الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من عجائب القرآن.. الفرق بين كلمتي الميِّت والميْت

الفرق بين كلمتي الميِّت
الفرق بين كلمتي الميِّت والميْت

أوضحت الدكتورة إلهام شاهين، مساعد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية لشؤون الواعظات، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، الفرق بين كلمتي «الميِّت والميْت» يعد من عجائب القرآن، منبهة على أنه لا توجد كلمتان في القرآن بمعنى واحد، بل لا بدَّ من فروق دقيقة بينهما.

وأضافت «شاهين» لـ«صدى البلد»، أنه ربما عدل القرآن عن صورة إلى أخرى تختلف عن الأولى في عدد الحروف أو الترتيب أو الحركات، وهذا التغيير يكون مقصودًا، لذلك لا بدَّ من حِكم ولطائف من هذا التعبير والتغيير.

وأوضحت: أن الميِّت، بتشديد الياء: هو غالبًا ما يعبَّر به عن الحي الذي فيه الروح، و«الميْت» بتسكين الياء: هو الذي خرجت روحه منه، مشيرة إلى أن «الميِّت»: مخلوق حيّ، ما زال يعيش حياته، وينتظر أجله، فهو ميَّت مع وقف التنفيذ، ونرى هذا المعنى واضحًا في قوله تعالى وهو يخاطب رسوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّكَ مَيِّتٌ».

وبيّنت أن الآية الكريمة تخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأنه سيموت، وأن خصومه الكفار سيموتون، فكل حي «ميِّت» حال حياته ينتظر حلول الأجل.

وأشارت إلى أن «الميْت» بسكون الياء: هو المخلوق الذي مات فعلًا وخرجت روحه وأصبح جثة هامدة، وأطلق القرآن هذا اللفظ على: «البلد الميْت»، فقال الله تعالى: «وَآيَةٌ لَّهُمُ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ» والبهيمة الميْتة، قال الله تعالى: «إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ».

وألمحت إلى أن «الميْت»: هو الإنسان الذي مات وخرجت روحه، وقد شبه الله تعالى الذي يغتاب أخاه بمن يأكل لحم ذلك الإنسان الميت فقال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا».

ونوهت بأن «الكافر»: قلبه ميْت، فهو ميْت موتًا معنويًا، رغم أنه يتحرك ويتنفس، فميْت لخلو قلبه من الإيمان، وحياته من الاستقامة، ولا يحيي قلبه إلا الإيمان: «أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ».

وتابعت: ونستشف هذه المعاني من حركات الكلمتين، فالـميِّت: ياؤه مشددة، ويشير إلى إقبال الإنسان الحي على حياته الدنيا، وانهماكه فيها، وحرصه عليها بكل ما أوتي من قوة وشدّة، وأما الميْت: الذي خرجت روحه ، فياؤه ساكنة غير متحركة، ولعلها إشارة إلى سكون هذا الإنسان وهدوئه بعد خروج روحه، وتوقفه عن الحركة.

واستطردت: وقال الشاعر مفرِّقًا بينهما: وَتَسْأَلُـني تَفْسيرَ مَيـْتٍ وَمَيِّتٍ فَدونَكَ ذا التفسـيرُ إنْ كنتَ تَعْقِلُ فَمَنْ كانَ ذا روحٍ فَذلِكَ مَـيِّتٌ وَما الـمَيْتُ إلاَّ مَنْ إلى القَبْرِ يُحْمَلُ».