الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السفير أحمد أبو زيد فى حوار خاص لـ صدى البلد: تواصلنا مع المواطنين العالقين في كندا ونسقنا لإعادتهم إلى أرض الوطن.. ومصر قدمت نموذجا رائدا في القدرة على التعامل مع جائحة كورونا

السفير أحمد أبو زيد
السفير أحمد أبو زيد

سفير مصر في كندا:

*هاشتاج #تعلم-من-مصر دشنه كنديون لنقل تجربة مصر في مواجهة كورونا

*كندا تسعى للعب دور أكبر على الساحة الدولية خاصة مع ترشحها لعضوية مجلس الأمن

*الجانب الكندي حريص على الاستماع إلى تقييم مصر لقضايا المنطقة ويدرك ثقل مصر وتأثيرها إفريقيا وعربيا

*الجالية المصرية في كندا الرافد الأقوى والأهم في العلاقة بين البلدين والعام الماضى شهد العديد من الزيارات واللقاءات الثنائية رفيعة المستوى

*كندا ومصر تقودان مبادرة لدعم الأمن الغذائي في أفريقيا عقب أزمة كورونا

*الدبلوماسية البرلمانية تلعب دورا كبيرا في دعم العلاقات ونتوقع الإعلان عن مجموعة صداقة برلمانية قريبًا

*عدد الطلبة المصريين في الجامعات الكندية كبير جدا والتعاون العلمى والبحثى أحد المجالات الهامة للتعاون في ظل ارتفاع مستوى التعليم والبحث والتطوير في
كندا


"دفء الوطن لا بديل عنه" مقولة تصدق على الجميع من محبي أوطانهم، إلا أن البعض اقتضت ظروف عمله وواجبه تجاه وطنه أن يبقى في موقعه في الخارج، حتى ولو كان في ذلك مخاطرة. والعرف في وزارة الخارجية المصرية، مثله مثل أعراف وقوانين البحار، يقتضي بأن يبقى ربان السفينة في موقعه حتى يطمئن على وصول جميع الركاب إلى بر الأمان. وكتيبة دبلوماسيي مصر في الخارج، ينطبق عليها هذا الواقع، فرجالها حريصون دائما على البقاء في الخطوط الأمامية وقت الخطر، لتوفير الحماية للمواطنين المصريين في الخارج ورعاية مصالحهم.


وقد هدفت سياسة مصر الخارجية في السنوات الأخيرة، وخاصة في أعقاب ثورة 30 يونيو، إلى رعاية المواطن المصري ومصالحه بالخارج كأولوية أولى، ثم يأتي بعد ذلك في مرتبة لاحقة دعم وتعزيز مجالات التعاون السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية، وحماية المصالح الوطنية المصرية وتعزيز الأمن الإقليمي والعالمى.


مكان تحت الشمس

ولاشك أن أزمة كورونا جعلتنا جميعا نشعر بالفخر بما تم إنجازه في مصر في السنوات الأخيرة.. فمصر القوية، الواثقة في قدراتها ومنهجها
العلمى وتماسكها الداخلى ووعى شعبها في مواجهة الأزمات استطاعت أن توجد لنفسها موقعًا لائقا بين جميع الأمم تحت الشمس.



مصر حصن الأمان



واختار موقع صدى البلد السفير أحمد أبو زيد سفير مصر لدى كندا، باعتباره نموذجًا مشرفًا لسفرائنا في الخارج، ومن خيرة أبناء مدرسة الدبلوماسية المصرية العريقة، وخير ممثل لجيل من السفراء الشباب الذين دأبوا على العمل ليل نهار لرعاية مصالح مصر العليا. فهو مثال حى على قوة مصر وثقلها على الساحة الدولية، ....... وإلى نص الحوار:


العلاقات المصرية/الكندية



في البداية أكد السفير أحمد أبو زيد، سفير مصر لدى كندا، أن العلاقات المصرية الكندية علاقات تاريخية وطويلة ترجع إلى الخمسينيات من القرن الماضي، حيث مرت أكثر من 66 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مشيرا إلى أن كندا كان لها دور تاريخي في إنشاء أول بعثة حفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة"قوات الطوارئ الدولية في سيناء" عقب العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956، حيث قاد وزير خارجية كندا في ذلك الوقت "لستر بيرسون"التحرك الدولي في الأمم المتحدة لإنشاء هذه القوة. وقد تركت تلك المبادرة –وفقا لتقدير السفير أبو زيد- أثرا كبيرا في دعم العلاقة بين البلدين على مدار كل تلك السنوات، وأكدت على دور كندا الدولي في دعم السلام والاستقرار، لاسيما في منطقة الشرق الأوسط.



