الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"خفة يد"


يحدث أن تتوقف فجأة أمام صورة قديمة تجدها بالصدفة داخل أوراقك تحفظ كافة تفاصيلها، يسحبك الحنين إلى الخلف،  تتأمل ملامحك والزمن الذى مضى،  تتمدد بداخلك مساحات من الشجن على أحلامك التى لم تلمسها، والتى دربت نفسك جيدا على كيفية الهروب منها، لتخرج من دائرة الماضى ببراعة إلى اللحظة الحاضرة عندما تردد بيقين أن كل شيء قسمة ونصيب. 


الحياة مجموعة من اللحظات مرت فأصبحت ماضيا، واللحظة التى تقرأ فيها الآن هذه الكلمات هى الحاضر، كما أن مجموعة  اللحظات التى تنتظرك تسمى المستقبل،  والوقت هو الميزان العادل الذى وضعه الله لكل العالم، والمقياس الذى تدار به كل أمور البشر، وهو أثمن ما يملكه الفرد لأنه منحة إلهية لا يستطيع شخص أن يشترى لنفسه حياة أخرى أو يضع في رصيد أيامه مجموعة من السنوات. 


ربما تأتى لحظة تنظر فيها إلى الخلف وسنواتك التى مضت فلا ترى أنك فعلت اى شيء من الممكن أن تذكره، وأن هناك آلاف الموضوعات المؤجلة التى كنت ترغب في القيام بها، ربما مشروع حلمت بتنفيذه او لغة أردت أن تتعلمها او حتى كلمة تأخرت في قولها، وقتها لا تترك نفسك فريسة لفكرة أن الوقت انتهى وأن الزمن قد مر وأن ما كنت تحلم به في الماضى صعب أن تحققه الآن، حاول أن تفعلها، فكل مشاعر الندم الموجودة في الدنيا لن تستطيع أن تعيد شيئا . 


لا تقارن نفسك بأحد، تعلم أن تفرح بالانتصارات الصغيرة مهما شعرت أنها محدودة، أكمل الصورة، وضع كل قطعة في مكانها حتى يكتمل الشكل الصحيح، وعندما تفشل حاول مرة أخرى ربما تفشل بشكل أفضل، تفشل إلى أن يتحقق النجاح.


مرور الوقت وانعدام الفرص وكلمة "ياريت"  أكاذيب غير حقيقية، أشجار كاذبة لا تطرح ثمرا، زرعت في الطريق، وجلس تحتها البعض واستراحوا، وفي وقت ما استيقظ أحدهم ليوجه اتهامه للدنيا بأنها سرقت عمره، وأن الحياة بخفة يد مارست معه اللعبة نفسها كما فعلت مع من سبقوه وأنه أصبح أحد ضحايها وليس آخرهم.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط