الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

معادلة الالتزام الصعبة.. كيف نجحت كوريا الجنوبية في حصار كورونا دون إجراءات حظ

صدى البلد

معادلة صعبة خرجت منها كوريا الجنوبية بنتائج مبشرة، كيف أمكنها كبح انتشار فيروس كورونا، وتقليل معدل انتقال العدوى، دون أن تفرض إجراءات حظر، وإغلاق صارمة على غرار معظم الدول الموبوءة بالفيروس؟

سلط موقع الأمم المتحدة الضوء على صيغة المعالجة الكورية الجنوبية لأزمة فيروس كورونا، ونقل عن ستيفان كلينجبيل، مدير مركز السياسة العالمية في سيئول التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن الالتزام الذاتي الصارم من جانب الكوريين الجنوبيين كان عامل النجاح الحاسم، ثم تكثيف إجراء الفحوصات على نطاق واسع لاكتشاف الإصابات بفيروس كورونا مبكرًا.



وقال كلينجبيل "منذ أسابيع قليلة كان أفراد أسرتي وأصدقائي في ألمانيا يخشون عليّ من خطورة مكان عملي. خلال النصف الثاني من فبراير وأوائل مارس بدت كوريا الجنوبية بؤرة ساخنة لفيروس كورونا على مستوى العالم، لكن الوضع اختلف تمامًا الآن، وأصبحت كوريا الجنوبية مثالًا يُحتذى في معالجة الأزمة".

وأوضح الموقع أن مما يثير الاستغراب أن كوريا الجنوبية لم تفرض إجراءات إغلاق وحظر صارمة مثل تلك المتبعة في أوروبا وأمريكا الشمالية، إذ ظلت المحال التجارية مفتوحة، بل والمطاعم وأماكن الترفيه، وصحيح أن عددًا كبيرًا من العاملين التزموا بالعمل من المنزل، إلا أن بعض الشركات والمؤسسات لم تغير من نظام العمل المتبع لديها وظل العاملون بها يحضرون يوميًا لمواقع عملهم.

لكن على الجانب الآخر، التزم الكوريون الجنوبيون بشكل واع وطوعي بعدم الخروج من المنازل لغير الضرورة وارتداء الكمامات والأقنعة الواقية طوال الوقت، وكان مستوى الالتزام أعلى لدى كبار السن والأطفال أكثر من سواهم، حيث واظب الأطفال على تلقي التعليم عبر الإنترنت من المنزل بسبب إغلاق المدارس.

وأوضح كلينجبيل أن السلطات الكورية الجنوبية تطبق نظامًا محكمًا لعزل القادمين من الخارج في ظروف مريحة إلى أن يتم فحصهم والتأكد من خلوهم من الإصابة بفيروس كورونا، كما يُطلب منهم تنزيل تطبيق على هواتفهم لتتبع حالتهم الصحية باستمرار.

وشهد الثلاثاء الماضي إشارة واعدة ومبشرة، فقد كان اليوم الأول منذ 72 يومًا لا تسجل كوريا الجنوبية فيه أي إصابات محلية جديدة بفيروس كورونا، وخلال الأسبوعين الماضيين كان عدد الإصابات اليومية - المحلية والواردة من الخارج - يدور حول 10 إصابات فقط.

وأشار كلينجبيل إلى أن بعض السكان بدأوا يتخففون من الالتزام الطوعي بالبقاء في المنازل مع حلول طقس الربيع الدافئ، فبدأت الشوارع تضج بحيوية الحركة مرة أخرى، وإن ظل الخارجون من منازلهم ملتزمون بمراعات تعليمات التباعد الاجتماعي وارتداء الأقنعة الواقية.

وأكد كلينجبيل أن جزءًا كبيرًا من نجاح كوريا الجنوبية في احتواء الأزمة يعود إلى الجهود النشطة المبذولة طوال الوقت لتوعية السكان بأعراض فيروس كورونا والأماكن الواجب التوجه إليها عند الشعور بأي أعراض والإجراءات المفيدة للوقاية من الإصابة.