الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أردوغان يخسر في سوريا وليبيا


الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أصبح حدوتة للشماتة العالمية، بسبب قراراته وتصرفاته الرعناء.

 فالرجل وبعد أكثر من 20 سنة في حكم تركيا، سواء في منصب رئيس الوزراء أو منصب رئيس الجمهورية، أصبح مهووسا بإقامة الخلافة الإسلامية.

وبغض النظر دينيًا وتاريخيا الآن عن معنى الخلافة ومقوماتها وضرورة وجودها، وهل هى خلافة لكل المسلمين أم أصبحت في العصر الحديث، خلافة لكل دولة وجمهورية على حدة، وبغض النظر عن الخوض في نقاش هائل وتاريخي، عن سنوات الخلافة الإسلامية في صدر الاسلام وسنوات الخلافة بعد ذلك في أيام الظلام والانحطاط والعهد العثماني وما قبله.

فنظريا ومن وجهة نظر سياسية بحتة، فإن موضوع الخلافة لا يمكن أن يتحقق الآن، لأنه باختصار يعني إخضاع الدول العربية والاسلامية لإرادة رجل واحد سواء كان ملكا أو سلطانًا وهذا أصبح مستحيلا بعدما انتهى عهد الاستعمار والاحتلال، حتى أن الامبراطوريات العملاقة في العالم اليوم، مثل الإمبراطورية الأمريكية تسحب جنودها من أماكن احتلال واستعمار سابقة.

باختصار.. موضوع إقامة خلافة إسلامية رئيسها أردوغان، موضوع عقيم وساذج ولا يستقيم مع الأحوال السياسية والعالمية الراهنة.

لكن مع ذلك يعيش أردوغان في ظل هذا الوهم، ويردد في خطاباته أن ليبيا كانت مستعمرة قديمة ضمن محور الخلافة العثمانية، وأن له إرثا يتوارثه عن الأجداد هناك، ثم يحلم بخلافة تضم دمشق وإن لم ينجح في دمشق لوجود الأسد وبوتين فليس هناك مانع أن يأخذ إدلب!

تصورات سياسية حمقاء ولا تستقيم، وإذا كانت هناك دول تعيش في إطار المد والتوسع وفي المقدمة منها إيران، فإن الملالي عندما فعل ذلك لم يرسل جنوده وآلافا منهم، إلى العراق ولبنان ولكنه جنّد ميليشيات مرتزقة تأتمر بأمره وتنصاع لتوجهاته فسيطر على لبنان وسيطر على العراق واليمن وسوريا لبعض الوقت.

ما فعلته إيران في التمدد والتوسع، وهو للأسف على حساب سيادة الدول العربية يناسب العصر، أما ما يقوم به أردوغان بإرسال آلاف الجنود والمرتزقة الى ليبيا والدخول بنحو 30 الف جندي الى إدلب السورية، والحلم أن تقوم أوروبا بإعطائه قطعة في إدلب أو منطقة آمنة كما يتصور جنوب تركيا، تؤكد ان الرجل أحمق سياسيًا  ولا يعرف مقتضيات العصر ولا تطوراته.

وعليه فإنه سيقابل بحرب ثقيلة في ليبيا، وهى كذلك بالفعل واستهداف ممنهج لجنوده وقتلهم في الطرقات والشوارع لأنهم جنود احتلال والليبيون كلهم يرفضون وجودهم.

وفي سوريا فإن روسيا تقوم بعملية تأديب واسعة لأردوغان وتساند القوات السورية بغطاء جوي لاستهداف جنوده في إدلب والحجة الشرعية وهى كذلك، أن جنوده يتواجدون مع ميلشيات مسلحة فيما يسمى بالجيش السوري الحر وما تسمى بجماعات المعارضة، كمأ ان الأسد يريد أن يواصل انتصاراته ويطهر أرضه.

 وسط هذا الوحل ليس على أردوغان أن يفكر بعصبية وعدوانية كما هى حالته، ويندفع لفتح الحدود لآلاف السوريين لأوروبا ويقوم بعملية ابتزاز سياسي لها، لأن أوروبا في النهاية ستنجح في امتصاص هذه الهجمة، وهناك أكثر من طريقة للتعامل مع طوفان اللاجئين لا يتصورها أردوغان ولا يفهمها.

لكنه هو الذي سيخسر ماديًا واقتصاديا وسياسيا، دعم أوروبا وقبل ذلك خسر دعم واشنطن في قضية صواريخ إس400 وروسيا يخسرها كلية في موقعة إدلب..

والنهاية أردوغان يخسر وعلى عقلاء تركيا إنقاذ سمعة الجيش التركي لا أكثر ولا أقل.


المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط