الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الطبيعة تعطرت للمصريين.. حكاية "رائحة الياسمين" التي ملأت هواء مصر ليلًا

رائحة ياسمين في جو
رائحة ياسمين في جو مصر

نسائم رقيقة برائحة الزهور، حملتها ذرات الهواء في ليلة تتمادى في سكونها منذ السابعة مساء، بينما تتقد الشرفات على مد الأبصار بأحاديث السمر ولمة العائلات والحنين إلى الماضي والذكريات قسرا، بفعل حظر التجول وحصار كورونا.


في هذه الأجواء الحالمة، وفي ليلة تنبئ بمشارف صيف معتدل على أهل مصر، منحت الطبيعة المصريين متنفسا منعشا، حين خالط الشهيق والزفير رائحة عطرة أسبه برائحة زهرة الياسمين، الأمر الذي بدا غريبا ومستساغا في نفس اللحظة لدى الجميع.

 في البداية – وربما حتى هذه اللحظة - لم يكن للأمر تفسيرا منطقيا، واستشعر كل فرد على حدة أن الرائحة خاصته وحدهـ وأنه ربما اشتم رائحة عطر أوريجينال فريد من نوعه ذو تأثير خاص لدى أحد الجيران أو المارة، لكن الوساوس أصبحت حقيقة حين كتب أحدهم على مواقع التواصل الاجتماعي "هو ياجماعة حد شامم ريحة ياسمين منتشرة في الجو ولا أنا لوحدي".. وهكذا بدأ التريند.

 لم يمكث من صرح بالأمر سوى دقائق معدودة حتى اكتشف الملايين من المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي أن للأمر أصل وحقيقة، وان رائحة الجو بالفعل عطرة، وأن المساحة التي تغطيها الرائحة ليس لها حدُ أو مد، فالقاهريون أثبتو ان الرائحة تملأ سماء القاهرة للمرة الأولى، تلك السماء التي شبعت من سحابات الأدخنة وملوثات اول أكسيد الكربون .. للمرة الأولى تنفست القاهرة.

البداية الحقيقية كانت من الاسكندرية، حين جزمَ أهل أن المدينة لم يعد ترابها زعفران فحسب، بل إن سماءها الاخرى صارت ياسمينا وفل.

 وما بين القاهرة والاسكندرية لم يلبث أهل طنطا وبنها ودمنهور وكافة أرجاء المعمورة، حتى باتت مواقع التواصل الاجتماعي تحكي عن الرائحة وتشتمها عبر الشرفات التي فتحت أبوابها الإضافية لتسع نسمات الهواء برسائله الجديدة التي حملت البهجة.

التفسير المنتشر للظاهرة

بالتاكيد فإن المصري لا يخفى عليه خافية، وقد لا يصدق ما يسرد أو ينقل من انباء لكنه يرددها من قبيل أنه لا شيء سوى ما قيل، وهذا بالفعل ما حدث بشأن ما يتناقله المصريون عن التفسير – العلمي أو اللاعلمي – للظاهرة الكائنة.

أحدهم نقل عن أحدهم متحدثا عن مجهول، أن ما يشتمه المصريون هي رائحة الزهور التي بدأت تتفتح في موسمها الربيعي كعادتها السنوية، وان الأمر ليس بجديد لكن ما ساهم في انتشار الرائحة على هذا النطاق الواسع هو خلو البلاد من الزحام والعوادم ونقاء الهواء الذي أصبح لا يحمل بين جنباته سوى رائحة الطبيعة التي تعطرت لأجل المصريين في هذه الليلة.

يتفاءل الجميع بهذا السرد، يصدقه البعض ويتداولع الآلاف بينما لا يمكن التأكد منه حتى يدلي بدلوه خبير في الأمر، لكن ما اتفق عليه الجميع في هذه الليلة هو ان الفأل خير وأن الطبيعة تنبئ من سأم وضاق صدره من الناس بأن الفرج قريب.