الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصير مجهول.. هل ينقذ القدر أفريقيا من الكارثة الصحية المتوقعة

فيروس كورونا فى أفريقيا
فيروس كورونا فى أفريقيا

يبدو أن الجميع متشائمون وينتظرون حدوث الأسوأ فى القارة الأفريقية جراء انتشار فيروس كورونا المستجد، اللافت للانتباه هنا أن دول القارة السمراء يتحصنون بإجراءات لم تتخذها الدول الغربية التي لديها نظرة تشاؤمية حول مصير القارة المجهول في حال انتشار هذا الوباء الجديد (كوفيد 19).

الدول العظمى والمنظمات الدولية بل ويكاد العالم كله يتفق حول شيء واحد، وهي الكارثة التى ستحدث فى أفريقيا والتى لن تبقي ولا تذر على سكانها جراء فيروس كورونا، من ينجو من كوفيد ١٩ سيكون مصيره الفقر الذي سيعيش معه طالما عاش على وجه الأرض، ولكن هنا السؤال الذي يطرح نفسه؛ هل سيأتى القدر بما لا يحمد عقباه أم أن هناك احتمالا لنجاة أفريقيا من الكارثة التى ينتظرها العالم؟

النظرة السوداوية بدأت من عند منظمة الصحة العالمية، والتى أطلقت تحذيرات عدة لأفريقيا منذ ظهور الحالات الأولى فى القارة السمراء فقد دعت منظمة الصحة العالمية، أفريقيا، إلى "الاستفاقة" لمواجهة الخطر المتمثل بفيروس كورونا المستجد، مشيرة الى أن القارة يفترض أن تستعد "للأسوأ".

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، خلال مؤتمر صحفي عبر الإنترنت: "النصيحة الأفضل التي يمكن تقديمها لأفريقيا هي الاستعداد للأسوأ والاستعداد منذ الآن".

هكذا استمرت منظمة الصحة العالمية فى الحديث عن الكارثة التى يتوقع حدوثها فى أفريقيا على مدار الأيام الأخيرة وكان أخر حديث للمنظمة أمس، حيث أكد مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن غالبية الدول لا تزال في المراحل الأولى من التصدي لفيروس كورونا، معتبرا أن غالبية سكان العالم هم عرضة للإصابة بكوفيد-19، وأضاف أن هذا الفيروس سيكون معنا "لفترة طويلة".

في مؤتمر صحفي عبر الفيديو من مقر المنظمة الأممية في جنيف، أكد مدير عام منظمة الصحة العالمية "يبدو أن تفشي الوباء في معظم دول غرب أوروبا ينحو نحو الاستقرار أو الانحدار"، لكن "نلحظ وتيرة ارتفاع مقلقة في إفريقيا وأمريكا الوسطى والجنوبية وشرق أوروبا". 

ورأى أن "الخطر الأكبر الذي نواجهه اليوم هو التهاون" أمام الوباء العالمي، مشيرًا إلى أن "العناصر الأولية تبين أن غالبية سكان العالم لا يزالون معرضين" للإصابة بفيروس كورونا المستجد. 

لم تكن منظمة الصحة العالمية وحدها تتحدث عن الأسوأ فى أفريقيا ولكن تم تأكيد تلك النظرية فى تقرير لمنظمة "أوكسفام" غير الحكومية  والتى قالت فيه أن حوالي 50 مليون شخص في غرب أفريقيا معرّضون لخطر المجاعة بسبب تداعيات وباء "كوفيد 19" التي فاقمت مشاكل الجفاف وانعدام الأمن في المنطقة.

وقالت المنظمة الإنسانية العالمية استنادا إلى تقديرات للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" إن "عدد الأشخاص الذين يعانون من أزمة غذائية في المنطقة يمكن أن يرتفع بنسبة 200 في المئة خلال ثلاثة أشهر، ليصل إلى 50 مليون في أغسطس مقابل 17 مليونا في يونيو".

أما التقرير الصادم هو التقرير الذي خرج من اللجنة الاقتصادية للأمم المتحدة، والتى قالت فيه  أن فيروس كورونا المستجد قد يؤدي إلى مقتل ما يصل إلى 3.3 مليون شخص في قارة أفريقيا في حال انتشر هناك بالفعل وتحولت القارة السمراء إلى مركز الوباء.

وأشار التقرير الصادر عن اللجنة الاقتصادية للأمم المتحدة،  إلى أن دول أفريقيا لم تتخذ حتى الآن تدابير وإجراءات صارمة بما فيه الكفاية من أجل الحد من انتشار الفيروس، وهو ما يهدد بانتشار واسع النطاق للعدوى في القارة التي يبلغ تعداد سكانها 1.2 مليار نسمة.

كما أجرى التقرير مقارنة مرعبة بين إمكانات النظام الصحي في أفريقيا وأوروبا، حيث يشير إلى أنه بالمتوسط فإنه يتوفر خمسة أسرة عناية مركزة (ICU) لكل مليون شخص في أفريقيا، أما في أوروبا فإن المتوسط يبلغ 115 سرير عناية مركزة لكل مليون شخص، ومع ذلك فإن الدول الأوروبية التي ضربها الوباء أصبحت تعاني من أزمة في القطاع الصحي.

وخلص التقرير إلى أنه في حال تحولت أفريقيا إلى بؤرة الوباء في العالم، فإن عدد الوفيات المقدر سيكون بين 300 ألف شخص و3.3 مليون، سيفقدون حياتهم بفعل هذا الفيروس.

وقدرت اللجنة الاقتصادية الأممية المتخصصة في تقريرها أن يؤدي وباء "كورونا" إلى دفع ما بين خمسة ملايين و29 مليون شخص إلى ما دون خط الفقر المدقع، أي العيش بأقل من 1.9 دولار في اليوم الواحد".

كما ناشد التقرير الأممي دول أفريقيا اتخاذ تدابير فورية من أجل ضمان التباعد الاجتماعي بين الناس في أفريقيا، مشيرًا إلى أنه "ما لم يتم فرض إجراءات مكثفة وصارمة فإن نحو 122 مليون شخص سوف يُصابون بالوباء".

لم تتوقف التحذيرات عند ذلك الحد، فقد سبق وأعلن بيل جيتس قائلا:" هذا المرض، إذا كان فى أفريقيا، فإنه سيكون أكثر دراماتيكية مما لو كان فى الصين، على الرغم من أننى لا أحاول التقليل مما يحدث فى الصين بأى شكل من الأشكال، لكن هل سيصل هذا إلى أفريقيا أم لا، وإذا كان الأمر كذلك، فهل ستنهار تلك النظم الصحية؟".

وأكد بيل جيتس وقتها أن التأثير المحتمل فى أفريقيا يمكن أن يكون "دراميًا جدًا"، وأشار إلى أن الفيروس يمكن أن يتطور إلى وباء.