التعاون الاقتصادى والتنموى والاستثمارى

وأضاف أبو زيد، أنه ومنذ ذلك الوقت تنوعت مجالات التعاون بين مصر وكندا، حيث حرصت الحكومات الكندية المتعاقبة على دعم عملية التنمية الشاملة في مصر من خلال برامج متوالية لدعم الاقتصاد المصري، سواء في مجال التعليم أو الصحة أو الزراعة والرى أو التدريب الفني، أو دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ومشروعات تمكين المرأة والفتيات والرعاية الصحية للمرأة والأطفال، موضحا أنه يضاف إلى ذلك بطبيعة الحال، حرص كندا على ضخ استثمارات في قطاعات البترول والغاز والتعدين والتنقيب عن الذهب، فضلا عن مجالات إنتاج الأمونيا والميثانول والاستثمار التمويلي والبنكي، باستثمارات تتجاوز الــــ 4 مليار دولار أمريكى.

وذكر سفير مصر في كندا أن الشق التجاري ركن أساسي من أركان العلاقات المصرية الكندية، ولكن الميزان التجاري بشكل عام يميل لصالح مصر حيث أن صادرات مصر إلى كندا تزيد على المليار دولار كندي في حين أن واردات مصر من كندا تصل إلى حوالي 742 مليون دولار كندي.

 

زيارات متبادلة

وذكر السفير أحمد أبو زيد أن العام الماضي شهد تطورًا ملحوظًا في مستوى الزيارات واللقاءات رفيعة المستوى بين البلدين، حيث التقى رئيس الوزراء الكندى " جاستن ترودو" مع الرئيس السيسي على هامش القمة الإفريقية الأخيرة بأديس أبابا في فبراير 2020، و زار رئيس مجلس الشيوخ الكندي مصر في شهر مايو الماضي على رأس وفد من مجلس الشيوخ وتشرف خلال الزيارة بلقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي والدكتورعلى عبد العال رئيس مجلس النواب، وعدد من النواب وعقد لقاءات بوزارة الخارجية وعدد من الوزراء، وكانت زيارة مهمة للتأكيد على الدور الذي تقوم به الدبلوماسية البرلمانية في دعم العلاقة بين البلدين، مضيفا أنه عقب ذلك قام وزير خارجية كندا الجديد، "فرنسوا فيليب شامبين" بزيارة إلى مصر  في شهر ديسمبر للمشاركة في منتدى أسوان للسلام التقى خلالها بوزير الخارجية سامح شكري، حيث كانت كندا من الدول القليلة التي تحظى بوضعية الشريك الاستراتيجي للمنتدى لدعمها المادى الكبير له.


كما قام مستشار رئيس الوزراء الكندي وذراعه الأيمن لشؤون الاستخبارات والتقديرات بزيارة مهمة إلى مصر في شهر مارس المنصرم، في إطار الحرص الكندي على الاستماع إلى تقييم مصر وتقديرها للأوضاع في الشرق الأوسط وإفريقيا، لاسيما في هذا التوقيت الذي تتطلع فيه كندا إلى عضوية مجلس الأمن.

وأضاف السفير أبو زيد أن وزير البترول طارق الملا زار كندا في نهاية شهر فبراير للمشاركة في مؤتمر "بيداك" للتعدين، وهو أكبر مؤتمر عالمي للتعدين ويقام كل عام في مدينة تورونتو الكندية نظرا للمكانة الدولية التي تحظي بها كندا في مجال التعدين، وكانت زيارة هامة للغاية للترويج للاستثمار في قطاع التعدين الواعد بمصر، بحسب ما قاله السفير.


مبادرات مشتركة

 وقال سفير مصر في كندا إن البلدين اشتركتا مؤخرًا من خلال بعثتيهما لدى الأمم المتحدة بنيويورك، في إطلاق مبادرة تستهدف إلقاء الضوء على تحديات الأمن الغذائي في أفريقيا في ظل جائحة كورونا، حيث أن للجائحة تأثير مزدوج ومضاعف على الدول ذات الوضع الاقتصادي والمالي والتنموي الضعيف في إفريقيا، نظرا لتأثيرها على قدرة هذه الدول على الحصة على الغذاء وضمان استمرار تدفق سلاسل الإنتاج الغذائي.

 

الجالية المصرية الرافد الأقوى للعلاقة

ولفت أبو زيد إلى أن العلاقات المصرية- الكندية لها شق آخر يعتبر هو الرافد الأقوى والأهم في العلاقة بين البلدين، والمتمثل في الجالية المصرية في كندا، موضحا أن العلاقات بين الشعوب والتواصل المباشر بين الأفراد يعد من أهم دعائم العلاقات بين الدول.

ونوه إلى أن الجالية المصرية في كندا يصل عددها إلى قرابة الـ 300 ألف فرد، يعيشون في مختلف المقاطعات في كندا، واصفا الجالية بأنها"متميزة للغاية"، من حيث المستوى الثقافي والعلمي، واستطاعوا اختراق مختلف مناحي الحياة وقطاعات الاقتصاد الكندي بشكل مؤثر، سواء أعضاؤها من شريحة الأطباء أو المهندسين أو أساتذة الجامعات والعلماء الذين تقلدوا مناصب رفيعة بالمراكز البحثية القومية الكندية، كما تقلد عدد من أعضاء الجالية مناصب سياسية رفيعة كمستشارين للوزراء على المستوى الفيدرالي أو مستوى المقاطعات، وبعضهم نجح في أن يتم اختياره كعضو في البرلمان الفيدرالي أو برلمانات المقاطعات، لافتا إلى أن الانتخابات الفيدرالية الأخيرة شهدت ترشح أكثر من خمسة كنديين من أصول مصرية.

سفراء الجالية

 وأضاف سفير مصر في كندا أنه يعتبر أعضاء الجالية المصرية هم السفراء الحقيقيون لمصر في كندا لكونهم يعيشون وسط مختلف شرائح المجتمع، ويتحدثون بصفة دائمة عن مصر والتطورات التي تشهدها، ولديهم الرغبة الدائمة في دعم برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية في وطنهم الأم، ويتقدمون إلى السفارة دائما بأفكار ومشروعات ومقترحات لدعم برامج التنمية في مصر.

الطلبة المصريون فخر لبلادهم واستثمار في مستقبلها

وشدد أبو زيد على أنه يضاف لذلك شريحة أخرى هي شريحة الطلاب المصريين في كندا، وهم بالفعل مثال مشرف يفخر به كل مصري، سواء من حيث حسهم الوطنى الرفيع ودرجة انتمائهم لوطنهم، أو مستواهم العملي، مشيرا إلى أن أعدادهم في تزايد مستمر خلال السنوات الأخيرة، على الرغم من أنه لا توجد إحصائيات دقيقة بالأعداد لكونهم يأتون على نفقتهم الخاصة ومن خلال تواصلهم المباشر مع الجامعات التي تنتشر في مختلف ربوع كندا، مقدرا أعدادهم بالآلاف. 

وقال هؤلاء تحرص السفارة،ويحرص بشكل شخصي على التواصل مع العديد منهم بشكل دوري، وحضور لقاءاتهم السنوية، وتنظيم أنشطة ولقاءات مع تجمعات الطلبة المصريين في مختلف الجامعات،بالإضافة إلى حضور ودعم المناسبات الثقافية أو الاجتماعية التي ينظمونها وتمدهم السفارة بالملصقات والكتيبات التي يمكن استخدامها في المعارض المختلفة التي يقيمونها.


وقال إن الهدف هو إشعارهم الدائم بأن ممثلي الدولة المصرية متواصلين معهم وعلى مقربة منهم،فهم قوة كبيرة لدعم مصر حينما يعودون إليها، ويستطيعون تقديم الخدمات المختلفة لوطنهم من خلال العمل في عجلة الإنتاج والاقتصاد والتنمية في مصر بعد الانتهاء من مرحلة الدراسة التي يقومون بها.

وأشار السفير أحمد أبو زيد إلى أن هناك حرص دائم من السفارة المصرية في كندا لمعرفة التخصصات العلمية لأبناء الجالية المصرية أو الطلاب الذين يدرسون سواء دراسات عليا أو غيرها، حيث تحرص الدولة المصريةعلى الاستفادة من خبرات أبنائها في الخارج.

وبين أبو زيد أنه ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي وصفحات التواصل التي تستخدمها السفارة للتواصل مع الجالية، هناك شعور لدى المصريين هنا في كندا بأن الدولة حريصة على رعاية مصالحهم وشؤونهم، والاستفادة من خبراتهم المختلفة. وقد استطاعت السفارة ترتيب مشاركة عدد من أبناء الجالية في مؤتمرات "مصر تستطيع"، و" منتدى الشباب" والبرامج التثقيفية التي تنظمها وزارة الهجرة والمصريين بالخارج لأبناء الجيلين الثاني والثالث.

 

مناطق تمركز الجالية المصرية

وأوضح أبو زيد أن الجالية بشكل عام تتمركز في مقاطعة أونتاريو وهي المقاطعة الأكبر في كندا وتشمل مدينة تورونتو وضواحيها ومدينة أوتاوا وضواحيها، ويليها في ذلك مقاطعة كيبيك التي تتحدث الفرنسية وهي موجودة في الشرق الكندي ويوجد جزء كبير من المصريين بها، كما يوجد كثير من المصريين في مقاطعات الغرب مثل بريتش كولومبيا وألبرتا وغيرها ، مبينا أن كندا دولة شاسعة المساحة لو أردت أن تقطع المساحة بين شرقها وغربها بالطائرة ستسغرق أكثر من 7 ساعات.

وأضاف أنه في الفترة الأخيرة تابعت السفارة بشكل مكثف جائحة كورونا وتأثيرها على حركة المصريين في كندا، ووجود عدد من العالقين، حيث حرصت السفارة على التواصل مع تجمعات الجالية للاطمئنان على أوضاعها الصحية، كما تم متابعة عملية تسجيل المواطنين العالقين في كندا من خلال غرف عمليات تعمل على مدار الساعة، سواء في السفارة المصرية بالعاصمة أوتاوا أو القنصلية العامة في مونتريال، لتأمين إعادتهم إلى أرض الوطن بشكل منتظم وفقا للبرامج والمعايير والآليات التي حددتها الدولة.

جولات السفير المصرى في المقاطعات الكندية

وكشف السفير أبو زيد أنه حرص منذ وصوله إلى كندا على القيام بجولات – قدر الإمكان - في مقاطعات كندا الثلاثة عشر، سواء لاستشراف فرص الاستثمار والتعاون الاقتصادى والتجاري بين مصر وكل مقاطعة، حيث تتميز المقاطعات بقدر كبير من الاستقلال الاقتصادى والسياسى وبحكومة وبرلمان مستقل، أو للقاء تجمعات الجالية المصرية، بالإضافة إلى مشاركة الإخوة الأقباط في كبرى الكنائس القبطية الأرثوذكسية في مختلف ربوع كندا أعياد القيامة وأعياد الميلاد.


وقال إنه قام بزيارة عدد كبير من المصانع المتخصصة في صناعات الأخشاب والمواد الغذائية والمزارع والإنتاج الحيوانى وعلوم الفضاء والبيئة والطيران، كما زار كبرى الجامعات الكندية وألقى محاضرات في بعضها، وأن هناك مجالات عديدة للتعاون يمكن الاستفادة منها، وتحرص السفارة دائما على إحاطة كافة الوزارات المصرية بالفرص المتاحة للاستفادة من الخبرات الكندية بها ولتشجيع الاستثمار المتبادل.


العلاقات الثقافية

وحول أهمية العلاقات الثقافية، أكد سفيرنا في أوتاوا أن ملف العلاقات الثقافية بين مصر وكندا يعتبر من أهم الملفات لعدة أسباب، منها الاهتمام الكندي الطبيعي بالثقافة المصرية والحضارة المصرية حيث يتميز الشعب الكندي بشكل عام بأنه شعب مثقف يقدرقيمة الحضارة الإنسانية بشكل عام، والمصرية على وجه الخصوص. والسبب الآخر هو أن الدبلوماسية المصرية حاليا تولى اهتماما خاصا بالاستفادة بعناصر قوة مصر الناعمة في الترويج لمصر ودعم علاقاتها الخارجية. ويحرص السفير المصرى في كندا دائما على إحاطة المواطن والمسؤول الكندي بالرافدين القديم والحديث للثقافة المصرية من خلال تنظيم معارض وندوات متنوعة تتناول مختلف جوانب الحضارات الفرعونية والإسلامية والقبطية، ورعاية السفارة لمعارض للفنون المصرية الحديثة سواء الرسم أو النحت أو الفرق الفنية مثل فرقة الفنون الشعبية التي جاءت إلى كندا في شهر يوليو 2019، وأقامت عروضا في تورنتو وفي أوتاوا بمناسبة تخصيص برلمان مقاطعة أونتاريو ( أكبر المقاطعات الكندية)  لشهر يوليو من كل عام " شهرًا للحضارة المصرية"

