الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نورهان البطريق تكتب: لم نٌخلق لنقبل بالمتاح

صدى البلد

لا أظن أنني سأتفوّه بها سريعًا مثلما يتصوّر البعض، ولا أعتقد أننى سأجبر شفتاي على نطق تلك الكلمة فور إعلان خِطبة ما، فلا يمكن أن أخالف شعوري من أجل أن أرضي غرور أحدهم، فيشعر بلذة الانتصار إثر وقوعها على مسامعه، ثم إنه ما دخلُ تلك الكلمة بخاتم الخطبة ومراسمها، تلك الكلمة معناها أكبر من تلك الشكليات السخيفة، البعض يأخذها بمحملها السطحي، على الرغم من أنها تحمل بين ثناياها الكثير، ولكننا للأسف نجهل تلك الحقيقة.

الأمر يحتاج إلى وقت لا يمكن أن نحدده بفترة زمنية محددة، فقد يستغرق ذلك الشعور أسبوعًا، شهرًا، وقد يصل الأمر أحيانًا إلى سنة حتى ينبت ذلك الشعور بداخلك... فأنا لا أبالغ حين أقول ينبت فحسب، لأنني أدرك أن ماهية ذلك الشعور لا تنبت بكلمات غزل أو مكالمات في ساعة متأخرة من الليل، وإلا أكاد أجزم أن حينها سيولد الشعور خلال يوم واحد.

أما إذا كان نابعًا من أفعال تحسّستها جيدًا، ومواقف كان وجوده طاغيًا بها، حينها سيرتوي ذلك الشعور حتى وإن زاد ببطء، المهم أن يزيد، فالشعور الناجم عن تعب وجهد يبقى ويدوم، غير ذلك الشعور المؤقت الذي نصطنعه بداخلنا لأنه سرعان ما يزول.

خلاصة القول: إما أن تضفي لحياتي شيئًا يجعلنى أدمن وجودك، فلا يمكنني حينها الاستغناء عنك، أو أن يكون وجودك والعدم سواء، لا جدوى منه، وحينها سأنحاز إلى أن تبقى حياتي على وتيرتها المعتادة، معلنة انسحابي من علاقة تفتقر ركائزها الوجدانية في سبيل التظاهر بأريحية مفتعلة؛ فما فائدة ذلك الإطار الاجتماعي حينما أرى أن علاقتي بأحدهم هشّة وتفتقد كل معاني الحب، ولا تملك منه سوى المظاهر الخداعة، فأحيانًا أن  تحمل مشاعر لشخص غير موجود في حياتك، أفضل بكثير من أن يكون موجود ولكنك لاتشعر بوجوده مطلقا.