انتشر مؤخرا، مقطع فيديو أثار جدلا واسعا وسوء فهم لدى الكثيرين، حيث ظهر وكأن هناك اعتداءً على فتاة في فاقوس بالشرقية بسبب الميراث، ونظرا لما ترتب على ذلك من اتهامات وتشويه للحقائق، تواصل "صدى البلد"، مع أحد أطراف الواقعة مباشرة وكان متواجدًا وقتها من أجل التوضيح الكامل للواقعة كما حدثت على أرض الواقع، حتى تتضح الصورة من جميع جوانبها بعيدا عن التضليل.
وفي هذا الصدد، قال محمود من كفر العدوي، إن الفتاة التي ظهرت في الفيديو هي ابنة ابنة عمه، مؤكدا بشكل قاطع أنها لم تتعرض للضرب ولم يلمسها أحد، وأن ما ظهر في الفيديو مجرد لقطات مضللة، ومن يشاهدها قد يظن خطأ أنها كانت تتعرض للاعتداء، بينما الحقيقة غير ذلك تماما.
وأضاف العدوي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد": "نحن عائلة مكوّنة من ثلاثة أفراد، نعمل في قهوة إيجار قديم، كان جدي قد تركها لوالدي وأعمامي كنوع من الميراث الشرعي، وهذه القهوة ظلت في حوزة والدي وأعمامي منذ سنوات، وكانت عليها ضرائب مستحقة تم سدادها من جانبنا".
وتابع: "الفتاة التي ظهرت في الفيديو جاءت برفقة خالها، والذي سمع صوته في المقطع وهو يهدد أعمامي بالحبس، مع العلم أن هي وأخاها لم يشاركا يوما في دفع أي أقساط أو ضرائب تخص القهوة، ومع ذلك يطالبون الآن بالحق في الميراث دون وجه حق".
وأردف: "سبق وأن تدخل عمدة البلد وحكم بيننا في هذا النزاع منذ فترة، وليس هذا هو الاعتداء الأول، فقد قاموا من قبل بالهجوم على منزل عمي، وفي الواقعة الأخيرة، جاء خال الفتاة ومعه ابنة أخته بقصد افتعال مشكلة، حيث تم تجهيز الأمر مسبقا للتصوير، حتى تظهر الفتاة وكأنها تتعرض للضرب، ويتم تضليل الناس وكسب تعاطفهم".
وأكد: "خلال هذه الأحداث، تم الاعتداء على والدي وأخي وأختي ووالدتي باستخدام سلاح أبيض أمام منزلنا، وتم تصوير الواقعة أثناء دفاعنا عن أنفسنا فقط، والشخص الذي قام بالتصوير ادعى أن أخي كان يضرب الفتاة، بينما الحقيقة أن أخي لم يقترب منها من الأساس، بل كان يحاول صد الاعتداء والدفاع عن نفسه وعن والدته التي تعرضت للضرب، وكذلك شقيقته، ومنذ دخولهم الشارع كانوا يحملون الهواتف ويصورون بهدف افتعال المشكلة وتصعيدها.. والفتاة التي قيل إنها كانت "مضروبة" هي في الحقيقة من بدأت بالاعتداء، وكانت تضرب فتاة أخرى أمامها لتظهر في دور الضحية".
واختتم: "كل ما حدث كان مخططًا له لإثارة مشكلة والاستيلاء على شيء ليس من حقهم.. وهؤلاء الأشخاص معروفون في البلد بإثارة المشاكل، وقد سبق حبسهم من قبل، والجميع على علم بسوابقهم.. نرجو من الجميع عدم الانسياق وراء مقاطع مجتزأة أو روايات من طرف واحد، والتحقق من الحقيقة كاملة قبل إصدار الأحكام.. الحق لا يعرف بالصوت العالي أو بالفيديوهات المضللة، بل بسماع جميع الأطراف والرجوع للوقائع الثابتة".
وبحسب ما وثقته الشهادات ومقاطع الفيديو المتداولة، تعرضت الفتاة وخالها لاعتداء من قبل ثلاثة رجال، حيث جرى التعدي عليهما في الطريق العام أمام المارة، في مشهد مؤلم يخالف كل القيم الإنسانية.
وتفاقمت الواقعة بانتهاك صارخ لكرامة الفتاة بهدف إذلالها وكسرها نفسيا.
وانتشرت المقاطع المصورة فأثارت غضبا واسعا، وطرحت تساؤلات موجعة: كيف يمكن أن يتحول الخلاف على الميراث إلى عنف ضد قريبة من صلب العائلة؟ وكيف تنتهك الكرامة بهذه الصورة بدافع المال؟
ومن ثم تم تحرير محاضر من جميع الأطراف، واستمع إلى الشهود، وأصبحت الأدلة المصورة جزءا من التحقيقات.
وهنا يحدث أن تنتشر أقاويل متضاربة حول ما حدث، ولم تتضح الحقيقة بشكل كامل بعد. ومن المهم أن نتعامل مع الأمر بحذر وموضوعية، ونسعى لجمع جميع الشهادات من الأطراف المختلفة والأشخاص الحاضرين للواقعة.
وبذلك يمكننا الوصول إلى صورة أقرب للواقع، بعيدا عن الشائعات أو الانحياز لرواية طرف واحد فقط.