حالة من الذعر والخوف الشديد تسيطر على أهالي مدينة قويسنا بمحافظة المنوفية بعد أن شاهدوا أمام أعينهم فيروس كورونا يلتهم حياة الأبرياء دون التفرقة بين صغير أو كبير ، فأصبح هاجس الخوف من الفيروس القاتل يملأ كل البيوت ورائحة الموت أصبحت تزكم الأنوف خاصة بعد وفاة الشاب محمد وهدان ابن الثلاثين عاما مصابا بالفيروس ثم لحقه والده بعد ثلاثة أيام ليدفن بجواره بعد انتقال العدوي له عن طريق نجله الذي توفي بالفيروس القاتل.
إقرأ أيضا :-
بدأت الواقعة بشعور الشاب محمد وهدان ابن مدينة قويسنا بآلام شديدة في جسده وأعراض إنفلونزا شديدة ولكنه لم يخطر بباله ولم يفكر لحظة في احتمالية إصابته بـكوروناواعتقد أنها انفلونزا عادية وظل يمارس حياته بطبيعتها حتىأصبح يعاني من آلام شديدة في عظامه لا تمكنه حتى من السير .
وهنا بدأ في الإفاقة وفكر للحظات أنه من الممكن أن يكون قد أصيب بالفيروس فقرر فورا الذهاب للمستشفى وأجريت له التحاليل والأشعة اللازمة وتم حجزه بالمستشفىحتى جاءت نتيجة التحاليل النهائية وتأكد إصابته بالفيروس اللعين.
ولكن الأمر لم يقتصر علىذلك فبعد ذهاب الشاب محمد للمستشفي لاحظ الجميع حالة إعياءتنتاب والده وبدأ يشتكي من آلامحادة بجسده وعدم قدرته علي السير وتم إبلاغ المستشفي ليتم إجراء التحاليل اللازمة له وجاءت النتيجة صادمة للجميع فـ أكدت التحاليل إصابة الوالد بفيروس كورونا أيضا ليلحق بنجله في مستشفى العزل.
ومنهنا بدأت رحلة العذاب على أسرة المستشفى ما بين احتقان في الحلق وارتفاع درجة الحرارة بطريقة مميتة حتى أصبحا يصرخان ألما من مرارة المرض والمعاناة.
ليدخل بعد ذلك الشاب محمد فيآخر مرحلة في مرضه بل وفي حياته كلها فبعد أن كان شابا يضرب به المثل في قوة جسده وتفوقه في كمال الأجسام ليصبح طريح الفراش لا يقدر حتى على التقاط نفسه لتبدأ رحلة جديدة من المعاناة ليقوم الأطباء بمحاولةإسعافهوإدخال خراطيم الأوكسجين منحلقهإلىالرئتين حتى يتمكن من التقاط نفسه ليظل على هذا الوضع لبضع ساعات ثم تصعد روحهلبارئهاوسط حالة من الصراخ والذهول لأصدقائه وأهله ليتم تشييع جثمانه وسط بكاء وعويل أهله وأصدقائه.
وبعد تشييع الجنازة بثلاثة أيام بدأت الأسرة المكلومة تستعيد وعيها وتحاول أن تتماشى مع واقع الأحداث لكن القدر كان لهم بالمرصاد ليفاجأوا بهاتف منزلهم يخبرهم بوفاة والدهم لينفجر المنزل بوابل من الصراخ والعويل مرة أخرى بعد أن فتك بهم المرض القاتل الذي هدم اسرتهم.