وادي غول بسلطنة عمان.. أقرب إلى الجنّة على الأرض

يأخذك المكان إلى حيث لا مكان ولا زمان، فتقف اللحظة عندك وتطول ناسيًا  ما يدور حولك، حتى تكاد لا تحس بمن حولك يملأ الأذن صوت الأمواج المتلاطمة برفق، هدوء تام يخيم على المكان ونسيم دافىء محملًا ببرودة محببة يلامس الجفن يجبره على النزول ببطء،  تبحر العيون دون الوصول إلى مرفأ،  كل هذا يحدث فى تناغم على أرض وادي غول بولاية الحمراء بسلطنة عٌمان إلى حيث تأسرك الطبيعة الخلابة بجبالها ووديانها وأرضها الخضراء.

فى الطريق المتجه إلى وادي غول على بعد كيومترات من مسقط، يعانق الجبل الصلب واحة خضراء حيث الوادي القريب من  مصفاة العبريين الشهيرة وتوجد واحة جبلية رائعة الجمال وعلى بعد من النظر تلمح أثار قلعة عتيقة ومساكن قديمة تحوى بين جدرانها عبق تفوح منه قصص العٌمانيين الذين سكنوها فتبهر الناظرين مساكنها المطليّة بالجصّ الأبيض، والأبواب الخشبيّة من الأبنوس، ذو مدقّة على شكل رأس حلقة نحاسية تشبه قبة القلاع  تحمل نقوش دقيقة، وشرفات شبابيكه مرصّعة بأصائص من مختلف الأحجام. في إحداها نبتت زهرة أوركيد بنفسجية.

ويمتاز وادي غول بأنه وجهة سياحية بإمتياز تحتضن طبيعية خلابة تميزها عن غيرها من مدن السلطنة،  والأرض التى تكسوها الخضرة،  كما يعطيها بريقا عين المنثار وهى من الأماكن الجديرة بالزيارة وتقع في قرية المنثار على يمين الطريق المؤدي إلى جبل شمس بولاية الحمراء.

كما يوجد بالوادي حصن غول الذى يرجع تاريخه إلى الألف الثالث قبل الميلاد، و تميزه نقوش صخرية  عن غيره من الحصون ليصبح بمثابة منطقة أثرية لها أهمية تاريخية عريقة، تحتوي على أكثر من 60 نقشًا صخريًا، مما يدل على اهتمام الإنسان القديم بالنقش على الصخور.

وحسب دراسات بحثية، يعد الحصن امتدادًا إلى الفترة الإسلامية، وذلك بالنظر إلى الرسومات الموجودة فبعضها قد نقشت بطريقة بسيطة وأخرى نقشت بطريقة أكثر دقة والبعض الآخر غير واضح، وليس هذا السبب فحسب بل إن تلك النقوش ليست مصاحبة لبناء الحصن، إذ قد وجدنا نقوشًا مشابهة في القرية القديمة القريبة من الحصن.