الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دعاء الاستخارة مكتوب.. ردده ليحقق الله لك الخير فيما تتمنى

دعاء الاستخارة مكتوب..
دعاء الاستخارة مكتوب.. ردده ليحقق الله لك الخير فيما تتمنى

دعاء الاستخارة مكتوب..الاستخارة تعني طلب الخيرة في الشيء، وشرع الله – سبحانه وتعالى- صلاة الاستخارة في الأمور المباحة، مثل: السفر، والزواج، والعمل، وغيرها، ويتساءل كثيرون عن دعاء الاستخارة مكتوب و دعاء الاستخارة الصحيح  وكيفية صلاة الاستخارة.

دعاء الاستخارة مكتوب
قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: «إذَا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غيرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ هذا الأمْرَ - ثُمَّ تُسَمِّيهِ بعَيْنِهِ - خَيْرًا لي في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ - قالَ: أوْ في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي - فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ، اللَّهُمَّ وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّه شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي - أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ - فَاصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كانَ ثُمَّ رَضِّنِي بهِ>

 تعريف الاستخارة لغةً هي طلب المساعدة أو الاستعطاف، أمّا اصطلاحاً فهي أن نطلبَ من الله أن يمُنَّ علينا بالخيرة والصلاح في شيء ما نريده بشدّةٍ في أمور الحياة والدين، سواءً كان عملاً أم زواجاً أو إقداماً على أيِّ فعل جديد، فيصلّي الشخص ركعتين من غير الفريضة، ثم يدعو الله بدعاء الاستخارة، ثم يقوم بالسعي فإن كانت حاجته خيرًا يسّرها الله وإن لم تكن صرفها عنه وصرفه عنها، وتعد الاستخارة سنّة عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم يستحب القيام بها في شؤون المرء.

كيفية صلاة الاستخارة
لأداء صلاة الاستخارة كيفية معيّنة، تتمثل في الخطوات التالية:
1- الوضوء: فلا تجوز أيّة صلاة بدون وضوء، سنّة كانت أم فرضاً.
2- النيّة: ولا يُقصد هنا التّلفظ بالنّية، إنّما موقعها القلب، فقيام المُسلم إلى الصّلاة وهو يحمل النّية بأداء صلاة الاستخارة أمرٌ كافٍ لتحديد المقصد من هذه الصّلاة، ولا حاجةً لنطقها والتّصريح بها عَلَناً. 
3- صلاة ركعتين دون الفريضة: فيصلّي المسلم ركعتين تطوّعاً على ألّا تكون من الفروض الخمسة، ويقرأ سورة الفاتحة وتليها سورةٌ صغيرةٌ، ومن السّنة قراءة سورة الكافرون بعد الفاتحة في الرّكعة الأولى، والإخلاص في الركعة الثانية.
4-  التّسليم آخر الصّلاة كما يحدث في أيّة صلاةٍ عاديّةٍ. 
5- رفع اليدين للدّعاء بالأمر الذي يشغل بالَ المستخير، والطّلب من الله تعالى أن يُتمّمَ الأمر إن كان فيه خير، وأن يصرفَه إن كان فيه شر، ويستحب أن يُبدأ الدعاء بالحمد والثناء على الله عزّ وجل.
6- ثم الصلاة على النبي بقول الصلاة الإبراهيميّة، وقراءة دعاء الاستخارة مع تسمية الشيء.
7- ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وإنهاء الدعاء.
- التيقّن بإجابة الله تعالى والتوكل الكامل عليه.


الاستخارة سنة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-؛ فيُسنّ للمسلم أن يقوم بها إذا أراد فعل أمرٍ ما، ولم يتضّح له رجحان فعله أو تركه، والدليل على ذلك فعل النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، حيث كان يُعلّم أصحابه الاستخارة، قائلًا: «إذا أراد أحَدُكم أمرًا فلْيقُلِ: اللَّهمَّ إنِّي أستخيرُكَ بعِلمِكَ وأستقدِرُكَ بقُدرتِكَ وأسأَلُكَ مِن فضلِكَ العظيمِ فإنَّكَ تقدِرُ ولا أقدِرُ وتعلَمُ ولا أعلَمُ وأنتَ علَّامُ الغُيوبِ اللَّهمَّ إنْ كان كذا وكذا خيرًا لي في دِيني وخيرًا لي في معيشتي وخيرًا لي في عاقبةِ أمري فاقدُرْه لي وبارِكْ لي فيه وإنْ كان غيرُ ذلك خيرًا لي فاقدُرْ لي الخيرَ حيثُ ما كان ورضِّني بقدَرِكَ».

 العلماء لهم في جواز أداء صلاة الاستخارة وقت النهي أقوال؛ إذ تُعرَف هذه المسألة بذوات الأسباب، وأقوال العلماء فيها هي:

1- يجوز أداء الصلوات ذات الأسباب في وقت النهي إذا وُجِدت الأسباب الداعية لها، ومنها صلاة الاستخارة، وهو قول الإمام الشافعيّ، ورواية عن الإمام أحمد، واختارها بعض الحنابلة، واستدلّوا في ذلك على أنّ النهي عن الصلاة في وقت النهي قد دخله تخصيص، كجواز قضاء الصلاة الفائتة، وجواز إعادة الصلاة لمن دخل المسجد وفيه جماعة يُصلّون فأراد أن يُصلّي معهم ولو كان في وقت النهي، ولا تدخل الصلوات ذوات الأسباب في أحاديث النهي؛ لأنّها مُقترِنة بسبب. 

2-عدم جواز صلاة أيٍّ من صلوات النوافل المقرونة بسبب مُطلقاً، وهذا مذهب الأحناف، والمالكية، وهو القول المشهور عن الإمام أحمد، واستدلّوا على ذلك بأنّ أحاديث النهي بلغت حَدّ التواتر؛ فهي أقوى بعمومها، وعليه فصلاة الاستخارة لا تجوز في وقت النهي. 

ويمكن لمن يريد تأدية الاستخارة بالدعاء أن يدعوَ في أيّ وقت يشاء؛ نظراً لأنّ الدعاء يصحّ في الأوقات جميعها، أمّا إن كانت بالصلاة والدعاء فهي ممنوعة في أوقات الكراهة عند المذاهب الأربعة، وقد قال بذلك صراحةً المالكية، والشافعية، باستثناء إباحتها في الحرم المكّي في أوقات الكراهية عند الشافعية، أمّا الحنابلة والحنفية فقد استدلوا بذلك على عموم المَنع.

وأفضل وقت يُقبل فيه على الاستخارة هو عند ورود الخاطر على القلب؛ فبِصلاته ودعائه يظهر له الخير، أمّا إذا مال قلبه إلى أحد الأمرَين، وقَوِيت إرادته عليه، فيمكن لذلك أن يُخفي عنه الرشد في الاختيار، والأفضل للمُستخِير أن يتخيّر أفضل الأوقات، وأكثر الأوقات بركة هو الثلث الأخير من الليل؛ فهو من أفضل أوقات استجابة الدعاء؛ لحديث :« يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له».

فائدة صلاة الاستخارة
إلى جانب أنّ المسلم يتيقّن من خير اختياره لأمرٍ دون آخر، هناك العديد من فوائد صلاة الاستخارة التي تعود على المُسلم، أهمّها:

1- تدلّ الاستخارة على حاجة المُسلم الدّائمة لله تعالى لأنّه لا يملك نفعَ نفسه أو ضرّها دون إرادته تعالى، فهو عاجزٌ ضعيفٌ أمام خالقه، وهذا يظهر بوضوحٍ في جزءٍ من الدعاء: (فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ).

2- استحباب تدريب النفس وتعويدها على الاستخارة في جميع الأمور؛ لتصبح عادةً وليس أمراً ثقيلاً على النفس، كما أنّها طريقةٌ تقوّي علاقة الفرد بربّه، فيستخيره في جميع أمور حياته المُختلفة.

3- تُربّي المُسلم على التوكّل دائماً على الله تعالى في شتّى الأمور؛ لأنّها دعوة بتفويض الأمر إلى الله وقبول النّتائج على اختلافها أو توافقها مع هواه، وبه يفوّض الأمر كلّه لله. 

4- تُورِث الاستخارة الطمأنينة في قلب المؤمن لعلمِه أنّ ما سيحصل بعدها هو الخير له، فلا يكون فريسة للهموم التي تؤرّقه، كما أنّها تُزيل الاضطراب الذي قد يشعر به المُسلم عند الإقدام على أمرٍ جديدٍ، وهو واضحٌ في الدّعاء: (واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كانَ ثُمَّ رَضِّنِي بهِ).

5- تزيد محبّة العبد لربّه عندما يتوكّل ويؤمن ويقبل ويرضى بما اختاره الله له. 