 


وكشف السفير أنه كانت هناك خطة على وشك التنفيذ في شهر يوليو القادم لإقامة معرضين هامين للغاية، الأول"معرض ملكات مصر"الذي تم عرضه في عواصم دولية عديدة ويتناول أشهر ملكات مصر إبان الحقبة الفرعونية، ومعرض آخر تم الإعداد له بمبادرة من السفارة المصرية في أوتاوا بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة "معرض المرأة المصرية الحديثة" ويشمل فنون وأعمال أعدتها فنانات ومبدعات مصريات معاصرات، أو أعمال تتناول المرأة المصرية الحديثة ومقتنياتها، ولكن للأسف حالت تداعيات جائحة كورونا دون إقامة المعرضين، وتم تأجيلهما في اللحظة الأخيرة.

 

التعاون في مجال التعليم

وبالنسبة للتعليم، أوضح السفير أن إنشاء الجامعة الكندية في مصر بالتعاون مع جامعتي "برنس إدوارد أيلاند" وجامعة رايرسون" فتح مجالا كبيرا لنقل الخبرة الكندية في مجال التعليم إلى مصر. فكما نعلم أن الدولة المصرية تولي اهتماما كبيرا للارتقاء بمستوى التعليم، وأحد التوجيهات الرئيسية التي أصدرها الرئيس السيسي هو أن تسعى الجامعات المصرية القائمة أو الجديدة إلى التآخي مع جامعات عالمية ذات ثقل ومكانة دولية للاستفادة من خبراتها ومستوى لتعليم لديها. ولاشك أن مستوى التعليم الجامعى في كندا يعد رفيعا للغاية، ويتميز بالإضافة إلى ذلك بالتكلفة المعقولة مقارنة بالجامعات الأمريكية والأوروبية، وبالتالي هناك ميزة نسبية تتميز بها الجامعات الكندية تستطيع مصر أن تستفيد منها كثيرا سواء من خلال إيفاد طلبة للجامعات الكندية، وهذا يحدث بالفعل، أو من خلال إنشاء برامج مشتركة بين كليات في مصر وكليات في كندا وجامعات في مصر وجامعات في كندا. 

وأضاف:"أود التوضيح هنا، أن النمط الجديد للتعاون في هذه المجال هو إقامة برامج أكاديمية مشتركة، وتعاون بحثى، وليس بالضرورة إقامة أفرع لجامعات أجنبية في مصر، وهذا سيفتح المجال واسعا لعدد كبير من الطلبة المصريين الذين ربما لا يملكون القدرة على السفر لجامعات في كندا كي يحصلوا على الدرجة العلمية الكندية في مصر.


وأوضح أن هذا يتطلب تحركات عاجلة من الجهات المعنية بالتعليم العالي في مصر للقيام ببعثات طرق أبواب للجامعات الكندية لمعرفة الجامعات الراغبة في إقامة هذه البرامج المشتركة، أو تلك الراغبة في توقيع مذكرات تفاهم مع الجامعات المصرية. ولاشك أن  السفارة تقوم بالكثير من هذا الجهد، ولكنه غير كاف  في بلد بحجم ومساحة كندا. والمطلوب هنا هو التخصص والبحث عن الجامعات الكندية التي ترغب في إقامة هذا المستوى من الشراكة، والتعاون معها في إعداد البرامج التعليمية والبحثية المشتركة، لاسيما في مجالات العلوم المتطورة وعلوم الفضاء والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا التي تتميز بها الجامعات الكندية.

 

كندا والتعامل مع جائحة كورونا

وحول انتشار فيروس كورونا في كندا، أكد السفير أحمد ابوزيد أن جائحة كورونا، أثرت بشكل كبير على الكثير من بلدان العالم وليس فقط كندا، إلا أن كندا محظوظة نسبيًا لكونها رصدت الوضع الذي يحدث في عدد من دول أوروبا مبكرا، ورصدت التأثيرات الكبيرة لهذا الفيروس وهشاشة النظم الصحية في عدد كبير من الدول – بما فيها كندا – لعدم قدرتها على التعامل مع الأعداد الكبيرة والمفاجئة من المصابين، وهو ما دفع الحكومة الكندية الي اتخاذ إجراءات احترازية وصارمة في وقت مبكر.

