قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

العيال كبرت


في المساء لا يوجد وسيلة لكسر ملل البقاء في المنزل إلا متابعة التليفزيون وكعادة قديمة خلال شهر رمضان ننتظر أهم ما يعرض خلال فترة الإفطار، ومع تعدد القنوات تتوه مواعيد المسلسلات والقنوات، وتبقى الحيرة "هنتابع ايه السنة دي" ومع طوفان الإعلانات وحالة الاصرار على تحفيظها للمشاهد تجد نفسك في مواجهة حتمية مع برنامج رامز جلال الذى ينال النصيب الأكبر من النقد الأقرب إلى الشتيمة ورغم ذلك يبقى السؤال اليومي "رامز جايب مين النهارده".
قديما كنت انتظر رؤية رمضان، استقبل النبأ بفرح من يريد لوجه الحياة أن يتغير، معها سنعود من المدرسة مبكرا وستكون الواجبات أقل واللعب بدون حساب للوقت، ليكون السلام الرسمي بيننا "رمضان كريم"، ننزل إلى الشارع، نسهر نعلق الزينة واللمبات المبهجة، كنت أقف يوميا في البلكونة احصى عددها، وعقب المدفع استمتع بالهدوء الذى يسكن شوارعنا في تلك اللحظات السنوية النادرة، يصل إلى أذنك آذان المغرب، وصوت الملاعق والأكواب ورائحة الأطعمة الشهية تصل من كل مكان.

كنا نتفق على أن نلتقى في السابعة وقت أن كان المدفع ينطلق في الخامسة، نلعب الكرة وبعدها نذهب لمتابعة الدورة الرمضانية في المدرسة القريبة من المنزل، نشاهد أكبرنا سنا وهم يلعبون بمهارة ونحلم أننا في الأعوام القادمة سنشارك ونلعب بفانلات تشبه تلك التى يرتديها اللاعبون في المباريات المذاعة في التليفزيون.

في المدرسة لم نكن نأخذ معنا اى أطعمة، فكيف نأكل وأصدقائنا صائمين؟، خلال الفسحة كنا نبقى في الفصول نلعب في الطرقات، نخترع مجموعة من الألعاب الجديدة لا نبذل فيها اى مجهود، في الحصة الأخيرة لم نكن نتدافع كالعادة وكانت الجملة الأشهر "اللهم انى صائم" للتعبير عن تجنب الشجار، في الطريق إلى المنزل كان نقاشنا اليومي حول ضيوف برنامج "بدون كلام" والموقف الذى صنعه إبراهيم نصر لنظل نصرخ في الشارع "كوكو واوا" و"الفانلة نشفت على الحبال"، ونسأل هل سيعود يوسف من الحرب ام سيموت في مسلسل "المال والبنون".
مع النصائح المتكررة بالبقاء في المنزل وهربا من الإعلانات التى يتخللها مشاهد لعدد من المسلسلات، اتجول بين القنوات، أتوقف أمام مسرحية "العيال كبرت"، تلك التى كنا نتجمع حولها نضحك بنقاء يشبه أيامنا وقتها، نحفظ كل تفاصيلها، نسعد في كل مرة نشاهدها وكأنها المرة الأولي، الفارق أن العيال لم يكبروا فقط ولكنهم رحلوا أيضا وبقيت الذكرى.