الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السعودية تبدد أوهام الدب الروسي.. فورين بوليسي: المملكة تفرض الكلمة الأخيرة في حرب أسعار النفط

ولي العهد السعودي
ولي العهد السعودي والرئيس الروسي

قالت مصادر لوكالة "رويترز" إن السعودية وروسيا اتفقتا أمس على خفض كبير لإنتاج النفط، حيث اعتمدتا 11 مليون برميل أساسًا لخفض الإنتاج. ومن جهة أخرى قالت مصادر رويترز إن السعودية وروسيا ستخفضان الإنتاج بنسبة 23%.

وبحسب مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، كان الطرح السعودي خلال اجتماع مجموعة أوبك+ في أوائل مارس الماضي هو أن الطلب العالمي على النفط قد انخفض بشكل كبير بسبب إجراءات الإغلاق والحظر المتبعة دوليًا لمواجهة فيروس كورونا، ما هوى بأسعار النفط إلى مستوى قياسي من الانخفاض، ومن ثم فالاستجابة المنطقية تقتضي خفض إنتاج النفط لإحداث التوازن المطلوب ودفع الأسعار إلى الأعلى مجددًا.

لكن روسيا رفضت هذا الطرح، متذرعة بالحاجة إلى تقييم الأثر الكامل لفيروس كورونا على الاقتصاد العالمي قبل خفض إنتاج النفط، وهو ما وصفته "فورين بوليسي" بالموقف غير المنطقي، فليس هناك في الوقت الحالي ما هو أوضح من أثر الوباء على الاقتصاد العالمي وتردي أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها.



وأوضحت المجلة أن الدافع الرئيسي وراء الرفض الروسي لخفض إنتاج النفط هو رغبة موسكو في مزاحمة السعودية والولايات المتحدة واقتطاع أجزاء من حصصهما في سوق النفط العالمي، بل إن روسيا دعت السعودية خلال اجتماع أوبك+ في مارس إلى خفض إنتاجها من النفط بقدر أكبر من خفض بقية المنتجين لإنتاجهم. 

لكن السعودية رفضت بحسم أن تكون ضحية لمساعي موسكو لتحقيق مصالحها الخاصة على حساب المملكة، فخرجت الأخيرة من اجتماع مارس معلنة رفع إنتاجها من 9.8 مليون برميل يوميًا إلى 12.3 مليون برميل يوميًا، في محاولة لإجبار روسيا مرة أخرى إلى إبداء بعض المرونة والقبول بخفض إنتاجها النفطي لدفع الأسعار إلى نقطة التوازن، فكان رد روسيا أنها مستعدة لتحمل انخفاض أسعار النفط.

لكن بعد شهر واحد من وصول التحدي السعودي الروسي إلى ذروته، اتضح مدى ضعف إرادة موسكو قياسًا بقدرتها على التظاهر بالثقة بالنفس واستعدادها لتحمل خسائر انخفاض أسعار النفط، وبدا ذلك جليًا في موافقتها أمس على الاتفاق مع السعودية على خفض الإنتاج ودفع الأسعار إلى الأعلى، على النقيض من مساعيها السابقة.

وتأتي هذه الأنباء، في وقت لفت مصدر روسي رفيع المستوى، إلى أن روسيا والسعودية أزالتا العقبات الرئيسية للاتفاق على تخفيضات جديدة لإنتاج النفط.


وسرعان ما انعكس ذلك على أسعار النفط، حيث واصلت العقود الآجلة للنفط مكاسبها، بينما قفز الخام الأمريكي 10%، قبل أن تعود وتقلص هذه المكاسب.

وتعمل أوبك+ على التوصل إلى اتفاق لخفض إنتاج النفط بما يعادل نحو عشرة بالمئة من المعروض العالمي أو عشرة ملايين برميل يوميا، وهو ما تتوقع الدول الأعضاء أن يكون جهدا عالميا غير مسبوق يشمل الولايات المتحدة.