الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أبطال الاختيار الحقيقيين.. الشهيد البطل محمد هارون ابن بني سويف.. أسد الصحراء صائد التكفيريين

صدى البلد

سادت حالة من الفرحة والإرتياح لدي الشارع السويفي  بعد ظهور عدد من أبناءها الشهداء الأبطال في نهاية مسلسل الإختيار للفنان المبدع  أمير كرارة  "والذي  يذاع خلال شهر رمضان الجاري ومنهم الشهيد البطل العقيد محمد إبراهيم هارون والملقب بأسد المشاة "سادة المعارك "وصائد التكفيريين"  والذي استشهد بتفجير عبوة ناسفة بقرية الجورة بالشيخ زويد ، كما ظهر في المسلسل صورة العقيد الشهيد البطل يحي حسن أسد جبل الحلال رجل المداهمات وهما من أبناء محافظة بني سويف. 

وظهرت صورة الشهيد البطل العقيد محمد إبراهيم هارون، ابن محافظة بني سويف، المعروف بـ«صائد التكفيريين» الذي استشهد في 13 نوفمبر 2015، في تفجير عبوة ناسفة بقرية الجورة  بالشيخ زويد .

والشهيد محمد إبراهيم هارون " 37 عامًا"  تزوج من ابنة عمه الدكتورة منار عبد الفتاح هارون، مدرس بكلية التربية، قبل استشهاده بـ3 أشهر فقط، عُرف بين الضباط والجنود بعدة ألقاب، منها "صائد التكفيريين" و"أسد الصحراء"  لشهرته بعملياته الناجحة في رفح والعريش والشيخ زويد ضد العناصر التكفيرية.

 اقرأ أيضًا : 

عاشقة الألوان في بني سويف.. "عاليا طه" فنانة نطقت لوحاتها

واستشهد البطل مساء الخميس، 13 نوفمبر 2015، في الشيخ زويد، أثناء تأدية عمله بتفكيك العبوات الناسفة مع قوات الأمن في منطقة "الجورة" ، جنوب الشيخ زويد؛ ليسطر باسمه بحروف من نور.

 

"صدي البلد"  تواصل مع شقيه الدكتور أحمد إبراهيم هارون، والذي يعمل مدير حسابات  بالمملكة العربية السعودية والذي قال  "محمد" كان قليل الكلام عن خطورة العمليات في سيناء.

واصفا العلاقة بينهما  علي أنها كانت أبويه أكثر منها أخوية ، مضيفا أنه تم استدعاؤه بعد الزواج مباشرة لعملية كبرى، تحدثت عنها وسائل الإعلام  لعدة أيام حينذاك .

وأضاف الدكتور أحمد "شقيقي" عُرف بين قيادات الجيش الثاني والضباط والجنود بـ"صائد التكفيريين" ؛ لأنه غير طبيعة الأكمنة الثابتة، التي كانت تنتظر الخطر يأتي إليها من المجهول، وكان يذهب إليهم ويطاردهم؛ ليسقط العشرات منهم، واحدًا تلو الآخر، كما كان دائمًا ما يقول عنهم أنهم "جبناء" ، ولكنهم يستقوون عندما يجدوننا ندافع فقط، ولا نباغتهم بالهجوم، وروى لنا زملاؤه أن العناصر التكفيرية كانت تفر منه، وهم يرددون عبارات "دورية  أبو هارون جايه.. اشرد..اشرد" أي "أهرب، أهرب" .

وعن وصيته، قال شقيق الشهيد: تلقيت وصيته بالواتس اثناء رحله الحج في سبتمبر ٢٠١٤ من شقيقتي التي سلمها اياها قبل سفرنا للحج  سويا انا والشهيد .

وكانت على جزأين؛ الأول: "أوصيكم عند موتي أن تعجلوا بدفني ولا تدفنوني إلا بعد تسديد ديوني، وهي كالآتي، قسط العربية لبنك القاهرة، ويوجد كارت مع الجندي علي.. والأسطى جمال الاسترجي ميدو يعرفه ليه 1000 جنيه".

