الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رئيس أكاديمية الأزهر العالمية للتدريب لـ صدى البلد: وعاظ من 20 دولة يتدربون في الأكاديمية.. والدورة الواحدة تضم 60 متدربا.. ونستهدف المشتغلين في مجالات الإمامة والوعظ والفتوى

رئيس أكاديمية الأزهر
رئيس أكاديمية الأزهر العالمية للتدريب

  •  تحصين الوعاظ ضد الأفكار المتطرفة
  • تزويد المتدربين بالرؤى والثقافات التي تزود قدراتهم الفنية والعلمية للقيام بواجبهم
  • رمضان في الأكاديمية فرصة ذهبية للنزول إلى أرض الواقع

 

قال الدكتور محمد الضويني، رئيس أكاديمية الأزهر العالمية للتدريب، إن أكاديمية الأزهر مؤسسة تعليمية من مؤسسات الأزهر تضم علماء ومهتمين بالدعوة، وهو ما يعني انضمام منتسبيها إلى قوافل ولجان مجمع البحوث الإسلامية الدعوية، حيث تعد الأكاديمية وحدة من وحدات المجمع العلمية، بل تشترك الأكاديمية وتسهم بمجهود ملحوظ في إعداد المقالات والفتاوى المتخصصة والتي يكثر السؤال عنها في الشهر الفضيل، وذلك للنشر عبر المواقع الالكترونية الخاصة بالمجمع أو بالأكاديمية.

وأوضح الضويني، خلال حواره لـ "صدى البلد"، أن البرامج التدريبية في الأكاديمية تتنوع من حيث مداها الزمني، فمنها ما مدته أسبوع واحد، وتلك ثلاثة برامج، كل برنامج منها ينتظم به خمس وعشرون متدربا، وهي تتكرر أسبوعيا بنفس الأعداد وبلا توقف، ومنها ما يمتد لمدة شهر كامل، وتلك أربعة برامج، وهذه البرامج تستمر لمدة عشرة أشهر، حيث توقف تلك الدورات في شهر رمضان لتمكين الأئمة والوعاظ من القيام بواجبهم الدعوي في الشهر الفضيل، وينتظم بكل برنامج منها خمس وعشرون متدربا.. وإلى نص الحوار


بداية.. ما أهم الأنشطة التي قدمتها أكاديمية الأزهر خلال الفترة الماضية؟

الاستمرار في تقديم البرامج التدريبية التي تقدمها الأكاديمية، وهي برامج متعددة تصل إلى تسعة برامج، منها ما يتم تخصيصة للأئمة والوعاظ المصريين، ومنها ما يتم تخصيصة للواعظات المصريات، ومنها ما هو موجه لأعضاء لجان الفتوى على مستوى الجمهورية، ومنها ما هو مخصص للأئمة والوعاظ الوافدين من شتى أنحاء العالم.

وتستهدف الأكاديمية من هذه البرامج تنمية الانتماء الحقيقي للأمة والوطن، والتذكير بالمسئولية القائمة على عاتق الوعاظ نحو دينهم ووطنهم، وتأهيل أعضاء لجان الفتوى والوعاظ فيما يخص معرفة الفتاوى الشـرعية للقضايا المعاصرة في فقه العبادات والمعاملات والأمور الطبية، وتحصين الوعاظ ضد الأفكار المتطرفة، من خلال تدريس معالم المنهج الأزهري وتصحيح المفاهيم الخاطئة عقائديًّا وسلوكيًّا.

ومن أهم الأنشطة أيضا التي تضطلع بها الأكاديمية العكوف على رصد التطورات المحيطة والتي تستدعي العمل الفوري لتصميم البرامج التدريبية التي تستوعب تلك التطورات بما يثبت مرونة الشريعة وصلاحيتها للزمان كلها والإنسان كله، وتزويد المتدربين بالرؤى والثقافات التي تزود قدراتهم الفنية والعلمية للقيام بواجبهم في خدمة وطنهم وتوعية المواطنين عن بصيرة بما يحقق آمال الأمة، وتجنيبهم الوقوع تحت تأثير أصحاب الأفكار المتطرفة.

هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى نعمل على رصد المشكلات الاجتماعية وتقييم أسبابها، وما ينبغي أن نزود به الأئمة والوعاظ لمواجهتها عن طريق تبصير الشباب والآباء والأمهات وسائر فئات المجتمع التي قد يكون لها علاقة بتلك المشكلة، بأسبابها وسبل علاجها، وبيان الطرق التي تحث عليها الشريعة للوقاية منها أو تجنبها.