ولفت إلى أنه حينما رصدت كندا هذا الوضع، اتخذت إجراءات للحد من خروج المواطنين في المناطق العامة والشوارع وإغلاق الاقتصاد والمحلات والمتاجر، مشيرا إلى أن وعى المواطن الكندى والتزامه الطوعى بتنفيذ التوجيهات والإجراءات أسهم إلى حد كبير في احتواء انتشار الجائحة نسبيا وتقليل عدد الوفيات.

 

حزم الدعم الاقتصادية

ويستطرد السفير أبو زيد قائلًا، أنه بالتزامن ذلك أقرت الحكومة الكندية حزمة دعم اقتصادية ضخمة تزيد قيمته عن 200 مليار دولار كندي لضمان الحفاظ على توازن الاقتصاد ومواجهة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية لقرارات الإغلاق. وقد تم ذلك بشكل متدرج، بدأ بمستوى الفرد والعائلة من خلال توفير دعم إضافي للعائلات  التي تضم أطفالا بقيمة 300 دولار كندي لكل طفل بالإضافة إلى ما كانت تأخذه كل أسرة من قبل ( 1500 دولار كندي) ، وكذلك ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم والعائلات ذات الدخل المنخفض بقيمة  400 دولار للشخص الواحد و600 دولار للزوجين، وتم تأجيل أقساط الضرائب، وتقديم تسهيلات في سداد أقساط الرهن العقاري، وتم أيضا تقديم دعم ب 100 مليون دولار لدعم المنظمات التي توفر الخدمات الغذائية مثل بنوك الطعام، وتوفير 157 مليون دولار كندي للجهات التي تقدم الخدمات للمشردين، و 50 مليون دولار للملاجيء الخاصة بالنساء والأطفال، وتم تخصيص 9 مليون دولار للجهات التي توفر أدوية ووجبات ومنتجات البقالة لكبار السن، ونفس الشئ للطلبة والخريجين والطلاب حيث تم تخصيص 3 مليار دولار لدعمهم وتمكينهم من مواجهة الآثار الخاصة الجائحة نتيجة لمغادرتهم السكن الجامعي وتوفير فرص عمل لبعضهم.

وذكر السفير أنه لتفادي تسريح العمالة وإعادة توظيف من جرى تسريحه، تم دعم الرواتب بما يغطي 75% من رواتب العاملين بحد أقصى 800 دولار أسبوعيا، وتم توجيه دعم للشركات التي توقفت أعمالها، وتخصيص 250 مليون دولار للشركات المنشأة حديثا، وتم توفير دعم بقيمة 250 مليون دولار لرواد الأعمال.

وقال إنه وبشكل عام – والحديث للسفير أحمد أبو زيد - تم تقسيم المجتمع إلى شرائح وفقا للأولويات وحسب درجة تضررها من الجائحة، بما في ذلك قطاعات الرياضة على سبيل المثال التي تم إنشاء صندوق خاص بها بقيمة 500 مليون دولار ، وقطاع الإعلام حيث تم إعفاء قنوات الراديو والتليفزيون من الرسوم المالية التي يتم دفعها، وقطاع السياحة حيث تم تأجيل دفع الإيجارات والرخص الخاصة بالحدائق والمحميات الوطنية.

وأوضح السفير المصرى، أن كندا دولة صناعية كبرى ذات موارد طبيعية ضخمة استطاعت من خلالها توفير تلك المساعدات، ولكن حتى هذه المسألة لم تكن سهلة، لأن المعارضة السياسية تنتقد توقف عمل البرلمان وعم قدرته على ممارسة واجبه الرقابى على مثل هذا الإنفاق. وهناك أسئلة كثيرة حول مدى قدرة الاقتصاد الكندي على الاستمرار في ضخ هذه المبالغ لفترة طويلة قادمة.

 

نقص في المستلزمات الطبية

وعلى الرغم من كل ذلك، قال السفير إن كندا واجهت مشاكل كبيرة في بداية الأزمة في توفير المستلزمات الطبية والمواد الخاصة بالتعقيم والتطهير وأجهزة التنفس الصناعي، ولكن تم بفضل القاعدة الصناعية القوية توجيه كافة المصانع المتخصصة في الصناعات الثقيلة - حتى شركات السيارات - لتصنيع أجهزة تنفس صناعي، كما تم ضخ استثمارات لإدخال تغييرات على هيكل التصنيع لديهم للتمكن من صناعة أجهزة التنفس الصناعي، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي خلال أسابيع قليلة. كما تم ضخ موارد كبيرة في قطاع البحث العلمى لتنشيط عملية البحث والتطوير في مجال إنتاج اللقاحات والدواء.

 

هاشتاج # تعلم-من-مصر#

وحول صورة مصر في كندا وتقييم تعاملها مع الأزمة، أكد السفير أبو زيد أن مصر قدمت نموذجًا متميزًا في القدرة على التعامل مع الجائحة وآثارها رغم محدودية الموارد، ويرجع ذلك بالأساس إلى حسن الإدارة والتخطيط و الاستعداد المسبق والاستباقي، كاشفا عن أن السفارة في أوتاوا حرصت خلال الفترة الأخيرة على نقل التجارب التي تتم في مصر للجانب الكندي وترجمت كل تلك الإجراءات والأفلام وتم وضعها على شبكات التواصل الاجتماعي، حتى وصل الأمر ببعض المواطنين الكنديين إلى تدشين هاشتاج # تعلم من مصر# على تويتر. مؤكدا أنه وبلا شك نجاح مصر الملحوظ – مقارنة بالعديد من الدول  المتقدمة - في توفير الأجهزة الواقية وتصنيع المعدات والمسلتزمات الطبية وتعقيم الشوارع والمؤسسات والمنشآت العامة، بل وتقديم المساعدات للدول الصديقة، أسهم بشكل كبير في تصدير صورة إيجابية تعكس حرص الدولة المصرية على صحة مواطنيها وتحملها لكافة مسئولياتها في هذا الإطار.

 

أزمة العالقين

وحول دور السفارة في التعامل مع الأزمة بشكل عام، وأزمة المواطنين العالقين على وجه الخصوص، أشار أبو زيد إلى أن السفارة حرصت منذ بداية الأزمة على التواصل مع تجمعات الجالية المصرية في مختلف ربوع كندا للتأكد من عدم وجود حالات إصابة بين المصريين والاطمئنان على شؤونهم، وكانت هناك خطوط اتصال مفتوحة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والتواصل المباشر للرد على جميع الاستفسارات وطمأنتهم من خلال رسائل عبر هذه الوسائل. 

وأضاف بأن هناك غرفة عمليات على مدار 24 ساعة في السفارة المصرية في أوتاوا، والقنصلية المصرية العامة في مونتريال، لتلقي الطلبات والخطابات والبريد الإليكتروني من العالقين المصريين في كندا، لتسجيل أسمائهم في قوائم العالقين، و"حينما تخطرنا السلطات المصرية بوجود طائرة لإعادة العالقين يتم التحرك على الفور من خلال مكتب مصر للطيران في تورونتو لللتواصل مع المواطنين العالقين لتأمين مغادرتهم على الطائرة، وهو ماتم في الطائرة الأولى التي عادت يوم 17 أبريل الجاري وعليها أكثر من 200 مواطن عالق.

 

عالم ما بعد الكورونا والدروس المستفادة

وردا على استفسار بشأن رؤية السفير المصرى في كندا لأهم خصائص عالم ما بعد الكورونا، أوضح السفير أحمد أبو زيد أن العالم بأكمله سوف يتأثر بتداعيات هذه الجائحة بشكل أو آخر، وهناك دراسات وأبحاث تتم حاليا لمحاولة التنبؤ بشكل وطبيعة هذا التأثير. فهناك دول لديها موارد كبيرة وقواعد صناعية قوية أثبتت التجربة أنها غير قادرة على التعامل مع أزمة بمثل هذا الحجم، الأمر الذى قد يدفعها نحو إعادة النظر في مسالة الاستعدادات والاحتياطات المطلوبة لمواجهة مثل تلك الأزمات في المستقبل.

