأصلى الذى وثق فى "فنان الجيل" وفى كلمته .. ودفع الثمن هو وأسرته المحترمة بإنهاء خدمته بعد ٤٠ عاما من الإخلاص والسمعة الطيبة، وعندما لجأ إلى "السوبر ستار" لتصحيح الخطأ وعده الأخير بتعويضه عما حدث من خلال "علاقاته الواسعة" .. ولأن الغرور سمة الضعفاء، لم يدرك "رمضان" أن قوانين الطيران الصارمة لاتعرف منطق العلاقات ولاتخضع لكلمات الاعتذار أو الترضية .. فغاب "النجم" عن ضحيته لأكثر من ٧ أشهر ولم يفِ بوعده، وواجه الكابتن أبو اليسر مصيره المظلم بمفرده وقرر أن يستغيث بالإعلام والقضاء لاسترداد حقوقه أدبيا وماديا!.

تلك هى القصة .. أو المهزلة .. ولكننا لن نتازل عن "النهاية السعيدة والعادلة" لهذه الملهاة، ويجب أن يكتبها نقيب المهن التمثيلية الدكتور أشرف زكى بتوقيع أقصى العقوبة على النجم المستهتر والتهديد بشطبه من ممارسة المهنة وإجبار شركات الإنتاج الفنى على عدم التعامل معه لحين تسوية القضية لصالح "الطيار المفصول" .. وأتصور أن شخصا فى نزاهة وشرف نقيب الفنانين لن يتردد فى إنصاف المظلوم وتطهير ثوب الفن المصرى من هذا الدنس، ولن ينتظر "نفحة رمضان" بوظيفة جديدة للطيار لشراء سكوته والتفريط فى كرامته!.

وإذا لم نسمع عن استجابة لهذا المطلب، فلا نتورع أبدا فى طرق باب مؤسسة الرئاسة ذاتها حفاظا على كرامة ورفعة شأن طيارينا .. وأكبر تعويض أن يعود الكابتن أبو اليسر إلى وظيفته وتُرفع هذه النقطة السوداء من ملف خدمته تقديرا لماضيه وسجله المشرف .. وحتى إذا اتفقنا على أن الطيار قد أخطأ، فما فعله لايُقارَن بـ "جريمة" بطلها "الكابتن رمضان" الذى تطارده فضيحة "مال البحر" الذى لايروى ولايُشبع!.
- القضية مازالت مرفوعة ولاتحتمل التهوين أو التأجيل .. والحكم فيها بين أيدى رجال العدالة وشرفاء المسئولية .. والله من قبل ومن بعد!.


      

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط