الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل يصلح "كورونا" ما أفسدته الانتخابات في إسرائيل؟



رب ضارة نافعة، وقد تأتي الرياح بما تشتهي السفن. ثلاث جولات انتخابية لم تنجح حتى اليوم في حلحلة الجمود السياسي بـ إسرائيل، في ظل فشل الأقطاب بتشكيل ائتلاف حكومة ثابتة. بيد أن ما عجزت عنه الانتخابات يبدو سيفعله فيروس "كورونا" المستجد. إذ تكررت خلال اليومين الماضيين دعوات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين ناتنياهو، لتشكيل حكومة طوارئ، إلى أجل غير مسمى، لمواجهة انتشار الفيروس الذي أدى إلى إصابة 200 شخصا في إسرائيل.
ناتنياهو، في مؤتمر صحفي الجمعة الماضية، بخصوص "كورونا"، قال إنه "يجب وضع السياسة جانبا، وسيحين الوقت للعودة إلى نفس النقطة، ولكن المسئولية الوطنية مطلوبة الآن". الفيروس طال ناتنياهو نفسه، الذي رفض إدخاله الحجر الصحي بعد لقائه رئيس قسم العمليات في الجيش الإسرائيلي، الذي أجبر علي الحجر الصحي إثر عودته من إجازة في إيطاليا. ناتنياهو، المقبل علي محاكمة بتهم فساد، يسعي بشكل أو بآخر إلي توظيف أزمة "الكورونا" سياسيا، فقد دعي إلي حكومة تواجه تداعيات تفشي الفيروس. فهل يصلح "كورونا" ما أفسده الدهر ثلاثة انتخابات متتالية خلال أحدي عشر شهرا، في نظام إسرائيلي شاخ علي عتبة عامه 72؟.     
فيروس كورونا، خلط الأوراق في إسرائيل، وأطاح كل السيناريوهات المتداولة لتأليف الحكومة. وفرض نفسه لاعبا قويا وحاسما علي الحلبة الحزبية لتأليف حكومة طوارئ قومية تحت عنوان مواجهته. الطريق المسدود الذي وصلت إليه مساعي رئيسي حزبي "الليكود" و"أبيض أزرق"، ناتنياهو وبيني جانتس، لتأليف الحكومة، دفعت بهما إلي تحويل تهديد "الكورونا"، إلي فرصة كل لأسبابه.
فـ ناتنياهو، وجد في انتشار الفيروس في إسرائيل، طوق نجاة له في مواجهة المحاولات التي قادها جانتس لتأليف الحكومة. ومناسبة لإحراج خصمه للانضواء إلي حكومة يرأسها هو. جانتس، المحرج من رفض دعوة ناتنياهو، ولا سيما بعد فشله في توفير غالبية مطلوبة لحكومة بديلة يرأسها هو، تعامل مع طرح حكومة الطوارئ باعتبارها سلم يتيح له النزول عن الشجرة التي تسلقها برفضه الجلوس في حكومة يرأسها متهم بالفساد تحت شعار "الضرورات تبيح المحظورات".
تعقيدات المنظومة الحزبية الإسرائيلية، والأخطار المتعددة المجالات التي يحملها وباء "كورونا"، علي إسرائيل جعلت الاعتقاد السائد فيها أن فيروس "كورونا"، قد ينجح حيث فشل قادة سياسيون آخرون. الكيان الإسرائيلي المستنفر لمواجهة الوباء الذي يتفشى بتزايد مستمر، يواجه حالة سياسية طارئة، مع إعلانِ افجدور ليبرمان تأييد بيني جانتس لتشكيلِ الحكومة، ما يهز عرش ناتنياهو إلى حد السقوط..
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط