الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى ميلاد عبد الوهاب.. قصة موسيقار مهووس بالنظافة ومكافحة الفيروسات

الموسيقار محمد عبدالوهاب
الموسيقار محمد عبدالوهاب بعد واقعة أخرى للاعتداء عليه

عرف الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب، بمعاناته مع الوسواس القهري، حيث كان مهوسًا بالنظافة لدرجة أنه كان يغسل الصابون بالصابون ويضع على أنفه منديلًا حتى لا يشتم رائحة كريهة يتوهم مصدرها من أي إنسان قريب منه.

لم يأت هذا الوسواس من فراغ، ولهذا الوسواس قصة نسترجعها في ذكرى ميلاد محمد عبدالوهاب التي توافق اليوم الجمعة، حيث ولد في 13 مارس عام 1902م، في حي باب الشعرية، وكان أبوه هو الشيخ محمد أبو عيسى المؤذن والقارئ في جامع سيدي الشعراني بباب الشعرية.


وكان قد أصيب محمد عبدالوهاب، وهو طفل صغير بمرض فيروسي طرحه في الفراش، ومات بسببه، وفقا لتشخيص الطبيب الذي أبلغ والديه بأنه أسلم الروح، ليعلو صراخ الأم، وهم والده الشيخ عبدالوهاب بكتابة النعي لإذاعته في الجامع إلا أن المعجزة قد حدثت. 

عاد الصبي وحرّك جفنيه، أمام نظر أمه، التي رأته ولم تصدق فاستدعت الوالد ليشهد "المعجزة"، ابنهم محمد حيّ يرزق بعد مماته بساعات، انتصر على الفيروس وعاد من الموت. 

تركت هذه الحادثة أثرا عميقًا في شخصية عبد الوهاب فيما بعد، ورسمت علاقة توتره الشديد بالأمراض، وعانى بسببها من الوسواس القهري، الذي تحكّم بتفاصيل حياته، خصوصًا فيما يتعلق بخوفه من الأمراض والفيروسات والميكروبات على أنواعها. 

ونتيجة لهذا الوسواس، اخترع الموسيقار الراحل اختبارًا صوتيًا يكشف به الإصابة بالانفلونزا، عبر الطلب من الشخص المشكوك في أمر إصابته أن يلفظ كلمة "ممنون"، ومن طريقة لفظه للكلمة يتأكد عبد الوهاب ما إذا كان الشخص مصابًا بالانفلونزا أم لا، فالميم والنون يمرّان في لفظهما في الأنف، فإذا نطقها الشخص بطريقة صحيحة يتأكد عبدالوهاب أنه سليم أما إذا نطقها بشكل خاطئ فسيلقى جزاءوه.

قد يتهاون البعض عند قراءة هذه الأحداث أو يأخذها على محمل الفكاهة، لكن الأمر يختلف بالنسبة لموسيقار الأجيال، الذي لم يتهاون في المرض وعندما سئل عن خوفه من الموت، قال إنه لا يخاف من الموت، بل يخاف من المرض ويكرهه، لقد جرب الموت سابقًا حينما كان طفلًا.

ومن المواقف الطريفة –بالنسبة لنا ليس لعبد الوهاب- أنه قام بطرد الفنان محمد الحلو في شبابه من منزله بسبب “عطسة”، خوفا من المرض وانتقال العدوى إليه.

الفنان محمد الحلو ذكر الواقعة خلال استضافته مع الإعلامي وائل الإبراشي في برنامج “العاشرة مساءً”، قائلًا: “إنه أثناء غنائه عطس وفوجئ بعدها بعبد الوهاب يمسك بيده ويوصله إلى باب الشقة ويقوله طيب يا محمد تعالى يا حبيبي مش عايز أشوفك غير بعد 10 أيام”.

تغلب الموسيقار محمد عبدالوهاب على المرض والموت، وعاش حتى عمر متقدم (91 سنة)، ليموت وهو بكامل صحته، على كرسيه الهزاز في غرفة زوجته نهلة في منزلهما الزوجي في القاهرة.