تزخر دائما أرض الفيروز، بالرجال الشدائد الذين لا يعرفون في الحق لومة لائم، ولا يخشون إلا الله، وينفقون كل غال ونفيس من أجل حماية أرضهم وعرضهم، ويتعاونون بكل جد واجتهاد مع الجيش المصري، ومن بين هؤلاء شيخ جليل يحترمه كل أهالي سيناء، وضحى بروحه من أجل أرضه وبلده.
إنه الشهيد سليمان أبو حراز، المعروف بالزهد في الدنيا وعرف بين الناس بالصلاح والتقوى، وينتمي للطريقة الجرارية الصوفية في العريش.
ولم يدع لنفسه ولاية ولم يزعم أنه من أولياء الله الصالحين، وكان يحمل بشارات للمقربين وكرامات للمترددين عليه، وتم اختطافه من جماعة داعش مرتين في عام 2016 قبل أن تقتله في الثانية.
وجاء في مسلسل الاختيار شيخ بدوي يطلب لقاء قائد الكتيبة ١٠٣ ولكنه قابل البطل الشهيد أحمد منسي، وهو الشيخ "سليمان أبو حراز" من أبناء سيناء المخلصين لبلدهم الحبيبة مصر.
ويعتبر الشيخ سليمان أبو حراز، أحد أبناء قبيلة السواركة، وكان يسكن بمنطقة المزرعة بجنوب العريش فيشمال سيناء، وكان يعد أحد أبرز شيوخ سيناء الذي اشتهر عنه التصوف وانتماؤه للطريقة الجرارية الصوفية في العريش.
وعرف بحبه الشديد للدين، وكان زاهدا في الدنيا، وعرف بين الناس بدعوته للصلاة وحثه على بر الوالدين، بجانب سعيه للصلح بين القبائل دون انتمائه لفرقة معينة.
لذا فقد اجتمعت سيناء بقبائلها على احترامه وإجلاله وقبول وعظه وتوجيهه، وكان محبوبا من الجميع.
وقالت المصادر المقربة إن الشهيد الشيخ سليمان اختطفته جماعة داعش في سيناء مرتين، المرة الأولى تركته وذهب لبيته، والمرة الثانية كانت قبل الإعلان عن قتله بأسبوع كامل.
وكان تنظيم داعش أعلن في 19 نوفمبر 2016، ذبح الشيخ سليمان أبو حراز في سيناء، ناشرين عدة صور له، برفقة شخص آخر تم قتله بالطريقة نفسها.
وأثار إعدام الشيخ سليمان ردود فعل غاضبة بين المصريين الذين أدانوا هذه الجريمة، خاصة بعدما تم قتله تحت اسم "أحد الكهنة المرتدين"، ولم يشفع لهم سنة 98 عاما.
وورث الشيخ أبو حراز عن أهله تدينا فطريا دون تزايد، ولم يدع لنفسه ولاية، ولم يزعم أنه من أولياء الله الصالحين، ولم يدع لنفسه مقاما من مقامات المقربين، لكن المصادفة لعبت دورًا في حياة الرجل.
وقد ردد المقربون منه أنه عندما احتلت إسرائيل سيناء بعد هزيمة 5 يونيو 1967م ألقت القبض عليه، أرادوا اقتياده إلى وحدتهم وأركبوه سيارتهم، فتعطل محرك السيارة فلما أنزلوه من السيارة اشتغل محركها، وقد تكرر هذا الأمر أكثر من مرة، وهذا ما جعل الجنود الصهاينة يشيعون أن في الشيخ سرًا، وأنه رجل مبروك.
وعندما أصبح اللواء يوسف صبري أبو طالب محافظًا لشمال سيناء، زار الشيخ أبو حراز، وتوطدت أواصر الصداقة بين الرجلين، فكانا يتبادلان الزيارة.
وذات مرة حمل الشيخ أبو حراز بشارة للواء يوسف صبري أبو طالب وقت أن كان وزيرا للتنمية المحلية بأنه سيصبح قائد الجيش، ساعتها قال له اللواء يوسف صبري: "يا شيخ سليمان، محدش بيقلع البدلة الميري ويلبسها تاني"!!
ليرد الشيخ عليه بيقين: "بنشوف"، وتحققت بشارة الشيخ، فعاد اللواء يوسف صبري أبو طالب إلى الجيش وزيرًا للدفاع في أبريل 1989 بعد ترقيته إلى رتبة الفريق خلفا للمشير أبو غزالة.
وللشيخ أبوحراز كرامات كثيرة، وفق إفادة مقربين منه، حيث ذكر بهزيمة 67 ، وانتصار أكتوبر 73، كما ذكر منذ عشر سنوات أن سيناء ستغطى بالدماء، وأن مدينة العريش سوف تشهد أياما صعبة، وسينتشر القتل في ربوع المدينة، ولكن إرادة الله ستنتصر على تخطيط المتآمرين، وكان يشدد على أن إسرائيل وأمريكا هما وراء الفتن، من أجل تقسيم المنطقة.