الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التعليم زمان .. المدارس أيام محمد علي كان دخولها "بالإجبار" وكانت تمنح التلاميذ رواتب شهرية

المدارس ايام محمد
المدارس ايام محمد علي

حظي العلم والتعليم في مصر باهتمام بالغ في عهد محمد علي باشا عندما تولى حكم مصر عام 1805 م ، حيث قام بإنشاء المدارس ونظم التعليم وأتى بالمعلمين من أوروبا وأرسل البعثات التعليمية إلى الخارج، وأحدث نهضة علمية كبيرة تخدم طموحاته في بناء مصر الحديثة.

وقامت سياسة محمد علي التعليمية على عدة محاور أهمها إقامة المدارس وفقًا للنظم الحديثة، وإنشاء ديوان خاص بها، وقد شملت المدارس التي أنشاها محمد علي كل مراحل التعليم من المرحلة الأولية والثانوية والتعليم الخاص.

 وكان التلاميذ يساقون قسرًا إلى المدارس بعد إجبار أولياء أمورهم على إرسالهم حتى ولو أدى الأمر إلى انتزاعهم بالقوة؛ هذا على الرغم من المغريات التي بذلتها الدولة في ذلك الوقت لترغيب الأهالي في تعليم أولادهم، فكانت المدارس تتولى إيواء التلاميذ وإطعامهم وتقدم لهم الملابس والرواتب الشهرية.

وبلغ عدد المدارس الابتدائية التي أنشأها محمد علي 66 مدرسة منها 40 بالوجه البحري وعدد 26 مدرسة في الوجه القبلي ، كما أنشأ مدرستين تجهيزيتين أحدهما في القاهرة والأخرى في الإسكندرية.

أما المدارس التخصصية أو العالية التي انشئت في عهد محمد علي ، فشملت مدارس للطب والهندسة والطب البيطري والزراعة واللغات، ومدارس حربية للطوبجية والخيالة والبيادة ، هذا إلى جانب مدارس الموسيقى والفنون والصناعات.

وكان بالقطر المصري نحو 10000 (عشرة آلاف) تلميذ ينتظمون في هذه المدارس .

ومن أهم المدارس العالية التي أنشأها محمد علي :

مدرسة الطب : التي أنشأها محمد علي بناء على مشورة من الطبيب الفرنسي كلوت بك، الذي استقدمه محمد علي ليكون طبيبًا ورئيسًا لجراحي الجيش المصري ، فأشار على محمد علي بإنشاء مدرسة للطب يلتحق بها الطلبة المصريون، فتم إنشاؤها في عام 1827م في أبي زعبل ، كما أنشأ مدرسة ملحقة بها لتعليم اللغة الفرنسية، حيث كانت هيئة التدريس في مدرسة الطب تتكون من أساتذة فرنسيين وقلة من الإيطاليين.

 وبعد مضي خمس سنوات على إنشاء هذه المدرسة، وقع الاختيار على اثني عشر طالبًا من أوائل الخريجين ليكونوا أول بعثة لدراسة الطب في فرنسا عام 1832م ، وعندما عاد هؤلاء الطلبة كلفتهم إدارة المدرسة بترجمة بعض أمهات كتب الطب إلى جانب اشتغالهم كمعيدين ومساعدين للاساتذة الأجانب.

مدرسة الطب البيطري: والتي بدأت في رشيد عام 1828م، ثم الحقت بعد سنتين بمدرسة الطب البشري في إبي زعبل، وكان مديرها فرنسيًا ،  ولما نقلت مدرسة الطب البشري إلى قصر العيني في عام 1837م انتقلت مدرسة الطب البيطري إلى شبرا.

المدارس الفنية: وتشمل المدارس الزراعية والهندسية ، وكام اهم المدارس الزراعية  مدرسة الزراعة بشبرا الخيمة، التي بدأت الدراسة بها عام 1833م ، والمدرسة الزراعية بنبروه التي انشئت عام 1836م.

 وكانت هيئة التدريس في هذه المدارس من أعضاء البعثة الزراعية الذين عادوا من أوروبا ، ومنهم يوسف افندي الذي تولى إدارة مدرسة نبروه الزراعية.

أما المدارس الهندسية : فقد عني بها محمد علي عناية خاصة نظرًا لاحتياج البلاد إلى مهندسين لمسح الأرض وحفر الترع وإنشاء القناطر والجسور وتشييد المصانع ودراسة طبقات الأرض للبحث عن المعادن ، وخدمة الجيش ببناء الثكنات والطوابي والاستحكامات وكانت آخر مدرسة للهندسة أنشئت في عهد محمد علي هي مدرسة بولاق عام 1834م، التي نُظمت على نسق مدرسة الهندسة بباريس، ثم انضمت إليها مدرسة المهندسين بالقناطر الخيرية ومدرسة المعادن بمصر القديمة.

المدارس الصناعية: وكان أهمها: 
مدرسة العمليات أو الفنون والصنائع التي أنشئت عام 1837م بهدف تخريج الصناع المهرة 
و مدرسة الكيمياء التي أنشئت في مصر القديمة لدراسة الصناعات الكيميائية 
و مدرسة المعادن التي أنشئت في عام 1834م لدراسة كل ما يتعلق بالصناعات المعدنية.

وبالنسبة لـ مدرسة الألسن: أمر محمد علي بإنشائها عام 1835م باسم مدرسة الترجمة، ثم تغير اسمها إلى " مدرسة الألسن " ،  ويرجع الفضل في إنشائها إلى اقتراح من رفاعة الطهطاوي الذي تولى إدارة المدرسة واختار للدراسة فيها ثمانين طالبًا، وعني فيها بتدريس اللغتين العربية والفرنسية، تليهما اللغة التركية والإنجليزية.

وكانت فكرة محمد علي الاساسية ، هي ان يعهد للاجانب الذين يثق في علمهم بتعليم طلبة المدارس التي انشأها ، حتى إذا أتم هؤلاء تعليمهم خلفوا اساتذتهم في مراكزهم.


 وفي هذا السياق استعان محمد علي بعدد من العلماء الأوروبيين كان معظمهم من الفرنسيين وكان من ابرزهم " كلوت بك " الذي انشأ مدرسة الطب، ومسيو لامبير ناظر مدرسة الهندسة وهاملتون ناظر مدرسة الطب البيطري.