وأضاف من ناحية أخرى، يتصور البعض في العصر الذي نعيش فيه أن الأزمات تأتي بالضرورة من حروب أو من كوارث ناتجة عن صنع البشر، ولكن لم يكن في الحسبان أن مجرد انتشار فيروس مثل هذا يمكن أن تؤدي لمثل هذا الاضطراب العالمي والتهديد للمجتمعات والشعوب، ومن هنا لابد أن يعاد النظر في قدرة الدول والقطاعات الصحية بها على التعامل مع أزمات كبيرة ومفاجئة بهذا الشكل. و"اعتقد أن الدرس المستفاد الأول هو أنه لا مناص ولا بديل عن التعاون بين الدول، لأنه حينما أصابت العالم هذه الجائحة بهذا الشكل علم الجميع أنه لا يمكن أن يواجه الأزمة على المستوى الوطني للدولة بمفردها، ولكن هناك احتياج شديد لدعم الآخرين". 

وشدد أبو زيد على أن مسألة التعاون والاعتماد المتبادل بين الدول تعتبر حتمية إذا ما أراد العالم أن يكون مستعدًا لمواجهة مثل هذه الأزمات في المستقبل. ولذلك فالتجربة أثبتت أنه لابد من التعاون والتنسيق بين الدول ولابد من تجاوز الحدود والعوائق البيروقراطية بحيث يتعامل العالم أجمع مع مثل هذه التهديدات القارية والعالمية بمنطق الطبيعة البشرية والإخوة الإنسانية. "فالتهديد حينما يصيب أحد المجتمعات فسوف يضر الجميع، ولو كان التعاون تم منذ اللحظة الأولى منذ انتشار الجائحة في الصين لربما كنا استطعنا واستطاع العالم أن يحول دون فقد هذا الكم الهائل والكثير من الأرواح البريئة نتيجة انتشار الوباء بهذه السرعة".

وقال أبو زيد أنه بالتأكيد هناك دروس مستفادة كثيرة، بعضها سياسى والبعض الأخر اقتصادي واجتماعي ونفسي، وكل هذا يتم دراسته بدقة الآن على مستويات مختلفة.

 

شهر رمضان

          سفيرنا في كندا:الأكلات المصرية حاضرة على مائدتنا طوال العام.. وهذا الطبق مفضل لديَ في رمضان

ومن خلال موقع "صدى البلد" هنأ السفير أحمد أبو زيد القراء وشعب مصر بشهر رمضان الكريم قائلا:"أعاده الله علينا باليمن والبركات وحفظ الجميع في هذه الظروف الصعبة".

وتابع سفير مصر في كندا أنه وبالطبع خلال فترة خدمته بالخارج سواء في الولايات المتحدة الأمريكية أو في كندا على مدار أعوام عديدة، قد شهد بالفعل شهر رمضان في أكثر من مدينة وأكثر من دولة خارج مصر. وأضاف بأنه كان دائما يحرص على الحفاظ على الطقوس والتقاليد الخاصة بشهر رمضان، سواء من خلال تكثيف اللقاءات مع أعضاء الجاليات المصرية في الخارج، ومشاركة التجمعات المصرية في إفطار رمضان، وكذلك دعوة قيادات الجالية إلى دار السكن لتناول إفطار رمضان.

وأعرب سفير مصر عن أسفه لتأثير جائحة كورونا السلبي هذا العام، حيث لن تكون لديه القدرة على المشاركة مع الجالية في أية تجمعات، وسيتم تعويض ذلك من خلال التواصل الهاتفى وعبر لقاءات الدوائر التليفزيونية المغلقة ( الفيديو كونفرانس) لمشاركة لحظات رمضان مع أكبر عدد ممكن من أبناء الجالية في كندا.

وحول الأطعمة المفضلة للسفير أبو زيد في شهر رمضان، قال إن الطعام المصري التقليدي هو الطبق المفضل والدائم على مائدة شهر رمضان، وخلال العام يأكل وعائلته أطعمة مختلفة من ثقافات مختلفة غربية وشرقية،ولكن خلال شهر رمضان يحرص على الطعام المصري الأصلي والتلقيدي هو وأسرته.

وردا على استفسار من صدى البلد حول الطبق الذى يقترح تقديمه لأى ضيف كندى أو أجنبى في شهر رمضان، قال" زوجتي دائما هي صاحبة الرأي في مسألة اختيار المائدة والمأكولات التي يتم تقديمها للضيوف والزائرين، ولكن لو ترك له الاختيار سوف يكون غالبا الأرز المعمر والطواجن مثل طواجن اللحم بالبصل والبطاطس والبامية". وأكد أيضا  "أن الكنافة والقطايف من بين أكثر الأطباق الحلوة التي يحبها ويستمتع بها خلال شهر رمضان، مع مشروبات رمضان مثل قمر الدين والتمر الهندي والكركدية".