الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حوار مع شيخي


رحم الله شيخي واستاذي وابي الروحي فضيلة مولانا الشيخ البيه المربي الروحي ،،تذكرت يوما كنت جالسا في حضرته،منذ اكثر من خمس وأربعين عاما،،وسألته كيف الخلاص ياسيدي من امراض  وعلائق النفس حتى تطهر وتتزكى ويقام صاحبها في دائرة أهل الفلاح كما جاء في قوله تعالى..ونفس وما سواها فألهمها فجورها و تقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها  ،،،فأجابني  بلغة بسيطه كعادته فقال،،هما وحلتان لا خلاص من علائق النفس وأغيارها  الا بالخروج منهما وهما ،،وحلة الاغيار وهي عندما يقع العبد في اسر هوى النفس ويتحكم فيه هواها وينقاد خلف الشهوات ويطمث نور عقله بدخنة هوى النفس فينغمس في الشهوات وتتحكم فيه الأهواء،،،

والخروج من هذه الوحله سهل،، قلت له كيف يا سيدي قال،، ،بمصاحبة الصالحين ومجانبة الغافلين ومجاهدة النفس بمخالفة هواها وقلة الطعام لإضعاف شهوة النفس.. وقلة المنام لتقوية الارادة والصمت لتلقيح الفكر ،والإكثار من ذكر الله تعالي،،،،هذا وأما عن الوحله الثانيه وهي وحلة الأنوار فهي اخطر واشد،،،

فسألته متعجبا،، شيخي وهل في الأنوار أوحال،،فابتسم وقال نعم وهي اخطر علي السالك لطريق الله تعالى وأشد من أوحال الأغيار  ،، ،فسألته وما هي،،  قال،عندما يقبل العبد علي الله تعالي بتوفيقه تعالي ،ويجتهد في أعمال العبادات والطاعات والذكر وأعمال البر والمعروف والاحسان،ويتقرب الي الله تعالي بالنوافل،،وبكل  مظاهر الإقبال علي الله يفتح الله علي قلبه، ويمنحه من العلوم والمعارف والاسرار وينير بصيرته ،. 

ومن المعلوم ان إقبال العبد على الله تعالى  يقابل بأقبال من الله سبحانه وتعالى  ففي الحديث القدسي يقول عز وجل..من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ومن آتاني يمشي آتيته هروبا..  وإقبال الحق سبحانه وتعالى يعني تجليات الله علي قلب العبد بانوار أسماءه تعالي وصفاته،وعلي اثر هذه التجليات يمنح العبد انوار ومعارف وعلوم واسرار كما ذكرنا ،،،

هنا  تكمن الخطوره إذا التفت العبد الي أثر التجلي  ونظر الي نفسه بعين الكمال والرضا  والتفت اليها بعجب ورؤية النفس يعاقب من الله تعالى بالحجاب ،،فيحجب بنور التجلي عن المتجلي عزوجل،،  يحجبه الله به ويوحل العبد في انوار التجلي لذا تسمي بوحلة الأنوار ،،ثم سكت برهة  وقال هذه الوحله هي التي استعاذ منها سيدي عبد السلام ابن مشيش شيخ سيدي أبا الحسن الشاذلي رضي الله عنهما حين قال،وهو يناجي ربه تعالى  ومولاه ويدعوه سبحانه ،،، وانشلني من أوحال التوحيد وأغرقني في عين بحر الوحدة  حتى لا أرى ولا اسمع ولا اجد  ولا أحس الا بها ولا تجعلني محجوبا بنفسي مفتونا بحسي واكشف لي عن كل سر مكتوم  ياحي يا قيوم ،، وهي تعني رؤية النفس في الأعمال وعدم رؤية التوفيق والفضل الإلهي وللخروج والسلامه منها عدم إلتفات العبد لنفسه ورؤيتها في العبادات وفعل الخيرات ولا ينشغل بما يتجلي الله تعالي به عليه وأن يلزم نفسه حظيرة العبوديه لله تعالى ولا يفارقها ويتواضع لربه ولا يري  لنفسه كمالا بل يري تقصيره ونقصه علي الدوام.

 هنا تتزايد عليه التجليات  وتحفظ عليه الأنوار  وتزداد إلى ان يتم له الاصطفاء الكامل وعلى أثر ذلك يرتقي العبد إلى درجة المخلصين ..بفتح اللام ..ويدخل في جملة من إصطنعهم  الله تعالى لنفسه وهم الذين أشار الله تعالى إليهم في خطابه لسيدنا موسى عليه السلام  بقوله .،،واصطنعتك لنفسي،،،،رحم الله ألاب الروحي والشيخ المربي وجازاه الله عني وعن امثالي من الطلاب والمريدين خير الجزاء ،،،اين امثاله الآن من شيوخ التربية من الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه أصحاب البصائر وعلم القلوب .

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط