الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

استثماراتك بالتریلیونات یا كورونا


متجاوزا عما یثار حول انتشار كورونا في العالم ومكتفیا بیقینى بأن الأمر لا یزید عن أن عائلة الأنفلونزا الموسمیة قد انضم إلیھا عضو جدید اسمھ "كوفید19 "ولن  یزید كثیرا عن مفعولھ السنوى في الإصابات والوفیات ع إخوتھ الكبار، فسأطرح  ھنا تساؤلات عما یثار حول الخسائر الاقتصادیة للوباء، حیث لم تتحدث وسائل  الإعلام العالمیة والمحلیة سوى عن ھبوط البورصات حول العالم وخسائر الشركات  العملاقة وانھیار أسعار البترول، بینما یقع في روع المتابعین أن ھذه الخسائر قد  ذھبت إلى البحر، دون الإشارة إلى أن ھذا الخراب الاقتصادى الظاھر قد تحول إلى  أنھار من المكاسب تصب في مصلحة مساھمین آخرین، فالسوق خسارتھ ظاھرھا  الخراب وباطنھا الكنوز التى تحولت من خزائن إلى خزائن أخرى في خضم صراع  عنیف حتى أن الملیارات صارت عاجزة عن ملاحقة ھذا التحول السریع لتوسع  وھي تمر سریعا شریط الأخبار أو تصافحھا أعیننا في عناوین الصحف. الطریق للتریلیونات التى سنعتاد سماعھا في نشرات الأخبار الاقتصادیة وقراءتھا  فیا أیھا الأعزاء الذین تتحسسون جباھكم مع خدود أطفالكم فزعا من استشعار  الدفء فیھا,.. ویا من صرتم ترتعدون من رنین جرس الباب عسى أن یقتحم كورونا  الباب علیكم:

ھل كان ھبوط أسھم البورصات الحزین، بسبب قیام أھل الخیر من مرابي بیوت  المال وبارونات الأسواق، بالتبرع من تلقاء أنفسھم الخیرة بالشراء بالسعر الھابط،  لیساعدوا سماسرة وموظفي البورصات حتى لا تخرب بیوتھم من جراء الانھیار؟!

ویا سیدي وأمیر الناس كلھم: ھل أتعبت نفسك في التفكیر في نتائج ھبوط سعر  برمیل البترول على الشركات المستھلكة للبترول، مع ثبات أسعار منتجاتھا أو  انخفاضھا قلیلا وربما ارتفاعھا مستقبلا؟!

كورونا لیس حربا بیولوجیة، بل ھي حرب اقتصادیة بالدرجة الأولى بین كبار  المرابین الذین یتحكمون في بورصات وبنوك العالم؟ّ!

فحركة المال في العالم لا تسیر بقوة الدفع الذاتى وانتقال الثروات من الخزائن  الزجاجیة إلى الخزائن الحدیدیة والعكس، لا یحدث كحركة اعتباطیة ولا كان قانونا  كالمد والجزر ودورة القمر، بل حركة مدروسة تخضع لتوجھات ومنافسات حادة في كل مجالات التجارة.

لقد تسبب الصراع الرأسمالي في وقوع حروب راح حیتھا الملایین وھي لاتتورع  عن عقد التحالفات مع ألد أعدائھا، فلم تتورع الرأسمالیة العالمیة في الحرب  حرب للدفاع عن مصالحھا. العالمیة الأولى عن أن تسوق الملایین من الفلاحین والعمال في مستعمراتھا لخوض  واضطر العجوز الجغل ونستون تشرشل وھو یقود أشرس الدول الرأسمالیة  اللیبرالیة وأشدھا عتیا، أن یعترف بالشیطان "ستالین" لیتحالف معھ ضد ألمانیا مع  التناقض المریع بین بریطانیا والاتحاد السوفیتي سیاسیا واقتصادیا ودینیا لم تتردد الولایات المتحدة، أن تستخدم السلاح النووي لتحقیق مصالحھا لتنھي  الحرب العالمیة الثانیة ثم ما لبثت بعدھا تنشئ الجمعیات وتنفق ملایین الدولارات 
على المراكز البحثیة للتحذیر من الأسلحة النوویة وتھدد وتتوعد وتنذر وتشن  الحروب حتى لا یقع ھذا السلاح الفتاك في ید خصومھا.


ومازالت تخوف العالم بأسلحتھا وتضعھ على حافة حرب لا تبقى ولا تذر ومازال ھناك من الأسرار في الحروب والثورات والأحداث،، ما لم یكشف بعد وقد  لا ینكشف أبدا.

وأخیرا تحالفت كل وسائل الإعلام في العالم على نشر الرعب ثم جاءت الأنباء بردا  وسلاما بالتوصل إلى لقاح وعلاج لكورونا ولكنھ لن یتم توزیعھ حتى یوشك  مخزون الدویة المكدس في المخازن على النفاد، لتحصد الشركة المنتجة للعقار  الجدید على تریلونات أخرى تماما كما حدث في سوابق قریبة وعیناھا وعشناھا مع  أنفلونزا الطیور ثم الخنازیر ثم سارس التى أرعبوا بھا العالم.

لقد وصل الفزع بالناس أنھم لم یعودوا یرون سببا للموت إلا بفیروس كورونا مع  نشر أنباء لحظیة عن إصابات متراكمة دون التركیز على حالات الشفاء وكأنھ صار  داءً لا برء منھ!

وكل ھذا وأنت تمسك الریموت وتضغط خائفا وجلا، على لوحة مفاتیح ھاتفك،  وبجانبك كومة من الكمامات قد ملأت ثلاجتك بمخزون شھر مقدما وقد تكدست  أركان حمامك بالكحول والمطھرات وأنت على أتم استعداد لتكرار التجربة كل عام ولو اضطررت للاقتراض من البنوك بتسھیلات لم یسبق لھا نظیر!.

لكن لو أنعمت النظر، لوجدت الأزمة على مدى الكوكب الأرضى، لیست في  جوھرھا اقتصادیة فقط، بل ھي أزمة أخلاقیة انھزم فیھا الكائن الآدمى الذي تسلم  أمانة السیادة الأرضیة، مخلوق تقع رتبتھ في أدنى أشكال الحیاة، لیقر بأنھ ارتد  خاسئا إلى أسفل سافلین!.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط