الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نهاية أردوغان تقترب.. زلزال في تركيا بعد توقع مؤسسة تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية انقلاب الجيش على الرئيس التركي.. وتعتبر خلوصي أكار البديل المناسب

نهاية أردوغان تقترب
نهاية أردوغان تقترب

- راند: غضب الجيش التركي ضد أردوغان يهدده بانقلاب ثانٍ
-  الرئيس التركي يحذر من نزول الملايين إلى الميادين للدفاع عنه
-  خلوصي أكار في موقف محرج بعد طرحه كبديل لأردوغان 

مع استمرار سياسة القمع التي يمارسها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد لمعارضة، والتي تسببت في سجن وإقالة مئات الآلاف من ضباط الجيش والشرطة والموظفين، توقعت مؤسسة "راند" الأمريكية للبحوث والتطوير حدوث محاولة انقلاب ثانية ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو ما أشعل حالة من الجدل في تركيا. 

وأشار تقرير راند، الذي تم تسليمه للجيش الأمريكي الشهر الماضي، إلى أن قرار الحكومة التركية بطرد مئات العسكريين بعد انقلاب 2016، تسبب في حالة من الغضب الهائل في الجيش التركي. 

وأوضح التقرير، أن "الضباط من الرتب المتوسطة يشعرون بالإحباط الشديد إزاء القيادة العسكرية ويشعرون بالقلق إزاء إزاحتهم في عمليات القمع المستمرة ضد المعارضة بعد الانقلاب".

وذكر موقع "ميديل إيست آي"  البريطاني أنه منذ إطلاق التقرير، تجادل المسئولون الأتراك خلف الأبواب المغلقة حول احتمالية وقوع هذا الانقلاب، ولكن الشعور السائد في أنقرة كان أنه مجرد شائعة، ولا شيء أكثر من ذلك.

وأشار إلى أنه مع ذلك، اهتم أغلب الكتاب الأتراك، التابعين للمؤسسة الرسمية، بهذا التقرير، وأوضح أنه هناك مؤامرة يجرى الإعداد لها حاليا. 

كتب حسن بصري يالسين، كاتب عمود في صحيفة صباح التركية، أمس الاثنين، أن الجميع بحاجة إلى أخذ التقرير على محمل الجد لأن مؤسسة راند تعمل مباشرة مع وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون".

وخاض أردوغان نفسه في القضية يوم السبت الماضي، دون الإشارة بشكل مباشر إلى تقرير راند، حيث قال إن مقاومة الأتراك لانقلاب 2016 يجب أن يكون درسا لكل شخص.  وفي يوم لاحق، قال الرئيس التركي إن حزب العدالة والتنمية الحاكم لديه 10 ملايين عضو.

وقال خلال مؤتمر صحفي مع الصحفيين الذين رافقوه في رحلته إلى باكستان إن "اكتسب شعبنا خبرة عظيمة"، مهددا بملأ ميادين تركيا بأنصاره.

وأضاف الكاتب المحافظ يوسف كابلان في صحيفة "يني شفق" إنه من سيقوم بالانقلاب القادم سيكون أنصار مصطفى كمال أتاتورك مؤسس تركيا "الكماليين" والعلمانيين داخل الجيش التركي، وليس أنصار فتح الله جولن زعيم حركة الخدمة المقيم حاليا في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، والتي تطالب أنقرة بترحيله منذ حوالي 4 سنوات. 

ويواجه جولن اتهامات بأنه العقل المدبر لانقلاب 15 يويليو 2016، وهو الاتهام الذي ينفيه جولن. 

ووضع التقرير خلوصي أكار وزير الدفاع التركي في موقف حرج حيث وصفه بالشخص المناسب للعلاقات التركية الأمريكية، وأشارت "راند" إلى أن خلال التوترات في العلاقات الأمريكية التركية، كان أكار التي كان رئيسا لأركان الجيش التركي في 2017، وصدر بعدها مرسوما رئاسيا بتعيينه وزير للدفاع في يوليو 2018، وذلك بعد منح أردوغان صلاحيات رئاسية واسعة، وهو ما يعنلا استمراره في منصبه لفترة طويلة". 
في بيان صدر في وقت سابق من هذا الشهر، بعد عدة أسابيع من الصمت، قالت وزارة الدفاع التركية إن التقرير غامض بشكل غير معقول وأن التعليقات التي تشير إلى الجيش التركي لا أساس لها وغير جادة. وأضافت الوزارة التركية: "شعرنا بالصدمة لقراءات بعض المصطلحات التي استخدمت بشكل ملتو سواء عن واعي أو غير وعي". 

وأشار التقرير إلى أن حكومة أردوغان قد أنشأت جامعة الدفاع الوطني باعتبارها الهيئة التعليمية النهائية للجيش بعد محاولة الانقلاب من أجل "تحطيم الثقافة المعزولة للجيش التركي كحماة للعلمانية".

وفي أعقاب انقلاب يوليو 2016، شن أردوغان عملية قمع واسعة النطاق، حيث هدد معرضيه بدفع الثمن غاليا. 

ووصف صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية ومجلة الإيكونوميست البريطانية حملة أردوغان بأنها انقلاب مضاد، ووصفت نيويورك تايمز الرئيس التركي بأنه أصبح أكثر انتقامية وأكثر هوسا بالسلطة، واستغلال الأزمة ليس فقط لمعاقبة الجنود بل ولسحق ما تبقى من معارضة. وبحلول يوم 20 يوليو 2016، أي بعد 5 أيام من الانقلاب المزعوم، تم اعتقال وتوقيف 45 ألف مسئول عسكري وضابط شرطة وقضاة وحكام ولايات وموظفين، من بينهم 2700 قاضي، و15 ألف مدرس، وكل عمداء الجامعات. ومن بين القيادات العسكرية، تم اعتقال 163 جنرالا وأدميرالا، حوالي 45% من القيادات. 

وفي 18 يوليو 2016، دع جون كيري وزير الخارجية الأمريكي وقتها السلطات التركية لوقف قمع مواطنيها، مشيرا إلى أن الحملة تهدف لقمع المعارضة. 

ووفقا لمنظمة العفو الدولية، مُنع المعتقلون في تركيا من الاتصال بمستشار قانوني، وتعرضوا للضرب والتعذيب، ولم يحصلوا على ما يكفي من الغذاء أو الماء أو الرعاية الطبية. حاول واحد على الأقل الانتحار. أرادت منظمة العفو الدولية من اللجنة الأوروبية لمنع التعذيب أن ترسل أشخاصا لتفقد أوضاع المحتجزين.