كم عدد المتدربين داخل الأكاديمية؟ وعدد الدفعات التي تخرجت؟

تتنوع البرامج التدريبية في الأكاديمية من حيث مداها الزمني، فمنها ما مدته أسبوعا واحدا، وتلك ثلاثة برامج، كل برنامج منها ينتظم به خمس وعشرون متدربا، وهي تتكرر أسبوعيا بنفس الأعداد وبلا توقف، ومنها ما يمتد لمدة شهر كامل، وتلك أربعة برامج، وهذه البرامج تستمر لمدة عشرة أشهر، حيث توقف تلك الدورات في شهر رمضان لتمكين الأئمة والوعاظ من القيام بواجبهم الدعوي في الشهر الفضيل، وينتظم بكل برنامج منها خمسة وعشرون متدربا، ومنها ما يستمر لمدة شهرين، وهذا خاص ببرامج تأهيل وتدريب الوافدين، وبمتوسط 60 متدربا في الدورة الواحدة، وتستمر طوال العام لتتكرر ست مرات في العام الواحد، وكل برنامج منها ينقسم إلى برنامجين لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الإخوة الوافدين، على أنه تجدر الإشارة إلى أن الأكاديمية خرجت حتى الآن من دورات الوافدين 127 مائة وسبع وعشرين دورة.


من المستحق بالتدريب داخل الأكاديمية؟ وكيف يتم اختيارهم؟

تستهدف الأكاديمية الأئمة والوعاظ وأعضاء لجان الفتوى من خريجي الأزهر الشـريف، ويتم الاختيار من خلال التنسيق مع مناطق الوعظ على مستوى الجمهورية. 


وانطلاقًا من عالمية الأكاديمية، فإنها تستهدف كذلك جميع الوافدين من جميع أنحاء العالم، والمشتغلين في مجالات الإمامة والوعظ والفتوى، ويتم التحاق السادة الوافدين بالأكاديمية من خلال التنسيق بين وزارة الخارجية المصرية وسفارات العالم المختلفة، وذلك من خلال ترشيح السفارات لأعداد الوافدين بما يتناسب مع أعداد المنح المقدمة من مشيخة الأزهر الشريف، حيث يقوم الأزهر بتغطية كافة نفقات السفر من ذهاب وإياب، وإقامة وإعاشة طيلة فترة الدولة، دون أن يتحمل الوافد أي شيء.


ومن أهمّ الشروط الواجب توافرها في الوافد للأكاديمية أن يكون ممارسًا أو مؤهلًا للعمل الوعظي والدعوي في بلده، وأن يكون على دراية باللغة العربية نطقًا وكتابة، ويتم التأكد من ذلك من خلال مقابلته مع السفير المصري في بلده أو من ينوب عنه.


ما هي برامج التدريب داخل الأكاديمية؟

توجد العديد من البرامج التدريبة داخل الأكاديمية، تتمثل في "إعداد المفتي المعاصر"، وبرنامج "إعداد الداعية المعاصر"، وبرنامج "الفقه وقضاياه المعاصرة"، برنامج "التعامل مع ثورة المعلومات"، برنامج "علم الفلك الشرعي"، وبرنامج "تجديد الخطاب الديني والفتاوى المعاصرة"، وبرنامج "الواعظات المعاصرات"، وبرنامج "نوازل العبادات الخاص بالواعظات"، بالإضافة لعدد من البرامج المتخصصة الأخرى ذات العلاقة بعلوم القرآن واللغة العربية، وتقديم الدعم فيما يخصّ التعامل مع وسائل الإعلام المختلفة بصفة عامة، ووسائل التواصل الاجتماعي، والإعلام الجديد بصفةٍ خاصة؛ حتى يكون الواعظ على دراية بمجريات العصر وتطوراته، وإمكانية الدفاع والحديث عن القضايا المثارة بفكر مستنير، ولتنمية مستويات الدعاة وتدريبهم على التواصل الفعال، لتحقيق أكبر قدر من التأثير الإيجابي فى الجماهير.


