الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وقفة مع كورونا


ترى من تكون أيها "الكورونا"؟!،.. الكل يتساءل عن ماهية هذا الفيروس غير المرئي الذي قلب كوكب الأرض رأسًا على عقب، فأوقف حركة الطيران وفرض العزلة المنزلية على الكبار قبل الصغار، فترى  هل أنت أحد جنود الله سبحانه وتعالى لإفاقة البشرية وإعادة الحقوق لأصحابها كما يزعم البعض أم أنك أحد الكوارث الإنسانية التي فعلناها بمحض وكامل تجاربنا البيولوجية وفقدنا السيطرة على تبعاتها؟!..هل أنت ابتلاء ونقمة على دول العالم لتدمر اقتصادها وتغير خارطتها السياسية أم أنك نعمة ومنحة ألاهية لإنقاذ الكرة الأرضية وإعادة الطبيعة  لحالها كما خلقها رب العباد؟!... 

فمع كل تقرير عن مستجدات "كوفيد19" أعقد العزم وأقرر بكل حسم تسليم أمري للمولى عز وجل والتوقف نهائيًا عن التفكير في ماهية هذا الوباء خاصة أننا لم نصل بعد لمعلومة مؤكدة عن أسبابه ولا حتى مصل أو عقار يقينا من أهواله ويجنبنا احتمالية فقدان أغلى الناس جراء تهديداته، لكن تغلبني أعداد الإصابات المتزايدة وتدفعني لوقفة أبحث فيها عن إيجابيات هذا الفيروس اللعين .. نعم.. إيجابيات..  فرغم الأضرار الاقتصادية التي لحقت بالعالم عقب انتشاره حتى أصبح كثير من سكان الدول عرضة  للبطالة والإفلاس إلا أن "كوفيد19" نجح خلال 5 شهور فقط في التئام ثقب الأوزون.. وهو ما عجز عنه حماة وعلماء البيئة على مدار سنوات طوال في كافة بقاع الأرض!.. وكأن الوباء الفتاك ليس إلا احتجاج الطبيعة عن ما فعله بني البشر من ملوثات أدت لظواهر مناخية قاسية من رياح عاتية وأعاصير مدمرة إلى ارتفاع في درجات الحرارة تصل حد إشعال الحرائق بالغابات بسبب هذا الاحتباس الحراري، والذي سبق وحذرت من مخاطره كافة توصيات المؤتمرات والمعاهدات البيئية الدولية ولم يبالي  بتنفيذها أحد، فجاءت الكورونا لتعلق الطيران وما يصاحبه من انبعاثات ضارة تلوث الهواء. هكذا،..تنفست الطبيعة وعالج الأوزون نفسه بنفسه حتى أن بعض أنواع الطيور والكائنات البحرية المهددة بالانقراض عادت  لتغزو العالم، وتزين البحر بلون زرقته الخلاب بعد توقف الشواطئ عن استقبال من يلوثونها بسلوكياتهم الخاطئة..  

وإذا كانت تلك الكورونا استطاعت أن تبرم هدنة مع الطبيعة لتصلح ما أفسده الإنسان، أليس من الأولى أن نتعلم منها نحن كيفية الحفاظ على ذاتنا وناسنا، وقبل أن نطالب الحكومة بإجراءات احترازية تقينا من تلك الجائحة "الكورونية" يسأل كل منا نفسه ماذا فعل هو حتى نتجنب ارتفاع أعداد المصابين؟!،.. هل ألتزم بالعزلة المنزلية أم قضى رمضانه في الولائم الأسرية معتبرًا أن الطاولة العائلية لا تخضع لقواعد عدم الاقتراب طالما أن كل منا يعرف الأخر غافلين أو متغافلين أن هذا الفيروس لا يفرق بين قريب وغريب!.. وهل توقفنا عن التزاحم في المواصلات والمحال التجارية وارتدينا الكمامة الطبية حال اضطرارنا النزول أم تركنا أنفسنا لمحض الصدف رافعين شعار "نحن أقوى من كورونا"!..

باختصار التصدي  ل"كوفيد19" لا يعتمد على الدولة فقط بل الأهم دورنا أنا وأنت ونحن فكلما كنا واعين  بخطورة الوضع والتزمنا بإجراءات الوقاية  نجحنا في القضاء على هذا الوباء  بأسرع وقت..  والاختيار متروك لك..

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط