الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في يوم المرأة.. مطلوب مساواة أخرى!


سألتني صديقة شابة عن رؤيتي لعبارة " أنا المساواة بين الأجيال.. إعمال حقوق المرأة" وهو الشعار الذي أعلنته الأمم المتحدة ليكون عنوان حملتها لهذا العام بمناسبة يوم المرأة العالمي 2020،.. قالتها وداخلها يقين أنني سأحدثها عن أهمية المساواة بين الجنسين والجمع بين النساء من مختلف الأعمار لنقل الخبرات وبناء أجيال شابة من قائدات المستقبل أو بمعنى أصح أكلمها عن الحملة وتفاصيلها..


لاشك أن تبادل الخبرات السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية بين جيل الرائدات وفتيات اليوم هدف أكثر من رائع لكنه ليس بجديد على مصر في ظل قيادة سياسية تقدر المرأة وتحترمها وتؤمن بالشباب ودورهم الريادي في النهوض بوطنهم فتؤهلهم للقيادة وتضع المتميز منهم في دائرة المناصب العليا حتى أن الحقائب الوزارية الحالية تضم 8 وزيرات، ويوجد تحت قبة البرلمان 89 نائبة، كما أن 45% من النساء يشغلن اجمالي الوظائف الحكومية من مختلف الأجيال.. فضلًا عن وجود مجلس قومي للمرأة يعمل ليل نهار حتى تصل النساء للتمكين الفعلي بكافة المجالات بحلول عام 2030،.. إلى جانب العديد من المنظمات المعنية بالمرأة مثل منتدى الخمسين وهو منتدى نسائي اقتصادي يسعى لتحقيق أهداف التنمية المستدامة عن طريق إزالة العقبات أمام السيدات للترقي الإداري..


هذا وغيره من جهات الدولة الرسمية والمدنية يجعلني مطمئنة على وضع المرأة المصرية السياسي، الاقتصادي، والاجتماعي..


فما أراه يحتاج لوقفة وتبادل خبرات بين نساء اليوم والأمس هو علاقتها بالرجل.. نعم.. الرجل الذي بات التفاهم بينهما في خبر كان فكثرت حالات الطلاق وطغت المفاهيم المغلوطة على ماهية المساواة بين الجنسين،.. لذا أصبح معتادا أن تعبر النساء بمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي في يوم عيدها تطالب من خلالها زوجها وأولادها بتركها لحال سبيلها، وكأن عدم إثقالها بالهموم والمشاكل  ولو ليوم واحد فقط هو غايتها ومنتهى أملها !


قد يكون المنشور ساخرا لكنه يحمل بين طياته خللا واضحا في العلاقات الزوجية، ما يجعلنا نتساءل عن سر هذا البؤس العاطفي وما يحتاجه كل طرف من الأخر.. والأهم نبحث وندقق عن الأسباب المؤدية لغياب الأمان والاستقرار الوجداني والذي بدونه لم ولن تشعر أي امرأة طبيعية بالفرحة وإن حصلت على كافة المناصب القيادية العالمية!..  

    

لذا أتمنى أن يشهد يوم المرأة هذا العام مساواة بين الرجل والمرأة في المشاعر، ليحب كل منهما الأخر بنفس القدر والكيفية، ويصبح العطاء المتبادل القانون الحاكم في حياتهما الزوجية.. وقتها لن يحدث شقاق وخلافات تؤدي للانفصال..


وإذا كان شعار يوم المرأة العالمي لهذا العام يقوم على تبادل الخبرات  بين الأجيال النسائية المختلفة  فلماذا لا نتبنى نحن الحالمات بالاستقرار الأسري حملة تتعلم فيها بنات اليوم من الأمهات والجدات تفاصيل وهوامش العلاقات الزوجية الناجحة كيف تدخل المرأة الحب وتبقى في حلو بداياته، تمنح أحاسيسها العشقية فتصبح المالكة الفعلية لنبضات قلب شريك عمرها، وإن داهمت علاقتهما يومًا عاصفة غدر فجائية وقفت وبكل ما أوتيت من غرام وتصدت لأي طارئ مزاجي يقتلع سعادتها الزوجية..


وللعلم المساءلة ليست مستحيلة. كل ما نحتاجه نساء واعيات بفنون العلاقات الزوجية وأعمال درامية تجمع بين كاتبات من مختلف الأجيال على غرار "ورش العمل الفنية" لنخرج مسلسلات بناءة تساهم في حل الخلافات الأسرية.. وكل يوم امرأة وأنا وأنتِ متساويان في مشاعرنا بالرجال كما سبق وتساوينا معهم في دنيا السياسة والاقتصاد..    

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط