الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بريطانيا وأمريكا.. دولتان كبيرتان لم تنجحا في احتواء كورونا ومحاكاة الصين وكوريا الجنوبية.. ومخاطر كبرى من تفشي الفيروس بهما

كورونا يجتاح العالم
كورونا يجتاح العالم

-كبار السن  في حجر صحي لأربعة أشهر في بريطانيا

- الجيش يحرس السوبر ماركتات والمستشفيات

 -تعبئة بإنجلترا تذكر بزمن الحرب العالمية الثانية

-أسباب  عجز  ترامب عن  نسخ تجربة كوريا الجنوبية لمواجهة الفيروس


يواجه كبار السن في بريطانيا أربعة أشهر من العزل الذاتي، حتى لو لم يكونوا مرضى، وذلك في الوقت الذي تواجه فيه الحكومة انتقادات كبيرة بسبب استهانتها بالفيروس وانتشاره، وهذا ما جعلها لا تتخذ الإجراءات اللازمة في بادئ الأمر لوقف تفشي المرض، برفقة الولايات المتحدة الأمريكية وفق ما ذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية.


أعلنت السلطات البريطانية، أن الجيش سيقوم بحراسة المنشآت الأساسية ومحلات السوبر ماركت والمستشفيات، في تعبئة تذكر بزمن الحرب، وذلك مع تضاعف  عدد الوفيات في المملكة المتحدة وصلت  إلى 1140 حالة.

وتم الكشف عن أن البريطانيين الذين تزيد أعمارهم عن 70 عامًا سيبقون في منازلهم لمدة أربعة أشهر بينما تخوض الحكومة حربًا على قدم وساق لوقف الفيروس.

سيبدأ العزل الجماعي للمسنين - حتى لو لم يكونوا مرضى - في غضون العشرين يومًا القادمة حيث يصعد رئيس الوزراء بوريس جونسون جهوده للتصدي لتفشي المرض في المملكة المتحدة.

قال وزير الصحة هذا الصباح مات هانكوك إن الفيروس "أحد أكبر التحديات التي شهدناها منذ جيل".

على الرغم من أن التدابير الصارمة التي تم تنفيذها من قبل الحكومة قد تم وضعها لحماية الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى القاتلة، إلا أنها تثير مخاوف جدية بشأن سلامة المتقاعدين.

ويشكل  قرار   الحكومة  جزء من مجموعة أوسع من  الاجراءات المقرر أن تطلقها  الحكومة في داونينج ستريت رسميًا هذا الأسبوع.

و ستقوم وزارة الصحة بتوزيع إرشادات جديدة للمستشفيات ستخبر  فيها الجهات المعنية بأنه يمكنها إلغاء الجراحات الروتينية ومواعيد العيادات الخارجية، وفقًا لتقارير صحيفة صنداي تلجراف .

 يأتي هذا في الوقت الذي حذر فيه جوليان جيسوب، أحد كبار المحللين الاقتصاديين، من أن بريطانيا قد تعاني من انخفاض بنسبة 6 في المائة في الناتج المحلي الإجمالي خلال الأشهر المقبلة.

وقد تم بالفعل  اقرار اجراءات استثنائية كحظر التجمعات، والسماح للشرطة باحتجاز الأشخاص المشتبه في إصابتهم بالفيروس ، كجزء من الاستراتيجية الهادفة لمحاصرة الفيروس.

وقالت وسائل الإعلام المحلية في تشيلي أن مواطنًا بريطانيًا يبلغ من العمر 83 عامًا كانت تم تشخيص إصابته  إيجابية بالمرض بعد نزوله من سفينة سياحية في كاليتا تورتل.

و حثت الحكومة  رجال الأعمال على خدمة المصلحة الوطنية من خلال إصلاح خطوط الإنتاج لتصنيع المعدات الطبية الأساسية مثل أجهزة التهوية، كما وقد تضطر الحكومة إلى فرض التجنيد الإجباري أو الدعوة له لمحاصرة الفيروس.

 ونصحت المجموعة الاستشارية العلمية الحكومية لحالات الطوارئ (سيج) بالأمس أن التدخلات المذكورة  يجب تنفيذها قريبًا.

وفي سياق التأخر البريطاني في مواجهة الفيروس، فهناك دولة أخرى كبرى لم تنجح في حصر المرض وتركته ينتشر حتى بلغ معدل تفشيه كبيرًا، كما نجحت نسبيا الصين وكوريا الجنوبية، وهذه الدولة أمريكي.

فالآن بعد أن أصبحت كوريا الجنوبية تسيطر على تفشي الفيروس التاجي ، كان هناك الكثير من الحديث عن أن الولايات المتحدة قد تحاكي نجاحها.

على عكس الصين ، فإن كوريا الجنوبية دولة ديمقراطية. ظلت إجراءاتها لمكافحة الفيروسات التاجية على نطاق واسع ضمن معايير ليبرالية ولم تثير الكثير من الجدل الدستوري حول الحريات المدنية أثناء  مكافحة الوباء.

لكن هناك تشكك في قدرة الولايات المتحدة على محاكاة التجربة الكورية الجنوبية لعدة أسباب، أهمها إن كوريا الجنوبية أصغر مساحة بكثير، بعكس أمريكا التي تعد قارة لوحدها.

ويبلغ عدد سكان كوريا الجنوبية 52 مليون نسمة. وهذا أقل من سدس حجم سكان الولايات المتحدة. و الحجم الهائل لتفشي المرض في الولايات المتحدة  سيتطلب جهدًا إداريًا وتنظيميًا أكبر بكثير مما  كان مع كوريا .

وتمتلك كوريا الجنوبية ما يسميه الأمريكيون اليوم  تأمين صحي شامل  للجميع، وهذا يجعل الأمر أقل إرهاقًا بكثير بالنسبة للأشخاص ذوي الدخل المنخفض لمتابعة الرعاية الطبية التي يحتاجونها والذين  قد يتركون العمل بسبب المرض.

وأخيرًا،  لن يستجيب الأمريكيون للانضباط الاجتماعي  المطلوب الذي أظهره الكوريون الجنوبيون، حيث إن مشاهدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يواصل مصافحة الناس خلال مؤتمره الصحفي الأخير يوضح بشكل جيد كيف سيستجيب الأمريكيون بصدق إلى الحكومة عندما تطالبهم بالإلتزام، وكل ذلك قد يوسع إنتشار الفيروس إلى دول أخرى في أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية، إن لم تنجح الدولتان وغيرهما من الدول الكبرى في وقف انتشاره أو الحد منه، لحين الوصول لمصل وعقار مضاد.