الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة: سيدنا الخضر كان نبيا.. هذه قصته مع موسى عليه السلام.. ويكشف حقيقة بقائه على قيد الحياة وعلاقته بظهور المسيح الدجال

الدكتور على جمعة،
الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء

علي جمعة: 
سيدنا الخضر كان نبيا
يوضح قصة موسى والخضر في سورة الكهف 
ويكشف عن الدروس المستفادة من قصة موسى والخضر
ويجيب: هل سيدنا الخضر ما زال حيًا؟
وما حقيقة اكتشاف سيدنا الخضر للدجال عند دخول المدينة؟
وهل يصوم الخضر مع سيدنا إلياس كل عام ويجتمع بالملائكة يوم عرفة؟

حل الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، اليوم الاثنين، ضيفًا على برنامج « مصر أرض الأنبياء»، المذاع على قناة مصر الأولى، وعدد من الفضائيات المصرية الخاصة، وأدلى خلالها بعدد من التصريحات عن قصة موسى والخضر - عليهما السلام-  في سورة الكهف والدروس المستفادة منها، وأوضح حقائق بعض الأخبار الواردة عن سيدنا الخضر، والذي نبرزها في التقرير التالي.


وقال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن قصة سيدنا موسى مع الخضر في سورة الكهف بدأت بركوب موسى والخضر ويوشع بن نون - عليهم السلام- السفينة، فرأى موسى الخضر يثقب لوحًا من ألواح السفينة، فقال له: "أنت تفسد ولا تنبي"، مستشهدًا بقوله - تعالى-: «َانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا ۖ قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا»، ( سورة الكهف: الآية 71).


وأضاف «جمعة» خلال حواره ببرنامج « مصر أرض الأنبياء» مع الإعلامي عمرو خليل، المذاع على عدد من الفضائيات المصرية، أن العبرة من هذه القصة أن الحقيقة المطلقة تكون عند الله - تعالى- وأن الأعمال بالنيات وأن بواطن الأمور مهمة، فظاهرها هنا إن كان قسوة فباطنه الرحمة، وإن كان ظاهره خيانة فباطنه الوفاء، وإن كان ظاهره إفساد فباطنه إصلاح.


وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن القصة الثانية لموسى والخضر كانت مع الغلام، وكان هذا الغلام مراهقًا ويبلغ 16 أو 17 سنة، وقد ظهرت عليه ملامح الفساد وإتعاب الوالدين الصالحين، ولكن قدر الله الخفي أعلمه للخضر وحيًا، مستدلًا بقوله - سبحانه-: « وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا»، ( سورة الكهف: الآية 80).


وتابع المفتي السابق أن  الخضر عرف من الله أنه - سبحانه -سيرزق والديه بولد بغيره  وأنه لابد أن يزول الوالد الفاسد من الحياة، لافتًا: الضمير في " فخشينا" يعود أيضًا على الخضر، فهو يعظم نفسه، وقال ذلك لأن هذه الطائفة من الأنبياء التي لم يأتوا بشرع ولم يعرفهم الناس منذ البداية على أنهم أنبياء وُجودوا ليقيموا صالح الأعمال بأمر الله ووحيه واذنه ورضاه.



ونبه الدكتور على جمعة أن  القصة الثالثة لـموسى والخضر في سورة الكهف هي: بناء الجدار، قال - تعالى-: « فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ»، ( سورة الكهف: الآية 77).

و بين عضو هيئة كبار العلماء أن هذه القرية كانت قرية سوء بسبب تعاملهم وعدم إكرامهم الضيف، مشيرًا: سيدنا إبراهيم- عليه السلام- من كرم الضيافة فعل كما جاء في قوله - تعالى-: « فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ»، ( سورة الذريات: الآية 26)، و رسول الله- صلى الله عليه وسلم- علمنا أنه: «مَنْ كَانَ يُؤمِنُ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إلى جارِهِ، ومَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ واليومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ..»، ( رواه البخاري ومسلم).

وأكمل المفتي السابق أن سيدنا الخضر- عليه السلام- وجد جدارًا يكاد أن يقع وكان تحته كنز لأولاد يتامي صغار السن، وكان ابوهما صالحًا، فأقامه لأنهم لما يكبروا سيجدون الكنز، مختتمًا: من هنا يتضح أن الانسان مع صلاحه تستفيد منه الزرية وأنه كل الخير أن يترك الرجل أولاده أغنياء قدر استطاعته حتي لا يتعففون الناس إن كانوا صغارًا. 


وذكر الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، أن الدروس المستفادة من قصة موسى والخضر- عليهما السلام- أنه يوجد لكل ظاهر باطن، وأننا كما نهتم بالظاهر لابد أن نضيف إليه الباطن، موضحا "هناك مناهج لإضافة الباطن بعضها باطل وبعضها صحيح".

