الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فى ذكرى ميلاد زينات صدقي .. عدد زيجاتها ومأساتها قبل وفاتها

زينات صدقى
زينات صدقى

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة زينات صدقى والتى قدمت العديد من الاعمال الفنية التى تظل محفورة فى وجدان المشاهد العربى وعلامة فى تاريخ السينما المصرية. 

نرصد 15 معلومة عن الفنانة زينات صدقى.

1- من مواليد شهر مايو عام 1912، وقد ولدت بحي الجمرك في مدينة الإسكندرية على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وفاجأها القدر بأول حادث تعس في حياتها، عندما توفي والدها وهي لا تزال طفلة في عامها الثامن.

2- التحقت بما كان يسمى وقتها المدرسة الإلزامية، ثم الابتدائية، لكن يبدو أن والدتها قد لاحظت أن جسد ابنتها «يفور» بلغة أولاد البلد، ليصبح أكبر من سنها، فخافت عليها من نظرات القناصة، وجلست في انتظار العريس، الذي جاء بالفعل، وكان أحد أبناء العائلة وتزوجت وهي لا تزال ابنة خمسة عشر ربيعا، ولكنه كان زواجا غير موفق، فلم يستمر سوى أقل قليلا من عام، وعلى الرغم من انها كانت قد أخذت قرارًا في ذلك الوقت ألا تكرر تجربة الزواج إلا أنها عادت وكررتها بعد عدة سنوات حينما تزوجت من موسيقي مغمور اسمه إبراهيم فوزي ولم يكتب لهذه التجربة أيضًا النجاح. ولم ترزق زينات صدقي بأولاد من زوجيها، ولكنها أعطت حنان الأم لأبناء شقيقتها وأحفادها.

3- عارضت أسرتها عملها بالفن خاصة بعد أن بدأت تشارك صديقتها خيرية صدقي الغناء في الأفراح الشعبية داخل مدينة الإسكندرية. وأمام هذا الحصار قررت زينات الهروب إلى الشام، وتحديدا إلى لبنان برفقة والدتها وصديقتها خيرية صدقي، وفي لبنان ذاقت زينات طعم النجاح لأول مرة حتى أصبح لها أغانيها الخاصة بها كما أصبح لها اسم معروف، واشتهرت بأداء المونولوج ووضعت لنفسها مونولوج باسمها وبمصريتها كان مطلعه: «أنا زينات المصرية.. أرتيست ولكن فنية.. أغني وأتسلطن يا عينية.. تعالى شوف المصرية».

4- ولعبت الصدفة دورها لتكشف عن موهبة زينات صدقي، عندما تركت الممثلة عزيزة زكي وهي ممثلة كوميدية لم تشتهر، فرقة الريحاني فجأة دون مقدمات ودون أن تعطي انذارا مسبقا لصاحب الفرقة ومديرها وبطلها نجيب الريحاني، فرأي الريحاني أن يسند دورها إلى زينات صدقي، التي قدمت الدور على أفضل ما يكون، فالتفت إلى موهبتها كل من بديع خيري ونجيب الريحاني ووجدوا فيها ضالتهما في أداء أدوار العانس والفتاة سليطة اللسان.

5- وفي السينما بدأت زينات صدقي عملها بأدوار صغيرة للغاية مثل دورها مع الموسيقار محمد عبد الوهاب والمخرج محمد كريم، ولكنها نجحت في اقتحام عالم السينما الذي كانت قد بدأت مشوارها معه من خلال فيلم مجهول اسمه «الاتهام» عام 1934 ثم فيلم «بسلامته عاوز يتجوز» عام 1936.

6- كانت زينات صدقي عاشقة لعملها وللفن بصفة خاصة حتى أنه يوم وفاة والدتها التي كانت تلازمها كظلها، أبت أن تمتنع عن الذهاب إلى المسرح، قائلة وما ذنب زملائي الذين سيخصم من راتبهم ليلة عرض، بل وما ذنب الجمهور الذي تكبد المشقة لرؤية العرض، هل يعود دون أن يشاهدنا؟ ولكنها ما أن دخلت غرفتها في المسرح حتى أغلقت الباب خلفها وراحت تبكي بشدة، ثم ترتدي قناع الفنان عندما تفتح الستار، ومع اسدال الستار في نهاية العرض أخذها زميلها الفنان الكوميدي إسماعيل ياسين وفتح الستار من جديد ليقول للجمهور ما فعلته، وما تحملته زينات صدقي في هذه الليلة من أجل إسعادهم، فظل الجمهور يصفق لها واقفًا مدة لا تقل عن الربع ساعة.

7- وبعد أن أغلقت فرقة إسماعيل ياسين التي كانت زينات تكن له كل الود والاحترام، بقيت في منزلها لمدة 16عامًا دون عمل وعانت ما عانت من ضيق ذات اليد. وأصيبت زينات بهبوط في القلب ومياه في الرئة حتى ساءت حالتها الصحية وكانت تتجرع الألم ولكنها ترفض مجرد الاستعانة بصديق.

8- ومن المواقف التى لاتنساها زينات صدقى عندما كانت فى زيارة إحدى صديقاتها، فكرت فى أن أسهل وأسرع وسيلة لمكان صديقتها هو الترام الذى يتحرك من ميدان العتبة، وبعد أن صعدت جلست بجوارها فتاة ضخمة الجسد، وعندما طالبها الكمسارى بثمن التذكرة رفضت الدفع بحجة أن مشوارها لا يزيد على ثلاث محطات لا تستحق دفع مليمين كاملين، وحاول الكمسارى أن يوضح لها أن الدفع إجبارى حتى لو كانت محطة واحدة، ولكنها أصرت على الرفض ووصل الأمر إلى أنهما تبادلا الشتائم البذيئة، زينات حاولت أن تتدخل لإقناع الراكبة بأن تدفع ثمن التذكرة بمنتهى الأدب، ولكن قبل أن تنتهى من أول جملة كان سيل السباب والشتائم قد تحول نحوها مصحوبًا بعبارات تهديد حازمة بتحويل الأمر من مجرد “شتيمة” إلى ضرب، غير أن النجمة الكبيرة ظنت أن التهديد مجرد “تهويش” وبعد ثوانٍ وجدت نفسها مطروحة على الأرض لتبدأ فى تلقى “علقة” ساخنة علمتها ألا تتدخل أبدًا فيما لا يعنيها.

9-ومن ضمن الشائعات التى لاحقت زينات صدقى أيضًا قالوا إنها تزوجت من ممثل يدعى "محمد فوزي" كان يعمل فى فرقة الريحانى وقدم دورًا فى فيلم "إسماعيل يس فى مستشفى المجانين" هذا الرجل توفى على المسرح ولم يجدوا له مدفنا لكى يدفنوه ولكن زينات صدقى قالت سأتكفل بكل المصاريف وسأدفنه فى مدفنى الخاص وخرجت إلى مقاهى شارع عماد الدين تقول لهم: توفى اليوم الكومبارس «محمد فوزي». والجنازة سوف تخرج من المسرح، وخرج جثمانه من المسرح فى حضور غفير من الناس وظهرت مع المشيعين وهى ترتدى الأسود وركبت السيارة مع الجثمان حتى المدفن، لكن موقفها الإنسانى منه فسره البعض بأنها متزوجة منه سرًا، وهذا غير صحيح فزينات تزوجت مرتين الأولى من ابن عمها الطبيب والثانية كانت سرية من أحد الضباط الأحرار والده كان عمدة، وكانت تحبه جدًا وقالت عنه إنه حبها الأول والأخير لكنها انفصلت عنه أيضًا بسبب طلبه أن تترك الفن، لكنها رفضت وتفرغت تمامًا للفن واعتبرته كل حياتها وعالمها.

10-زينات كانت تعشق مساعدة الفقراء فى حياتهم ومماتهم، فبعد يوم من وفاة الممثل "محمد فوزي" طلب منها أحد عمال المسرح المدفن لكى يدفن فيه والدته التى لم يجد لها مدفنا وظلت فى المستشفى يبحث عن مكان يدفنها فيه. فوافقت وأعطت تعليمات للتربى بفتح باب المدفن للصدقة، وكتبت عليه «مدفن عابرى السبيل» وليس مدفن زينات صدقي. بل وطلبت منه وضع حنفية مياه لأهل المنطقة الذين كانوا يشترون جراكن المياه للشرب منها. وكتبت عليه «لا تنسوا قراءة الفاتحة على روح زينب محمد سعد» ولم تذكر اسم زينات صدقى وهى على قيد الحياة. كما كانت تحب أمها جدًا وقال لها الطبيب (انها لن تتحرك أبدًا إلا على كرسى متحرك) ومع ذلك كانت تشترى لها أحذية كثيرة وتحضر لها الترزى وكان خواجة يفصل لها الفساتين وكانت تقول لن أقطع عنها الأمل، ويجب أن أجعلها تعيشه ولو لفترة، وتقول لامها سوف تمشين على قدمك الشهر القادم. كانت جدعة وبنت بلد حيث إنها رأت ميكانيكيًا يضرب "صبيه" فأوسعته ضربًا ولقنته علقة سخنة.

11-كانت الفنانة "زينات صدقى" موسوسة إلى أبعد الحدود حيث كانت تقوم بغسل الأطعمة والخضروات بالماء والصابون.

12-بعد وفاة نجيب الريحانى انضمت إلى فرقة إسماعيل ياسين وكان الاثنان مثل القط والفأر وكانت عندما يتحدث معها فى التليفون ويسألها عن العمل تقول:الحمد لله وتجرى وتعمل عروسة وتخرمها من عينها وتشعل البخور وكانت تقول عليه عينه حساده.

13-فى يوم ذهبت زينات لواحد من السحرة وأخبرته أن أحوالها غير مستقرة وإنها غير سعيدة فى حياتها منذ أن مرضت والدتها فطلبت منه ان يعطيها "حجاب" حتى يزيل الهموم فأعده لها وطلب منها أن تضعه فى شرفة شقتها ومنذ هذا اليوم وجدت همومها تزداد أضعافًا ففتحت ورقة الحجاب ووجدت أن المكتوب فيها "الهم والغم والحزن" فذهبت إلى الساحر وأعطته نصيبه من الضرب وقالت له "إياك أشوف وشك هنا تانى علشان لو شوفتك تانى هديك كل يوم من ده!"

14-حققت خلال عملها الشهرة والثروة والنجاح وحافظت على نفسها حتى آخر أيام حياتها وللأسف بعد وفاتها – كتبت عنها الأقلام أنها كانت تتسول وقد تعرضت للإفلاس قبل وفاتها وقامت ببيع أثاث منزلها بالكامل وأنها عاشت فى شقة صغيرة. 

15- ورحلت زينات صدقي في يوم 2 مارس من عام 1978، ليسدل الستار عن حياة واحدة من أروع رائدات الكوميديا في السينما المصرية، ولكن تظل أعمالها حية لا تموت.