قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ذا ناشيونال: مصر الرابح الأكبر من تعنت إثيوبيا فى مفاوضات سد النهضة

0|حسام رضوان


تواصل إثيوبيا تعنتها إزاء مفاوضات سد النهضة، وفي المقابل تواصل مصر سلك طريق المفاوضات الدولي والسلمي للحفاظ على الأمن القومي المائي.

وقال تقرير لصحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية الناطقة بالإنجليزية، إنه من المتوقع أن تستمر مصر في المفاوضات بشأن سد النهضة في إثيوبيا، لأن رفض أديس أبابا التوصل إلى اتفاق مع مصر هو أمر يصب في صالح القاهرة.

وقال المحللون إن موقف إثيوبيا عانى في أعقاب سلسلة من التصريحات غير الدبلوماسية التي يبدو أنها ازدراء للقانون الدولي بشأن تقاسم الأنهار العابرة للحدود، وانتقدت بشدة دور واشنطن في التوسط في النزاع .

وقالت إثيوبيا إنها بحاجة إلى مزيد من الوقت لإجراء مشاورات داخلية ، وابتعدت عن الجولة الأخيرة من المفاوضات في واشنطن يومي 27 و 28 فبراير والتي كان من المتوقع أن توقع خلالها اتفاقا مع السودان ومصر بشأن تشغيل السد.

وجاء الاتفاق، الذي وافقت عليه مصر، نتيجة مفاوضات مكثفة استمرت أربعة أشهر برعاية الولايات المتحدة وحضرها ممثلو البنك الدولي.

ولم يتم نشر المسودة على الملأ أبدًا، لكن تم الإعلان عن الاتفاقية على نطاق واسع بشأن وضع جدول زمني لملء تدريجي لخزان السد لتقليل التأثير على دول المصب، مصر والسودان، وكذلك تحديد كمية المياه التي يتم ضخها إلى البلدين سنويا وخلال أوقات الجفاف. كما ينص على تشكيل لجان مشتركة لتشغيل السد وآلية لتسوية المنازعات.

ويوم السبت، خرجت مصر مرة أخرى محتدة ضد إثيوبيا بسبب انتقاداتها لقرار جامعة الدول العربية، قائلة إن تعليقات أديس أبابا "تفتقر إلى الدبلوماسية وتشكل إهانة غير مقبولة لجامعة الدول العربية".

وقال هاني رسلان الخبير البارز في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في القاهرة إن "مصر واثيوبيا تبادلتا الأماكن. لفترة طويلة جدًا، كان يُنظر إلى إثيوبيا على أنها تلك الدولة الفقيرة التي تحتاج إلى السد لتوليد الكهرباء لشعبها. الآن، هناك اتفاق ترفض التوقيع عليه على الرغم من أنه يضمن حقها في توليد الطاقة".

وقال مايكل حنا، زميل قديم في مؤسسة سينشر في نيويورك إن الحل الوحيد الآن هو جعل أصدقاء مصر الأقوياء مثل الولايات المتحدة ودول الخليج يمارسون ضغطا على إثيوبيا لاتخاذ موقف متعقل تجاه المفاوضات.

وأضاف أن مصر يجب أن تحافظ على موقفها المتعقل الملتزم بالتفاوض لآخر لحظة.

وقال محمد أنيس سالم من المجلس المصري للشئون الخارجية إن الآمال في تسوية النزاع تقع على عاتق الولايات المتحدة.

وأوضح أن دور الولايات المتحدة لا يزال هو المفتاح للمفاوضات المستقبلية، حيث إن 2020 هي سنة الانتخابات بالنسبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وسيكون لعبه دورا في أزمة سد النهضة أمرا جيدا بالنسبة لفرصه في الانتخابات، كما أن هناك أرضية مشتركة بين الأطراف الثلاثة ، وربما تسمح الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة بالتوصل إلى اتفاق.

وأعربت الخارجية المصرية عن رفضها التام لبيان الخارجية الإثيوبية الذي أصدرته يوم الجمعة الماضي، تعقيسبا على قرار مجلس جامعة الدول العربية بشأن سد النهضة، مؤكدة في بيانها أن البيان الإثيوبي اتصف بعدم اللياقة وافتقد للدبلوماسية وانطوى على إهانة غير مقبولة لجامعة الدول العربية ودولها الأعضاء.

وأكدت الخارجية المصرية أن تبنى جامعة الدول العربية لقرار يدعو إثيوبيا للالتزام بمبادئ القانون الدولى واجبة التطبيق وعدم الإقدام على أى إجراءات أحادية من شأنها الإضرار بحقوق مصر ومصالحها المائية ما هو إلا إقرار بالمدى الذى باتت إثيوبيا تعتقد أن مصالحها تطغى على المصالح الجماعية للدول ذات السيادة الأعضاء فى جامعة الدول العربية والتى تسعى إثيوبيا للهيمنة عليها.

وأوضحت الخارجية أن "قرار الجامعة العربية يعكس خيبة الأمل والانزعاج الشديد إزاء المواقف الإثيوبية طوال مسار المفاوضات الممتد حول سد النهضة، وبالأخص منذ إبرام اتفاق إعلان المبادئ عام ٢٠١٥، حيث إن النهج الإثيوبى يدل على نية فى ممارسة الهيمنة على نهر النيل وتنصيب نفسها كمستفيد أوحد من خيراته. وقد تجلى ذلك فى إصرار إثيوبيا على ملء سد النهضة بشكل منفرد فى شهر يوليو ٢٠٢٠ دون التوصل لاتفاق مع دولتى المصب، فى محاولة منها لجعل مسار المفاوضات رهينة لاعتبارات سياسية داخلية، وهو ما يمثل خرقاً مادياً لاتفاق إعلان المبادئ ويثبت بما لا يدع مجالاً للشك سوء نية إثيوبيا وافتقادها للإرادة السياسية للتوصل لاتفاق عادل ومتوازن بشأن سد النهضة".

وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن مصر تعمل بكل السُّبل السياسية المتاحة في ملف سد النهضة في ظل تضامن من الدول العربية، وفي إطار المجتمع الدولي والأجهزة ذات الصلة، وأحكام القانون الدولي.

وأضاف أن ما تفعله مصر في ملف السد يتسم برغبة في التوصل إلى توافق وتفاهم، مع إبداء كل المرونة مع مواقف شركائها وتشجيع الطرفَين الإثيوبي والسوداني على تقدير إيجابيات اتفاق واشنطن، وفتح قنوات التعاون الذي يؤدي إلى التوقيع عليه.

فيما ناشدت الخارجية السودانية كل من مصر وإثيوبيا للعودة إلى المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق مرضي بشأن سد النهضة، وسنبقى حريصين على إنجاح مفاوضات سد النهضة بما يصب في مصالح الدول الثلاث.