الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حملت الأسلحة بدلا من اللعب.. عندما تخلت زينب الكفراوي عن الطفولة لتصبح بطلة فدائية

البطلة الفدائية الراحلة
البطلة الفدائية الراحلة زينب الكفراوي

«يهون الدم فداء الوطن» هذا ما آمنت به بطلة مصرية وطنية منذ طفولتها، لم يقل دورها في خدمة الوطن شيئا عن الرجال خلال الفترة العصيبة التي مرت بها مصر أثناء العدوان الثلاثي عليها عام 1956، إنها البطلة الفدائية البورسعيدية زينب الكفراوي التي توفيت اليوم بعد صراع طويل مع المرض.

تاريخ طويل في الشجاعة والوطنية للبطلة المصرية زينب الكفراوي، التي سطرت بشجاعتها بطولات في الفدائية الوطنية منذ طفولتها، فقد كانت إحدى أبطال المقاومة الشعبية خلال فترة العدوان الثلاثي، وكان اشتراكها في حرب عام 196 شرفا تحمدالله عليه على حد وصفها في لقاء تليفزيوني لها، فقد كان التمسك بالأرض هو الشغف الوحيد للمصريين حينها وهو ما دفع الرجال والنساء للقتال باستماتة حفاظا عليها.


بدون تفكير كانت تشترك في المقاومة، إما اشتراك تلقائي أو تشترك مع الشرطة بأوامر، فقد كانت تتلقى صندوقا من قسم العرب وعسكري ليرافقها، وتمر بهذا الصندوق على المقاهي وتجمع المال، لم تكن زينب وحدها فقد رأى النقيب كمال الصياد في قسم العرب مع والدها الذي كان يحمل حينها رتبة صول، ضرورة تجنيد عدة فتيات لإبعاد الشك عنهن.


وعلى الفور قال والد زينب "بنتي موجودة"، وجمعت زينب زميلاتها ومنهن ليلى النجار وسلوى الحسيني وزينب أبو زيد، وعملن في سرية تامة،كانوا ينقلن الأسلحة من مكان لآخر، يجمعن التبرعات، ويشاركن في كل المهام المطلوبة منهن بحماس وشغف دون خوف،ولم تقتصر المشاركة على المصريين فقط في وقف العدوان، فعلى حد وصف زينب كان رجلا يونانيا في مصر صاحب محل تجاري متعاون معهم أيضا في تنفيذ خطتهم ومساعدة الفدائيات.

ابنة الخمسة عشرة عاما كانت شعلة حماس لا تنطفئ، فقد كان يبدأ يومها في الساعة السابعة صباحا حيث تدرس الحرس العسكري ثم تذهب إلى معهد المعلمات للدراسة في الساعة 8 صباحا، تفكر طوال الوقت في كيفية خدمة وطنها ، حتى تربعت على عرش السيدات المجاهدات في مدينة بورسعيد.

كانت رسالة زينب الدائمة للسيدات حول العالم أن المدينة العظمى ليست بالبنيان ولا المصانع، المدينة العظمى بالامهات الحاسمات، وهن الأمهات اللواتي يربين ابنائهم على اتخاذ قرار صحيح حاسم دون الرجوع فيه طالما أنه ليس خاطئا، خاصة وأن الدور الأكبر يقع على السيدات في التربية وتنشئة جيل سيصبح أمهات في المستقبل أيضا.