 

وتابع "ياريت تخرجوا مبلغ كبير عني، علشان لو فيه ديون ناسيها» والجزء الثاني الذي كلفني فيه بأداء صلاة الجنازة عليه، فقال «إن كان شقيقي أحمد موجود يصلي هو صلاة الجنازة علي؛ لأنه سيكون أكثر ألمًا وحزنًا"

 

وسرد الرائد خالد أبو بكر، أحد ضباط الشرطة  رواية، نقلًا عن مجند بكتيبة "هارون" ، أنه أثناء أعمال قتال العناصر الإرهابية في منطقة الجورة جنوب الشيخ زويد، عقب إصابته مباشرة، نجح أفراد القوة في اصطياد العنصر الإرهابي شديد الخطورة، الذي أطلق عليه الرصاص، موضحًا أن الشهيد البطل سمع أنَّات الإرهابي، واستغاثته بحثًا عن الماء، فوجه المقدم محمد هارون جنوده؛ لإحضار الماء للتكفيري، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة .

 

وأضاف عبر صفحته بـ"فيس بوك" أن جميع أفراد القوة انتابتهم حالة من الدهشة؛ نتيجة تصرف الضابط البطل، وكانوا في الأصل يرغبون في تمزيق جسده بالرصاص، بعد أن أصاب قائدهم، فرد عليهم بحزم: "لا.. قلت اذهبوا وأحضروا الماء هو يحتضر والروح لها حرمتها".

 

وتابع: "ذهب الجنود وأحضروا الماء فأخذه الشهيد قبل أن يودع الحياة، وبيديه عدل وضع التكفيري للشرب في حين كان التكفيري القاتل ينظر بذهول ودهشة للمقدم هارون، فقال له نحن لسنا مثلكم وعقيدتنا مختلفة فنحن خير أجناد الأرض فعلا وليس قولا، وخستك لا تعنى أن أنسي تقاليد القتال وفروسيتها حتى وإن كنت قاتلي" .

 

وروت "أماني" شقيقة الشهيد، تفاصيل آخر أيام قبل استشهاده، قائلة: "محمد كان مسافر قبل إستشهاده بيومين وكنت أتابعه وهو مسافر إلى أن وصل إلى الساحة بالشيخ زويد بسيناء، قال لي "خلاص يا أماني انا وصلت لا تقلقي...سوف أتحرك إلى كمين الجوره بعد شوية ودي كانت حاجة غريبة؛ لأنه يتحرك للكمين في اليوم التالي وليس بنفس اليوم".

 

وتابعت: "محمد"  أهداني قرار نقلي من مدينة ناصر إلى بني سويف، قبل استشهاده بـ48 ساعة، وهذه كانت أهم هدية أهداها لي، وأعتبرتها صدقة جارية عنه، وأضافت: "محمد" كان فخرًا للعائلة جميعًا وهو حي يرزق، وازددنا  فخرنا به بعد استشهاده بهذه الطريقة البطولية التي تتحدث عنها أجيالًا لسنوات قادمة، وأدعو من الله أن يصبح أبني ضابطًا في الجيش "ليأتى لي بثأر خاله من خوارج العصر".

 

وقال عنه صديقه المقدم محمد الجمهودى،"هارون "  كان يتسم بالرزانة والتريث قبل اتخاذ أي قرار، وأنا عاشرته في الكلية ولمست فيه هذه الصفات القيادية، وهو ما أشار أليه الفريق صدقي صبحي، وزير الدفاع السابق ، عند تكريم هارون ، وكان لى الشرف أن حضرت احتفالية التكريم بدعوة من "هارون" نفسه   وحينها جاء الدور لتكريمه فقال عنه وزير الدفاع "هو ابن من أبناء مصر المرابطين في سيناء ويتسم هارون بالحكمة في تقدير الموقف واتخاذ القرار» وكم من مرة كرمه الرئيس عبدالفتاح  السيسي، لدوره الرائع مع رجاله في نجاح الحرب الدائرة الآن في سيناء ضد الأعداء.