وأضاف  خلال حواره ببرنامج «مصر أرض الأنبياء» مع الإعلامي عمرو خليل، المذاع على عدد من الفضائيات المصرية، اليوم الاثنين، أن من أراد أن يعتمد على الباطن فقط ويترك الظاهر يكون ضالًا مضلًا، ومن أراد أن يكتفي بالظاهر يكون مقصرًا وقاصرًا.

وواصل عضو هيئة كبار العلماء أن الكمال والحق في إظهار النتائج يكون بضم الظاهر إلى الباطن، وعدم ترك أحدهما على حساب الآخر، فالأخذ يكون بالأمرين معًا


وأشار المفتي السابق إلى أن قول الخضر لموسى في بداية القصة: « إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا»  تدل دلالة أعمق من قوله له في نهاية القصة: « سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا»، لأنه تستطيع تعني انك تقدر يا موسى بدون آلة، فسيدنا الخضر يعتقد في موسى - عليه السلام- أنه كليم الله- وكان يعظمه وإن كان يختلف معه في النموذج المعرفي، وتبين له في نهاية القصة أنه يحتاج إلى مجهود لكي يتعلم الصبر، وهذا كله كان من عتاب الله وحبه لموسى ورغبته في أن يعلم عباده من قصص أنبيائه. 

ولفت الدكتور على جمعة في بداية الحلقة أن الخَضر وصفه الله بأنه عبد من عبادنا، والعبودية لله تعني الإنقياد له والخضوع لجلاله- سبحانه-، وهي أعم وأشمل مت مفهوم العبودية على أنها صلاة وزكاة وحج، بمعني أنه كان تقيًا نقينًا، فكان من الكرم الإلهي أن قال عنه: « وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا»، وكان منطلقًا في تصرفاته من باب المصلحة التي أوحي الله- سبحانه وتعالى- بها، قال:« وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا» ، فكان كل الأمور التي فعلها في قصته مع موسى - عليه السلام- لتحقيق المنفعة للغير.

وأكد الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، أن الكمال والحق في إظهار النتائج يكون بضم الظاهر إلى الباطن، فقصة النبي موسى وسيدنا الخصر مع الغلام كانت مؤلمًة جدًا، وكان هذا الغلام مراهقًا ويبلغ 16 أو 17 سنة، وقد ظهرت عليه ملامح الفساد وإتعاب الوالدين الصالحين، ولكن قدر الله الخفي اعلمه للخضر وحيًا، وهذا مما يرجح أنه نبي وليس محض ولي.  

واسشهد خلال حواره ببرنامج « مصر أرض الأنبياء» مع الإعلامي عمرو خليل، المذاع على عدد من الفضائيات، اليوم الاثنين، بقوله - تعالى-: « وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا»، ( سورة الكهف: الآية 80).

وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن الضمير في " فخشينا" يعود أيضًا على الخضر، فهو يعظم نفسه، وقال ذلك لأن هذه الطائفة من الأنبياء التي لم يأتوا بشرع ولم يعرفهم الناس منذ البداية على أنهم أنبياء وُجودوا ليقيموا صالح الأعمال بأمر الله ووحيه واذنه ورضاه.

ونبه المفتي السابق أن الخضر عرف من الله في هذه القصة أنه - سبحانه -سيرزق والديه بولد بغيره  وأنه لابد أن يزول الوالد الفاسد من الحياة، لافتًا: الخَضر وصفه الله بأنه عبد من عبادنا، والعبودية لله تعني الإنقياد له والخضوع لجلاله- سبحانه-، وهي أعم وأشمل من مفهوم العبودية على أنها صلاة وزكاة وحج، بمعني أنه كان تقيًا نقينًا.

واسترسل الدكتور على جمعة: فكان من الكرم الإلهي أن قال عنه: « وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا»، وكان منطلقًا في تصرفاته من باب المصلحة التي أوحي الله- سبحانه وتعالى- بها، قال: « وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي»، فكان كل الأمور التي فعلها في قصته مع موسى - عليه السلام- لتحقيق المنفعة للغير.


وألمح الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء،أن حياة الخضر في الحقيقة محل خلاف على قولين، الأول: أنه حي وأن حياته نوع من أنواع جدلية الخير والشر، فكما أن الدجال يعيش فإن الخضر يعيش في المقابل، وكما أن إبليس مخلد وهو من الجن فإن الخضر مخلد وهو من بني آدم، فأحياء الشر موجودين وأحياء الخير موجودين أيضًا وإن كانوا غير مرئين.

وأضاف خلال حواره ببرنامج « مصر أرض الأنبياء» مع الإعلامي عمرو خليل، المذاع على عدد من الفضائيات، اليوم الاثنين، أن كثيرا من العلماء والفقهاء والأولياء يرون حياة الخضر، ونحن هنا في دائرة الغيب لا دائرة الشهادة، والإيمان بالغيب والتصديق به واجب، ولا يجوز الزعم بأنه خرافة، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، لافتًا: هناك فرق بين العلم التجريبي والغيب، فلا يكفر من يقول بحياة الخضر، فالله عالم بالغيب والشهادة، ولا داعي للتوجه المادي، وأننا لا نؤمن إلا بما نراه.


وأنوه عضو هيئة كبار العلماء أن ابن حجر العسقلاني - رحمه الله- مال إلي حياته و أورده - عليه السلام- في نهاية كتابته "ماتع الإصابة في اخبار الصحابة" الذي تحدث فيه عن اخبارهم - عليهم السلام جميعًا-، مبينًا: حديثه عن الخَضر أصبح رسالة مستقلة من كثرة المعلومات التي أتي بها عنه بأسانيد وأقوال علماء وأولياء، وأسماها: "القول النضر فيما جاء في الخَضر". 

وأشار المفتي السابق إلى أن كثيرا من العلماء والأولياء الذين قالوا بحياة الخضر ذكروا أنه يتشكل إذا ظهر لأحد وأن هناك جزءا في جسده لا يتغير، وهو منطقة العينين، منوهًا: ذكر بعض مشايخنا أنه رآه 3 مرات بشكل مختلف والثابت هو العينين، فعينيه ذات بصمة واحدة.


وواصل الدكتور على جمعة: لا استطيع أن أنكر فلم أكن موجودا ولا شاهدت شيئا بعيني، ولكن هذا احتمال ولا يوجد داع لتكذيبه بزعم الخرافة، فلا يوجد دليل لإنكاره أيضًا. 


وبين عضو هيئة كبار العلماء، أن حقيقة اكتشاف سيدنا الخضر للدجال عند دخول المدينة من الأخبار الواردة خارج نطاق الحجية، فيمكن تصدقيها، معقبًا: «هي ليست من الشريعة في شيء».

وذكر خلال حواره ببرنامج « مصر أرض الأنبياء» مع الإعلامي عمرو خليل، المذاع على عدد من الفضائيات، اليوم الاثنين: « الدجال لما هيطلع هيقول للناس: " أنا ربكم " وفي يده المعجزات، وهيطلع له واحد مؤمن ويقول له: " انت اعور والله كامل؛ فلست بإله"، فيرد عليه: "أتريد أن أظهر لك بينة: أقتلك أمام الناس وأحيك" فأماته وأحياه بالفعل، ولما أحياه أصر على أنه الدجال».


واستكمل عضو هيئة كبار العلماء أنه ورد في تفسير هذا الحديث أن المؤمن الذي سيظهر للدجال هو سيدنا الخضر - عليه السلام-، لافتًا: « اسمه لم يظهر صراحة في الحديث الشريف».

ولفت المفتي السابق إلى أن  كثيرا من الناس في المشارق والمغارب تحدثوا عن الخضر - عليه السلام- حتي بما لم يرد في السنة، فورد عنه أنه لم يرد الزواج وأنه هو من دفن آدم، لافتًا "هذه أخبار وارد في الكتب ليس وراءها حجة وليس وراء تصديقها أو تكذيبها عقلية الخرافة، ولا مانع من إنكارها؛ فليس وراءها دليل".

وأفاد الدكتور على جمعة، أن  إجتماع سيدنا الخضر - عليه السلام- بجبريل واسرافيل وميكائيل، وأنه يصوم كل سنة مع سيدنا إلياس- عليه السلام- ويحج معه ويشربون من ماء زمزم فيكفيهم لعام كامل؛ أخبار موجودة يمكن تصديقها، ولكنها ليست من الشرع، كما أنها خارج نطاق الحجية.


وأبان  خلال حواره ببرنامج « مصر أرض الأنبياء» اليوم الاثنين، أن هذا ينطبق أيضًا على ما ورد بأنه من بشر عمر بن بن العزيز بالولاية الثانية، وأنه من سيكشف الدجال عند دخوله المدينة. 


وأشارإلى أن  كثيرا من الناس في المشارق والمغارب تحدثوا عن الخضر - عليه السلام- حتي بما لم يرد في السنة، فورد عنه أنه لم يرد الزواج وأنه هو من دفن آدم، لافتًا "هذه أخبار وارد في الكتب ليس وراءها حجة وليس وراء تصديقها أو تكذيبها عقلية الخرافة، ولا مانع من إنكارها؛ فليس وراءها دليل".