قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

كريمة أبو العينين تكتب: لا سحر ولا شعوذة !!

كريمة أبو العينين
كريمة أبو العينين

هربا من واقع مرير فى منطقة لم يتركها الغرب ولن يتركها تنعم بالهدوء مادام فيها خير وموارد طبيعية وبالطبع فيها اسرائيل ؛ هربا من هذا الأمر الواقع وجدتنى أقرأ عن الفقه والشريعة وأخذنى هذا العالم الروحانى الى الابحار فيما ذكر عن القبور وعذاب القبر أو نعيمه.

التجربة كانت مخيفة والتناقضات فى الاقناع كانت أكثر خوفا حتى وقع على عينى مقال لاثنين غربيين أحدهما مستشرق والاخر باحث فى علم الروحانيات والاجتماع ، هذان العالمان قررا أن يخوضا تجربة تفسير ماذكره فيلق كبير من علماء الدين والفقه عن عذاب ونعيم القبر . الاثنان إتفقا مع حارس أحد القبور على أن يعلمهما بموعد دفن إثنين فى أحد القبور فى نفس اليوم ، وقبل ذلك قاما بالاتفاق أو إن شئت الدقة برشو هذا الحارس بمبلغ مادى لكى يسمح لهما بتركيب كاميرا فى المدفن. 

ومرت أيام وإتصل بهما حارس المدفن ويبلغهما بأن جاريين سيدفنان فى خلال ساعة . كانت المكالمة إنطلاقة للعالمان كى يتحققا مما يذكر ويحدثه به اصدقاءهم المسلمون من عذاب ونعيم القبور ، كما كان أيضا فرصة للمستشرق أن يؤكد زيف الاعتقادات الدينية من الأساس . 

فى اليوم الثانى لموعد الدفن جاء العالمان الى حارس المدفن وطلب منهما العودة والانتظار يومين ثلاثة لأن أهل الميت فى الغالب بيداوموا على الزيارة الثلاثة أيام الأولى من الدفن .

 وبما أنهما لايملكان حق الرفض أو حتى الاعتراض فقد عادا من حيث أتيا ، وبعد ثلاثة ايام جاءا العالمان ودخل المدفن وتوجها ناحية الكاميرا كى يأخذان ماتم تسجيله عليها  ، ولكن وجدا أن الكاميرا قد حرقت تماما وصارت خردة . 

وبهذا الناتج فقد احبطت آمالهما لأنهما لن يعرفا ماذا تم تسجيله منذ دخول الجثمانين الى المقبرة وحتى هذه اللحظة ، فى لحظة يأس توجها نحو الجثمانيين علهما يتوصلا لأى شىء يدحض أو يؤكد نظريتهما ، وكانت الصدمة واحدة من الجثتين محاطة بالحشرات والثعابين والعقارب ورائحتها عفنة وتكاد تكون قد تحللت مع أن الفترة الزمنية لاترجح ذلك ، الجثة الأخرى ذات رائحة طيبة ولايوجد فيها ولا بجوارها أية حشرات ومازالت على حالها كما لو انها نائمة ليس إلا . 

خرجا من المقبرة وهما عازمان على معرفة كافة تفاصيل هذين الجثمانيين . قال المستشرق لصديقه العالم : من الممكن أن تكون الجثة المحللة صاحبة تاريخ مرضى سهل تحللها ، ومن الممكن أيضا أن هذا التحلل جذب الحشرات والثعابين والعقارب كى ينالوا وجبة سهلة . وحينها سأله العالم وهو غارق فى تنبؤاته : الحشرات تكالبت على جثة وتركت الأخرى مع أنها مجاورة لها ، وأيضا جثة ذات رائحة عفنة وأخرى ذات رائحة طيبة وملامح هادئة وكأنها تأخذ غفوة بعد يوم تعب طويل ، فى حين أن الجثة المتحللة وجهها فزع وملامحها مخيفة وكأنها تهرب من عصابة تريد القضاء عليها ، ألم ترى كم الهلع المرسوم على وجه الجثة التى تأكلها الحشرات ؟؟ كل منهما يحمل وجهة نظره سيدحضها أو يؤكدها التاريخ المرضى للجثتين والتاريخ الاجتماعى لهما أيضا وهذا ماإتفقا عليه الاثنين وقد كان . 

بعد بحث واستقراء فى ملف الاثنين اتضح أن الجثة المتحللة لم يكن لديها أى إصابات أو أمراض بل أنه كان فى صحة جيدة وتوفى فجأة أثناء ممارسته الرياضة بسكتة قلبية ، أما الجثة الطيبة الملامح والجسد غير المتحلل فعلى العكس كان صاحب أمراض وسجل طبى حافل بالالام . 

التاريخ الاجتماعى للراحلين أكد أن صاحب الجثة المتحللة كان شخصا فظا ، كارها لجيرانه ولكل من معه، يداوم على ايذاء كل من يقع عليه ناظره ويتفنن فى الفتن والمؤمرات لكل البشر ، أما الآخر فقد كان طيب القلب حنونا صبورا ، متفقا كل مالديه على من حوله برضى خاطر . التجربة انتهت ولم يجزم أيا من العالمين بنتيجة ثابته ولكنهما تركا ذلك التاريخ لكل القارئين مطالبين إياهم بمدهم بأية تجارب أو معلومات تنفى أو تؤكد عذاب أو نعيم القبر . الغريب أن رحلة العالمين مازالت مستمرة والنتائج غير قاطعة وردود الأفعال بين مرجح ورافض والكل نسى أن هذه ليست الحياة لأن الخالق يقول عز وجل على لسان من فرط فى عمله وإنتقص منه وغرته الدنيا " ليتنى قدمت لحياتى ".. ان كنت ممن على يقين بأن القبر روضة من الجنة أو حفرة من الجحيم أو كنت ممن يرون أن الروح تصعد لخالقها وتظل فى برزخها الى يوم يبعثون وأن الحسد يبلى والعقاب أو الفوز فى الاخرة فقط ، إن كنت من هؤلاء أو تلكم كل ماعليك أن تقدم لحياتك.