ما البروتوكولات التي وقعتها الأكاديمية مع المؤسسات العالمية الأخرى للتدريب؟

لدينا اتفاقيات وتفاهمات مع العديد من دول العالم الذين يجدون في الأزهر الشريف المنهج المعتدل والفكر الوسطي الذي يعبر عن صحيح الإسلام عقيدة وشريعة، منهجا وسلوكا، فكان الأزهر قبلتهم بمؤسساته المختلفة، جامعا وجامعة، تعليما وتأهيلا وتدريبا، حيث يتم تزويدهم بمختلف الفنون والمعارف التي تعينهم على فهم صحيح الدين، وبفكر واع ومستنير، يدركون معه أمانة الكلمة وخطورتها، فيجنبوا بلادهم وتلاميذهم الوقوع في ويلات الفكر السقيم والمنحرف، ويصححوا للناس دينهم وأفكارهم في ضوء الامتثال الجاد والحقيقي للكتاب والسنة.


هل هناك إصدارات أو أبحاث قامت الأكاديمية بإصدارها؟ وما دور هذه الأبحاث؟

نعكف حاليا على دراسة المادة العلمية الخاصة بالتدريب، لنرى مدى إمكانية الاستفادة منها وإصدارها لتكون في متناول من لم يلتحق بالأكاديمية كنوع من التعليم عن بعد، حيث من لم تمكنه ظروفه من الالتحاق بالأكاديمية نصل إليه نحن، حيث إن تلك المادة العلمية والأبحاث التي تلقى داخل الأكاديمية وفي قاعات التدريب إنما تتميز بالشق العملي والتطبيقي فيها، فضلا عن الارتقاء من حيث التناول نظرا لأن الشريحة التي تخضع للتدريب فهي ذات احتكاك بالواقع العملي، ومن ثم يبذل المدربين جهدا كبيرا لمواءمة ما يلقونه مع الواقع كحل لتلكم المشكلات العملية التي يحملها المتدربون وتشغل بالهم.


على أن تلك المواد العلمية التي تخضع لدراستنا وتحليلنا الآن لا تقف عند حد الأبحاث المكتوبة، بل تتجاوزها إلى تلك المحاضرات المسجلة المسموعة أو المرئية. ونأمل أن نصل إلى إصدار مادة علمية حقيقية تعنى بالواقع العملي الملائم للتطورات المعاصرة سواء على صعيد الخطاب الديني، أو على صعيد معاملات الناس وأخلاقهم، وحسن علاقتهم بربهم، وتنمية جانب الرقابة الذاتية لديهم، باعتبارها أحد أهم عناصر الإنتاج في الدولة الإسلامية.


 هل هناك وعاظ أجانب يتدربون داخل الأكاديمية  من أي البلاد ؟

نعم، كما سبق أن أوضحنا، فبرامجهم مستمرة طوال العام، مدة كل برنامج تمتد لتصل إلى شهرين، وهم يأتون إلينا من دول كثيرة، ربما تصل إلى عشرين دولة في الدورة الواحدة، على أن هذه الدورات الخاصة بالوافدين تحظى بإقبال شديد، وتزاحم يصل إلى إشغالها وحجزها لمدة عام كامل، حيث يجدون الرعاية والعناية التي يحظون بها سواء من الأزهر الشريف أو مصرنا العزيزة، مع تذليل كل الصعوبات التي قد تواجههم حتى يحظون بإقامة متميزة تليق بمصر كبلد مضياف.


بعيدا عن التدريب.. هل تقدم الأكاديمية أنشطة أخرى مختلفة خلال رمضان؟

أكاديمية الأزهر مؤسسة تعليمية من مؤسسات الأزهر تضم علماء ومهتمين بالدعوة، وهو ما يعني انضمام منتسبيها إلى قوافل ولجان مجمع البحوث الإسلامية الدعوية، حيث تعد الأكاديمية وحدة من وحدات المجمع العلمية، بل تشترك الأكاديمية وتسهم بمجهود ملحوظ في إعداد المقالات والفتاوى المتخصصة والتي يكثر السؤال عنها في الشهر الفضيل، وذلك للنشر عبر المواقع الإلكترونية الخاصة بالمجمع أو بالأكاديمية.

كما أن الشهر الكريم يعد بالنسبة لنا في الأكاديمية فرصة ذهبية للنزول إلى أرض الواقع ورصد أداء السادة الأئمة والوعاظ وتحليل خطاباتهم الدعوية والتوعية، لاستظهار جوانبها الإيجابية أو السلبية، لتوضع في الاعتبار عند تصميم وإعداد البرامج التدريبية، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى نرصد الأثر المرتد للبرامج التي تم تنفيذها، ومدى تأثيرها في خطاب الوعاظ وتعاطيهم مع مشكلات الواقع، وهو ما يمكننا من إعادة تقييم برامجنا التدريبية المستمرة.