قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

هل الصلاة الوسطى في القرآن هي الفجر؟.. 3 أمور عن فضلها يجهلها كثيرون

الصلاة الوسطى
الصلاة الوسطى

ما هي الصلاة الوسطى التي وردت في القرآن الكريم؟ سؤال قد يغيب عن أذهان الكثيرين رغم ما لها من فضل عظيم ومكانة خاصة في الشريعة الإسلامية. 

وقد ورد ذكرها في قول الله تعالى: «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ» [البقرة: 238]، مما يدل على خصوصيتها وأهميتها بين سائر الصلوات، ومن هنا، تبرز أهمية معرفة ما المقصود بالصلاة الوسطى في القرآن، حتى لا يُفوّت المسلم هذا الفضل الكبير وكنز الأجر الذي اختصّه الله بها.

ما هي الصلاة الوسطى التي وردت في القرآن الكريم؟

ورد في قوله تعالى في سورة البقرة: «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ» [البقرة: 238]، تأكيدٌ على أهمية الصلاة الوسطى ومكانتها الخاصة بين الصلوات الخمس. وقد اختلف العلماء في تحديد المقصود بالصلاة الوسطى، وتعددت أقوالهم حتى بلغت عشرين رأيًا، وفقًا لما ورد في "فتح الباري".

ومن أبرز هذه الآراء: القول بأنها صلاة الفجر، وهو مذهب الإمام مالك والشافعي، إلا أن الرأي الراجح عند جمهور العلماء هو أنها صلاة العصر، استنادًا إلى ما رواه الترمذي والنسائي عن زر بن حبيش، قال: قلنا لعبيدة: سَل عليًا عن الصلاة الوسطى، فسأله، فقال: كنا نراها صلاة الصبح حتى سمعت رسول الله ﷺ يقول يوم الأحزاب: "شغلونا عن الصلاة الوسطى، صلاة العصر".

ويُستدل على أن العصر هي الصلاة الوسطى كذلك من موقعها في ترتيب الصلوات الخمس؛ فهي تأتي بين الفجر والظهر من جهة، والمغرب والعشاء من جهة أخرى، لذا سُميت بالوسطى من حيث الترتيب الزمني.

وقد أولى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العصر أهمية كبيرة، محذرًا من تضييعها، حيث قال: "من فاتته صلاة العصر، فكأنما وُتر أهله وماله"، في إشارة إلى عِظم أجرها وخطورة تركها.

فضل الصلاة الوسطى

فضل الصلاة الوسطى ، ورد في فضل صلاة العصر بناءً على من قال بأنّ الصلاة الوسطى هي صلاة العصر فيما يأتي: قول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذْ نَظَرَ إلى القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ قالَ: إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كما تَرَوْنَ هذا القَمَرَ، لا تُضَامُونَ في رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أنْ لا تُغْلَبُوا علَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وصَلَاةٍ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَافْعَلُوا)، وهذا الحديث جاء ذكره في صحيح البُخاريّ الذي بوّب له باباً وسمّاه: باب فضل صلاة العصر، كما بوّب له مُسلم باباً في فضل صلاتي الصبح والعصر، وفي هذا الحديث تأكيدٌ على أدائها، وتشديدٌ على عدم فواتها، وذكر أهل التفسير بأنّها المقصودة في قوله -تعالى-: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ).

ويعود فضل الصلاة الوسطى، في أنها سببٌ في دُخول الجنة، وتركها مُحبطٌ للعمل والثواب، لِقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (مَن تَرَكَ صَلَاةَ العَصْرِ فقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ)، كما جاء في بعض الأحاديث أن من ترك صلاة العصر كأنّما قُتل له قتيلاً، أو أُخذ له مالاً قول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- الذي بيّن فيه أنّها أحد صلاة البردين الموجبة لِدُخول الجنة، حيث قال: (مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ)؛ وهُما صلاتي الفجر والعصر.

كما أن فضل صلاة الفجر بناء على من قال بأنّ الصلاة الوسطى هي صلاة الفجر فيما يأتي: صلاة الفجر مشهودةٌ من ملائكة اللّيل والنهار، ويكون الإنسان في ذمّة الله -تعالى- إذا أدّاها في جماعة، وثبت في الأحاديث أنّ أجرها كقيام اللّيل لمن كان قد صلّى العِشاء في جماعة أيضاً، وهي من أثقل الصلوات على المُنافقين، وحث الله -تعالى- على المُحافظة عليها بقوله: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ). صلاة الفجر هي المقصودة في قوله -تعالى- كما جاء عن مُجاهد: (إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا)؛ أي تشهدُها وتجتمعُ فيها ملائكة اللّيل وملائكة النهار.

فضل المحافظة على الصلاة الوسطى، ورد أن صلاة الفجر إحدى صلاة البردين الموجبة لِدُخول الجنة، لِقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ)، وجاء في الأحاديث الصحيحة بأن الإنسان لو يعلم ما فيها من الأجر والثواب لآتاها ولو حبواً كما يحبو الصبيّ؛ وفي ذلك دلالة على عظيم أجرها وفضلها.