6- تُربّي الاستخارة المُسلم على تعزيز الإيمان بالقضاءِ والقدر، فإيمانه بأنَّ ما سيحصل سيكونُ خيراً له يُقوّي الإيمان بالقدر خيره وشرّه، كما أنّها تكون ربطاً بين الأسباب التي يأخذ بها المُسلم والنّتائج التي يحصل عليها في المُقابل.

7- تُعدّ الاستخارة باباً مضموناً لجمع الحَسَنات المُتمثّلة بالدّعاء والصّلاة، إضافةً إلى فضلِ تركِ الأمور في يد الله ليقضي بها، وهي من درجات الإيمان العالية التي تُبيّن أنّ المُسلم لا يثقُ إلّا بالله تعالى مع أخذه بالأسباب المناسبة، وهو أمرٌ نابعٌ من الثّقة وحسن الظّن بالله.

8- تدلّ صلاة الاستخارة على أهميّة الصّلاة في حياة الفرد المسلم، فكلما فزع في أمر من أمور حياته لجأ إلى التواصل مع الله من خلال صلاته النّافلة.

التوكل والاستخارة 
يكون التوكّل من أهم ما يحتاج المسلم، وهنا بعض الأدعية من السنة وأحاديث وآيات قرآنية عن التوكل:

1- « لو أنكم تتوكلونَ على اللهِ حقَّ توكلِهِ لرزقكم كما يرزقُ الطيرُ تغدو خِمَاصًا وتروحُ بِطَانًا».

2- قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: « يا فُلانُ إذا أوَيْتَ إلى فِراشِكَ فَقُلْ: اللَّهُمَّ أسْلَمْتُ نَفْسِي إلَيْكَ، ووَجَّهْتُ وجْهِي إلَيْكَ، وفَوَّضْتُ أمْرِي إلَيْكَ، وأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إلَيْكَ، رَغْبَةً ورَهْبَةً إلَيْكَ، لا مَلْجَأَ ولا مَنْجا مِنْكَ إلَّا إلَيْكَ، آمَنْتُ بكِتابِكَ الذي أنْزَلْتَ، وبِنَبِيِّكَ الذي أرْسَلْتَ، فإنَّكَ إنْ مُتَّ في لَيْلَتِكَ مُتَّ علَى الفِطْرَةِ، وإنْ أصْبَحْتَ أصَبْتَ أجْرًا».

3- قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم-: « من قالَ يَعني إذا خرجَ من بيتِهِ : بِسمِ اللَّهِ ، توَكَّلتُ على اللَّهِ ، لا حَولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ ، يقالُ لَهُ : كُفيتَ ، ووُقيتَ ، وتنحَّى عنهُ الشَّيطانُ».

4- قال الله –تعالى-: «وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّـهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّـهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا».

5- قال الله –تعالى-: «فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ».

6- قال الله – تعالى-: «وَاتلُ عَلَيهِم نَبَأَ نوحٍ إِذ قالَ لِقَومِهِ يا قَومِ إِن كانَ كَبُرَ عَلَيكُم مَقامي وَتَذكيري بِآياتِ اللَّـهِ فَعَلَى اللَّـهِ تَوَكَّلتُ فَأَجمِعوا أَمرَكُم وَشُرَكاءَكُم ثُمَّ لا يَكُن أَمرُكُم عَلَيكُم غُمَّةً ثُمَّ اقضوا إِلَيَّ وَلا تُنظِرونِ».

7-  قال الله – تعالى-: « وَقالَ موسى يا قَومِ إِن كُنتُم آمَنتُم بِاللَّـهِ فَعَلَيهِ تَوَكَّلوا إِن كُنتُم مُسلِمينَ، فَقالوا عَلَى اللَّـهِ تَوَكَّلنا رَبَّنا لا تَجعَلنا فِتنَةً لِلقَومِ الظّالِمينَ، وَنَجِّنا بِرَحمَتِكَ مِنَ القَومِ الكافِرينَ».

8- قال الله – تعالى-: « الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّـهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ».

9- قال الله – تعالى-: « إِنَّمَا المُؤمِنونَ الَّذينَ إِذا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَت قُلوبُهُم وَإِذا تُلِيَت عَلَيهِم آياتُهُ زادَتهُم إيمانًا وَعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلونَ».

10- « فَإِن تَوَلَّوا فَقُل حَسبِيَ اللَّـهُ لا إِلـهَ إِلّا هُوَ عَلَيهِ تَوَكَّلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرشِ العَظيمِ».