الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إسرائيل تبحث عن رئيس فلسطيني


كأن القرار أمريكيا إسرائيليا تدور المباحثات فى أروقة الحكومة الإسرائيلية ولجان فنية امريكية إسرائيلية للبحث عن بديل للرئيس محمود عباس أبومازن 85 عاما، الذى رفض في كلمته أمام مجلس الأمن خطة السلام، التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، التي أشاد بها القادة الإسرائيليون ووصفوها بالتاريخية، فى حين وفق استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية، 94 في المئة من الفلسطينيين يرفضون الخطة الأمريكية، واتهم السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون الرئيس عباس أمام مجلس الأمن، قائلا: حتى لو كانت لعباس انتقادات لعناصر محددة من الخطة، يجب أن يتبنى روحها، هذا النهج البراجماتي الجديد لحل النزاع لا يدركه ويفهمه الرئيس عباس ويرفض أن يكون براجماتيا ولن يكون أبدا شريكا لسلام حقيقي. والخطوة القادمة هى البحث عن رئيس برجماتى شاب يهتم بالأمن والسلام !. كما رفض الإتحاد الإوربى خطة ترامب وأكد المنسق العام للخارجية والأمن لدى الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل أن صفقة القرن "لا تتماشى مع المعايير المتفق عليها دوليًا"، وأعرب عن قلق الاتحاد الأوروبي من احتمالية ضم إسرائيل أجزاء من الضفة الغربية وغور الأردن، كما رفضتها روسيا وجامعة الدول العربية.

في مؤتمر صحفي بمدينة القدس قال جانتس يائير لابيد المرشح لأن يكون وزير خارجية في حال فوز غانتس ربما يتعين علينا الانتظار الى حقبة ما بعد أبو مازن لأن ما لدينا هو رجل عجوز غاضب يصرخ ويلعن طوال الوقت، وهذه ليست سياسة، وتجرى الترتيبات مع الإدارة الأمريكية للبحث عن شاب يتحمل مسئوليات السلام وبالتالي، يراهن القادة الإسرائيليون على خلافة الرئيس عباس لمناقشة الخطة، وامام التحديات التى تواجه خطة ترامب وجدت إسرائيل ان المخرج للوصول بالخطة الى النور وفرض بنودها كواقع على الأرض لا يتأتى بوجود الرئيس عباس الذى لابد ان يرحل فورا من على مسرح الأحداث وبقدوم قيادة سياسية متفهمة لظروف اللعبة وتحدياتها لا يعنى الإدارة الأمريكية وإسرائيل رفض او قبول اى جهة دولية مادام رأس السلطة الفلسطينية قبل بها وجلس معهم ليناقش بنودها وهذا التصور السياسى الذى يتجاهل الشعب الفلسطينى ويقفز من عليه بحثا عن قيادة سياسية تقبل بالمعطيات التى تفرضها أمريكا وإسرائيل. هل من الممكن ان ينجح هذا التدبير وما هى الطريقة التى تأتى بقيادة على هواهم ومن هو الفلسطينى الذى سيوافق ويتم الدفع به الى صفوف القيادة ويقبل بخطة ترامب التى رفضها 94% من الفلسطينيين.

البرغوثى او حماس
وفق استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية ولا نعلم لماذا هذا المركز بالذات يجرى مثل هذا البحث الإستطلاعى فى هذا التوقيت الشائك ولكنه تم، ومن خلال العينات العشوائية على قطاعات متنوعة من الفلسطينيين بين الاستطلاع أنه في حال إجراء انتخابات فلسطينية، سيحصل محمود عباس على 44 في المائة من الأصوات مقابل 49 في المائة لزعيم حركة حماس إسماعيل هنية ورغم ان قدوم قيادة من حماس على رأس السلطة الفلسطينية امر مستبعد امريكيا وإسرائيليا لكن لا ثوابت فى السياسة التى تستطيع ان تحول المستحيل الى ممكن وحتى ان قبل الشعب الفلسطينى بتقدم هنية فهل حماس تستطيع ان تقبل بخطة ترامب او تكون القدس واللاجئين على مائدة تفاوض؟ وهل من الممكن ان ينجح الفريق المقاوم فيما فشل فيه الساسة والمفاوضين؟ ام هناك صفقة مع حماس مكملة لخطة ترامب.وهذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة.

وأظهر الاستطلاع أنه إذا جرت الانتخابات بين زعيم حماس إسماعيل هنية او اى اسم اخر تدفع به حماس والقيادي في حركة فتح مروان البرغوثي الموجود في سجون إسرائيل، فسيفوز البرغوثي ب57 في المائة من الأصوات مقابل 38 في المائة لمرشح حماس، ومروان البرغوثى يلقب "بمانديلا فلسطينين". وحُكم عليه بالسجن المؤبد بعد أن اتهمته إسرائيل بأن له دورا في هجمات عدة ضدها خلال الانتفاضة الثانية، ومروان مقاوم اكثر منه مفاوض وهو بطل شعبى فى صدر الشارع الفلسطينى ومحبوب جدا وحظوظه الإنتخابية تفوق ما توصل اليه الإستطلاع ولكن اشكالية خروج سجين من محبسه والدفع به الى قمة السلطة امر مؤكد سيؤثر على حظوظه الشعبية وحتما سيفسر الشارع الفلسطينى الأمر على انه صفقة يشترى بها مروان حريته، والأهم والأخطر هل سيقبل مروان بالخطة الأمريكية ومطالب ومطامع اليمين الإسرائيلى؟ او هل سيكون برجماتيا اكثر من الرئيس ابومازن؟ 
ربما فى جعبة ترامب اسم اخر ويبحث له عن صيغة لطرحه جماهيرا. وهذا الخطر الأكبر اذا ما فرض على الشعب الفلسطينى رئيس للسلطة على غير إرادة الجماهير فهو امر سيفضى الى تصادم عنيف وصراع فلسطينى داخلى وهو ما يرجوه ترامب ونتنياهو.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط