الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

على جمعة يكشف عن ٦ مكافآت ربانية لمن استبدل العمرة بمساعدة المحتاجين

الدكتور على جمعة،
الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء

كشف الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء، عن عدد من المكافآت الربانية لمن قام باستبدال العمرة هذا العام بإخراج المال للمحتاجين والإنفاق عليهم.

وقال "جمعة"، خلال لقائه ببرنامج "من مصر" المذاع على فضائية "cbc"، إن الإنفاق في وقت الأزمات والعسرة من موجبات الجنة؛ فالإنفاق يغفر الذنوب ما تقدم منها وما تأخر، ويستر العيوب وينير القبور ويجعلك من مستجابي الدعاء ومن المقبولين عند الله - تعالى-.

واستشهد عضو هيئة كبار العلماء أن سيدنا عثمان بن عفان - رضي الله عنه- عندما جهز جيش العسرة قال عنه سيدنا النبي ﷺ: «مَا ضَرَّ ابْنَ عَفَّانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ الْيَوْمِ»، يعني ربنا رضي عنه بفعله هذا؛ فهو من المبشرين بالجنة.


اقرأ أيضاً // لهذا السبب.. سيشفع النبي لجميع الخلائق من آدم وحواء 

وأوضح أن الإنفاق في العسرة مرتبة عالية تعلو مرتبة الأولياء والصالحين والمجاهدين في سبيل الله.

وأضاف أن العمرة عبادة مقصورة على النفس؛ فيتمع فيها الشخص بالذكر والعبادة والخشوع إلى الله، أما الإنفاق يتعدي فيه الإنسان إلى نفع الآخريين وهذا أحب إلى الله وأولى وقت الأزمات ومنها انتشار فيروس كورونا.

ودعا الدكتور على جمعة كل إنسان مقتدر أن يخرج ما يستطيعه من مال إلى الفقراء والمحتاجين، خاصة في هذه الأزمة.

اقرأ أيضاً // أعظم عملين في زمن الكورونا 

في سياق متصل، نبه الدكتور على جمعة، إلى أن الفيروسات والأوبئة ليست بجديد علينا؛ فقد حدث على مدار التاريخ العديد من الأوبئة أو ما يعرف بالطاوعين.

وبين "جمعة"، عبر فيديو له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن الطاعون يعني في لغة العرب الوباء وفي لغة الطب هو مرض تسبب فيه الفئران.


وأضاف عضو هيئة كبار العلماء أنه لما أراد سيدنا عمر - رضى الله عنه- الذهاب إلى الشام كان هناك مدينة اسمها عمواس ظهر بها الطاعون؛ فقال له أبو عبيدة – رضي الله عنه- سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا سمعتكم بوباء في أرض قوم فلا تدخلوا عليهم، وإذا كنت فيها فلا تخرجوا منها»؛ فمن هنا كان الحجر الصحي الذي يحاصر الفيروس في الانتقال.

وتابع المفتي السابق أن هذا الوباء الذي حل بنا هو شديد الإنتشار وهذا على خلاف امراض معدية اخرى كنزلات البرد العادية أو الأمراض الخطيرة كالسرطانات؛ فهي لا تنتشر بين الناس بهذه السهولة.

وواصل أن هذا الأمر كافٍ لتبرير ما تم اتخاذه من إجراءات احترازية من فرض لحظر التجوال في العديد من بلدان العالم وغلق المساجد وعلى رأسها المسجدان الحرمي والمكي؛ وهذا مما يبين شدة هذا الوباء.

وأكمل أنه عبر السنين ألف الكتاب العديد من الكتب حول  الأوبئة التي أصابت الأمة والتي كانت بدايتها مع طاعون عمواس، مشيرًا إلى أن أعظم وباء شهدته مصر في هذا المجال كان عام ١٣١٧ ميلاديًا.

وأردف عضو هيئة كبار العلماء أن بداية هذا الطاعون كانت من إيطاليا وانتشر عبر سفينة انطلقت من هناك إلى الهند بعد ان تسلل إليها عدد من الفئران المحملة بالمرض ومن ثم انتشر إلى بلدان حوض البحر المتوسط وإلى مصر.

واسترسل المفتي السابق أن في أوائل سنة ٧٤٩ هجري حصد هذا الوباء ثلث الصين ومئات الآلاف من أوروبا وباقي دول البحر المتوسط، مشيرًا: "وكان داهية على مصر، وفي ذلك قال ابن حجر العسقلاني: "إن الميراث كان ينتقل في تسعة بيوت في اليوم الواحد"؛ وهذا من الطبيعي أن يحدث كل مائة عام مثلًا وليس يوما".

وذكر أن الناس اجتمعوا للدعاء والتضرع إلي الله لرفع هذا الوباء وهنا انتشر المرض؛ لأنهم خالفوا سنة الله في كونه وهي وجوب العزل كما أمرنا النبى - صلى الله عليه وسلم- ، لافتًا: "العلماء ألفوا العديد من الكتب حول هذه التجربة، كان آخرهم عبد الغني النابلسي بعد ٣٠٠ سنة من هذه الحاثة حيث كتب في ضرورة لزوم البيوت وقت انتشار الأوبئة والأمراض".

وأكد الدكتور على جمعة أن حفظ النفس من أهم مقاصد الشريعة ويكون قبل حفظ الدين، وقال: "وهذا الترتيب له منطق وله غرض، وهو أنني أحافظ على النفس لكي أخاطبها فيأتي العقل، وتكون بذلك: "حفظ النفس، حفظ العقل، حفظ الدين، حفظ العرض –الكرامة- ، حفظ الملك -المال". 

وأفاد بأن هذه المقاصد الشرعية الخمسة ترادف النظام العام الذي تسير به معظم دول العالم وتقوم عليه قوانينها، فلا يختلف أحد على أهمية هذه المقاصد الخمس للإنسان أيا كان جنسه أو دينه أو حتى بلا دين؛ فهي مقاصد للنظام العام للجميع والذين لجأوا إلى الله فى تلك المحنة.

واختتم  أن من يعرض نفسه للخطر بعدم اتباع الإجراءات الوقائية ضد فيروس كورنا يخالف بلا شك شرع الله الذي يحث على حفظ النفس، وهنا يتم العقاب عندما نصدم مع حائط القدر، فالله سبحانه وتعالى بنى الكون على أسس وسنن.